حققت قوات المعارضة السورية تقدماً في هجوم مفاجئ شنته في غوطة دمشق الغربية، في وقت واصل النظام و «حزب الله» اللبناني محاولات التقدم في مدينة الزبداني، بوابة القلمون الجنوبية. وفيما أفشل المعارضون محاولة تسلل للنظام في منطقة الليرمون في حلب بشمال البلاد، أسفر قصف جوي عن مقتل 11 مواطناً في إدلب (شمال غربي سورية). وأورد موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «كتائب الثوار سيطرت فجر اليوم الثلثاء (أمس) ... على حاجز لقوات النظام على الطريق الواصل بين بلدة الدرخبية ومزارع خان الشيح في غوطة دمشق الغربية، بعد اشتباكات سقط على أثرها 15 قتيلاً من الميليشيات الموالية للنظام». كما أفادت وكالة «قاسيون» المعارضة أن «الثوار في المنطقة نفذوا هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام في المنطقة، تمكنوا خلاله من قتل معظم عناصر الحاجز التابعين لميليشيات الدفاع الوطني والسيطرة على الحاجز واغتنام أسلحته وذخائره». ونقل موقع «كلنا شركاء» عن مصادر محلية «ان الاشتباكات التي كانت تسمع في مخيم خان الشيح المجاور، ترافقت مع قصف مدفعي مكثف استهدف عدداً من منازل المدنيين في المزارع المحيطة بالمخيم، ما أدى إلى مقتل مدني في بلدة الدرخبية وإصابة آخرين». واستهدف الطيران المروحي صباح أمس المنطقة بأكثر من خمسة براميل متفجرة، بحسب «كلنا شركاء». وجاء ذلك في وقت أشار «المرصد السوري لحقوق الانسان» في تقرير من ريف دمشق إلى «اشتباكات عنيفة بين حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة من جهة والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة اخرى في مدينة الزبداني، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، في محاولات من حزب الله وقوات النظام السيطرة على مدينة الزبداني القريبة من الحدود السورية - اللبنانية». ويحاول «حزب الله» والفرقة الرابعة منذ أيام طرد المعارضين من الزبداني، لكن القوات المهاجمة لم تحقق سوى تقدم طفيف حتى الآن في ظل مقاومة شرسة للمدافعين عنها ومعظمهم من مواطنيها أو اللاجئين إليها من مناطق قريبة. وفي ريف دمشق أيضاً، أعلن «فيلق الرحمن» التابع للقيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، تخريج دفعة جديدة من مقاتليه خلال عرض عسكري حضرته قيادات الفيلق في مدينة عربين. وكان «فيلق الرحمن» أعلن في أيار (مايو) الماضي تخريج دفعة أخرى من مقاتليه ضمت 500 مقاتل في الغوطة الشرقية. ويهيمن تنظيم «جيش الإسلام» على فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية. وفي حلب (شمال البلاد)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين «غرفة عمليات فتح حلب» من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، على أطراف حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان والليرمون شمال حلب. أما «الدرر الشامية» فأوردت، من جهتها، أن «كتائب الثوار كبَّدت قوات الأسد خسائر في الأرواح والعتاد بالقرب من دوار الليرمون صباح اليوم الثلثاء (أمس)». ونقلت عن «المكتب الإعلامي للفرقة 16» تأكيده أن «مقاتلي الفرقة تصدوا لمحاولة قوات الأسد التقدم على محور دوار الليرمون، حيث دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف المدفعية انتهت بمقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من قوات الأسد وتدمير آلية عسكرية كانت تحاول رفع سواتر ترابية». وكانت فصائل المعارضة أعلنت قبل اسابيع تحرير دوار الليرمون في إطار معركة ضخمة تحت اسم «غرفة عمليات عزة حلب». وفي محافظة إدلب (شمال غربي البلاد)، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي قصف قرى مرعيان والرامي وارنبا ومناطق اخرى في تلة النبي ايوب بجبل الزاوية، مشيراً إلى أنه «ارتفع الى 11 بينهم طفلان اثنان وثلاث مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة الفطيرة بريف إدلب الجنوبي». وفي إدلب أيضاً، أفيد أن الكتائب الاسلامية أعطبت بصاروخ موجه دبابة لقوات النظام في تل اعور بريف جسر الشغور. في غضون ذلك، لا يزال مجهولاً مصير 5 موظفين إغاثيين خطفهم مجهولون على الطريق بين بلدتي سرمدا واورم الجوز بريف إدلب الغربي، ونقل «المرصد» عن نشطاء اتهامهم «جبهة إسلامية باختطافهم». وفي محافظة حماة (وسط)، ذكر «المرصد» أن مروحيات النظام قصفت بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، في وقت دارت اشتباكات بين قوات النظام وحلفائه وبين المعارضة في محيط حاجزي المجبل والتغطية شرق مدينة سلمية بريف حماة الشرقي «ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مقاتلين من الكتائب الاسلامية بينهم قائد كتيبة ... ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام وقوات الدفاع الوطني». وفي جنوب البلاد، قال «المرصد» ان الاشتباكات استمرت حتى فجر الثلثاء «بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) مدعمة بفصائل إسلامية من طرف آخر، في محيط قرى وحواجز بريف درعا الغربي»، حيث تحاول «النصرة» السيطرة على «كامل ريف درعا الغربي، وإنهاء وجود لواء شهداء اليرموك» الذي يسيطر على معظم المنطقة. وفي محافظة دير الزور، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات قرب مطار دير الزور العسكري المحاصر من تنظيم «داعش». وفي درعا بجنوب البلاد، ذكر «المرصد» أن اشتباكات دارت فجراً بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة اخرى في الجهتين الجنوبيةوالشرقية لبلدة كفرشمس في ريف درعا الشمالي الغربي.