أديس أبابا - رويترز، أ ف ب - لم ينجح الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في محاولة البقاء على رأس الاتحاد الافريقي لعام آخر بعدما اختار الزعماء الأفارقة رئيس مالاوي خلفاً له. وانتخب القذافي رئيساً للاتحاد الافريقي الذي يتألف من 53 دولة في قمة الاتحاد السنوية العام الماضي على رغم المعارضة الشديدة التي أبداها بعض الزعماء الافارقة، وقال ديبلوماسيون إنه يسعى إلى فترة أخرى. وعادة ما تتقرر رئاسة الاتحاد الافريقي على أساس اقليمي ودوري، وكان العام الحالي دور منطقة الجنوب الافريقي. واختار الزعماء في أول يوم من القمة الافريقية المنعقدة في أديس أبابا رئيس مالاوي بينغو وا موثاريكا خلفاً للقذافي. واستغل القذافي الخطاب الأخير له رئيساً للاتحاد الافريقي كي يحض الزعماء الافارقة مجدداً على بدء عملية الوحدة السياسية. وقال القذافي إن العالم سيتحول إلى سبع أو عشر دول، وإن الدول الافريقية لا تعي هذا، كما أن الاتحاد الأوروبي سيصبح بلداً واحداً والدول الافريقية لا تعي هذا أيضاً. وحض الدول الافريقية على الوحدة. وجاء اختيار رئيس مالاوي لرئاسة الاتحاد الافريقي إثر جلسة مغلقة استمرت نحو نصف ساعة لقادة ورؤساء حكومات الدول الاعضاء ال 53 في الاتحاد. وقال الرئيس موثاريكا (76 سنة): «أقبل متواضعاً هذه المسؤولية»، شاكراً دول افريقيا الجنوبية على «دعمها الجماعي والمطلق» له. وشدد موثاريكا على أن «افريقيا ليست قارة فقيرة، لكن الشعوب الافريقية هي الفقيرة على رغم ما لدينا من موارد طبيعية كثيرة». وأضاف آسفاً: «لدينا علماء ومهندسون وفنانون وابطال رياضيون يعملون حالياً في الدول الغربية ويسهمون في تطور هذه الدول». ودعا الرئيس الجديد للاتحاد الافريقي اقرانه إلى «المزيد من العمل»، وقال: «يجب الذهاب إلى ما هو أبعد من القرارات والتصريحات والبدء في التحرك، لقد حان الوقت لتنمية افريقيا وتطويرها». وكان العقيد القذافي لمح قبل القمة الى رغبته في الاحتفاظ بهذا المنصب الذي يشغله منذ عام. وفي كلمته لم يعف المنظمة الافريقية من انتقاداته مؤكداً أن «رئيس الاتحاد الافريقي لا يملك اية صلاحيات». وأضاف محذراً «لو كان لدينا صوت افريقي واحد وسياسة خارجية واحدة في المحافل الدولية لكان امكن الاستماع الينا. اذا لم نتحد فإننا سنُستعمر من جديد»، داعياً من جديد الى اندماج افريقي اكبر. وتابع القذافي «ان مسؤولياتي المعنوية تكفيني بوصفي ملك ملوك افريقيا كما إنني عميد قادة افريقيا». وأضاف: «لست بحاجة لأي لقب وسأواصل الكفاح من اجل الاتحاد الافريقي». وافتتحت القمة الرابعة عشرة للاتحاد الافريقي صباح أمس بتحية إلى ضحايا زلزال هايتي الذي اودى في 12 كانون الثاني (يناير) بحياة نحو 170 ألف شخص ودمر العاصمة وضواحيها وجعل اكثر من مليون شخص بلا مأوى. وقال رئيس مفوضية الاتحاد جان بينغ «ما يحدث في هايتي مأساة تتخطى الحدود. وحيث أن افريقيا هي الموطن الأصلي لسكان هايتي المنكوبين فإنها معنية في المقام الاول». وتحدث عن دين افريقيا تجاه هايتي التي قال انها «اول جمهورية سوداء في العالم عام 1804 تحمل شعلة تحرير الشعب الأسود ودفعت ثمناً كبيراً في سبيل ذلك». واعتبر بينغ ان على الاتحاد الافريقي العمل على «بحث الاقتراح المقدم من الرئيس السنغالي عبدالله واد بمعرفة الظروف التي يمكن بها اعادة الهايتيين الراغبين الى افريقيا». ومن المقرر ان تستعرض القمة الرابعة عشرة للاتحاد الافريقي التي تختتم الثلثاء قضايا الساعة مثل مستقبل السودان قبل عام من الاستفتاء على استقلال الجنوب، والحرب الاهلية في الصومال، والمأزق السياسي في مدغشقر، والنظام الانتقالي في غينيا بعد عام على الانقلاب العسكري. ويمكن لكل هذه القضايا ان تحجب من جديد الموضوع الرسمي لهذه الدورة وهو «تكنولوجيا الاعلام والاتصال في افريقيا».