تمكنت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من «حزب الله» وميلشيا شيعية من استعادة مناطق بين ريفي إدلب شمال غربي البلاد وحماة في وسطها، في وقت صدّ مقاتلو المعارضة هجمات القوات النظامية و «حزب الله» في الزبداني في شمال غربي دمشق قرب حدود لبنان وريف درعا في جنوب البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «قوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة فريكة الواقعة قرب أوتستراد أريحا - اللاذقية بريف جسر الشغور، عقب تمكنها من التقدم في أطراف ريف إدلب عند الحدود الإدارية مع حماة، حيث سيطرت قوات النظام على المنطقة، عقب اشتباكات عنيفة تدور منذ نحو 3 أيام مع لواء الحق، جند الأقصى، جبهة النصرة، جيش السنة، جبهة أنصار الدين، الحزب الإسلامي التركستاني، أنصار الشام، أجناد الشام، فيلق الشام، الفرقة 111 مشاة، الفرقة 101 مشاة، لواء صقور الجبل، وصقور الغاب، جنود الشام الشيشان وحركة احرار الإسلامية وفصائل مقاتلة وإسلامية، التي كانت قد سيطرت على هذه المناطق قبل أيام عقب هجوم عنيف نفذته على المنطقة». وأسفرت الاشتباكات خلال ال 72 الماضية عن مقتل «73 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم ما لا يقل عن 45 من الجنسية السورية، وأنباء عن مقتل 40 آخرين، إضافة إلى مقتل 42 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال هذه الاشتباكات». وكانت قوات النظام تمكنت من السيطرة على خربة الناقوس والمنصورة والزيادية ومحطة زيزون وسدها وتل أعور وأجزاء من قرية الزيارة ومناطق أخرى في محيطها، عند أطراف محافظة إدلب وفي سهل الغاب، حيث ترافقت الاشتباكات مع عشرات الضربات الجوية وعشرات الصواريخ والقذائف بين الطرفين ومن قبل قوات النظام على منطقة الاشتباكات، وفق «المرصد». وأكدت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «جيش الفتح» الذي يضم فصائل إسلامية معارضة، انسحب من المحطة الحرارية في منطقة زيزون في سهل الغاب «بعد عشرات الغارات التي استهدفت المحطة من قبل طيران نظام الأسد ما أدى لدمار أجزاء واسعة منها». كما اكدت استعادة النظام السيطرةَ على تل أعور وقرية فريكة في نهاية ريف إدلب الغربي بعد انسحاب مقاتلي «جيش الفتح». وقالت شبكة «أخبار إدلب» المعارضة إن قوات النظام «تمكنت من استعادة السيطرة على محطة زيزون بعد تدميرها في شكل شبه كامل وتقدمت باتجاه فريكة حيث تدور اشتباكات كرّ وفرّ بين الطرفين بعد خسائر كبيرة منيت بها قوات النظام وصلت إلى أكثر من 250 عنصراً وتدمير أكثر من سبع آليات بينها ثلاث دبابات وثلاث عربات بي أم بي وسيارات عسكرية»، مشيرة إلى أن «الخطة التي اتبعها النظام في معاركه الأخيرة كانت من طريق الهجوم بثلاثة جيوش في شكل متتابع ما أرغم الثوار على التراجع بعد الصمود الأسطوري في وجه الدفعة الأولى والثانية منهم وقتل عشرات، لكن طبيعة الأرض أجبرت الثوار على التراجع». وأعلن «جيش الفتح» في بيان «انطلاق المرحلة الثانية للعمليات العسكرية في بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام شمال مدينة إدلب» وإن هذه الخطوة جاءت «ليعلم النظام وحلفاؤه أن أرض سورية واحدة لا تتجزأ، فما يحدث في الزبداني يخص سوريا كلها، وآلام الزبداني ستعيشها ميليشيات النظام ومرتزقة إيران التي معه في الفوعة وكفريا». وأكد البيان أن العمليات ضد البلدتين المواليتين في ريف إدلب «لن تتوقف إلا بتوقف الهجوم على مدينة الزبداني». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، إثر هجوم للأخيرة على المنطقة ومحاولة توسيع مناطق سيطرتها في الجبل، وسط تحليق للطيران المروحي والحربي في سماء المنطقة، وقصف متبادل بين الطرفين». في جنوب البلاد، قالت «الهيئة السورية للإعلام» المقربة من «الجيش الحر» في تقرير إن «الثوار تصدّوا لحزب الله اللبناني وقوات الأسد في محافظتَي دمشق ودرعا»، موضحة: «اندلاع اشتباكات عنيفة بين الثوار وحزب الله اللبناني على محاور في مدينة الزبداني بريف دمشق ما أسفر عن تدمير عربة «بي أم بي» وإرغام عناصر الحزب على التراجع». وأفاد «المرصد» من جهته بأن قوات النظام قصفت مناطق في مدينة الزبداني، مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في المدينة «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) وجيش التحرير الفلسطيني من طرف والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من طرف آخر في المدينة، ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية، حيث تشهد المدينة منذ الرابع من تموز (يوليو) الماضي هجوماً واسعاً من حزب الله اللبناني وقوات الفرقة الرابعة في محاولة منهم للسيطرة على المدينة القريبة من الحدود السورية - اللبنانية». كما أكد ناشطون معارضون صدّ مقاتلي المعارضة المحليين الهجوم على الزبداني من أربعة محاور. وفيما قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى في حي جوبر شرق دمشق، وسط تنفيذ الطيران الحربي ما لا يقل عن سبع غارات على مناطق في الحي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، أفادت «الهيئة السورية» بأن «مواجهات عنيفة دارت بين الثوار وقوات الأسد على أطراف حي جوبر الدمشقي بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف» إضافة إلى غارات طاولت الغوطة الشرقيةلدمشق. بين دمشق والأردن، قالت «الهيئة» إن معارك «دارت بين الثوار وحزب الله وقوات الأسد على اطراف بلدة الطيحة بالريف الغربي لمحافظة درعا، في محاولة من الأخير لاقتحام البلدة ما أدى إلى إرغام عناصر النظام والحزب على التراجع»، اضافة الى مواجهات في بوابة درعا. في محافظة حلب - أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى في منطقة السبع بحرات بحلب القديمة، ترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين.