كشف مصدر روسي موثوق به ل «الحياة» أمس، أن إلغاء زيارة سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي لموسكو، والتي كانت مقررة الثلثاء الماضي، تم بمبادرة من الحكومة الروسية بسبب استيائها مما تعتبره تصعيداً إيرانياً حول الملف النووي، ومن تصريحات أدلى بها أخيراً الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول مطالبة بلاده بتعويضات عما سماه الإيرانيون فترة الاحتلال السوفياتي لأراضيهم خلال الحرب العالمية الثانية. ولفت المصدر الى أن هذا التصريح أثار غضب روسيا، إذ أن ثمة معاهدة موقعة بين البلدين كان يحق لموسكو بموجبها الدخول الى نصف الأراضي الإيرانية، في حال تعرّض أمن روسيا للخطر. ولمح المصدر الى أن الموقف الروسي تجاه تشديد العقوبات على إيران بدأ بالتراخي، ما يؤشر الى احتمال موافقة موسكو على مساعي الغرب في هذا الشأن. يُذكر أن جليلي، وهو أبرز المفاوضين النوويين الإيرانيين، كان سيزور موسكو الثلثاء الماضي، وأُعلن تأجيل الزيارة في شكل مفاجئ قبل يوم واحد من إجرائها. وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عزا إرجاءها الى ضرورة إجراء «مزيد من التنسيق». في غضون ذلك، قالت مصادر فرنسية ل «الحياة» إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ناقشت مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير في باريس الجمعة الماضي، العقوبات على إيران ومواقف الدول المختلفة في مجلس الأمن منها. وأوضحت المصادر أن موقف روسيا والصين لا يزال مجهولاً، لكن ثمة أملاً على هذا الصعيد. وذكرت المصادر أن ثمة الآن نحو 9 أصوات مؤيدة للعقوبات، لافتة الى أنه من الأفضل أن تُقرّ بأكبر عدد ممكن من أصوات الدول الأعضاء في المجلس. ولفتت الى إمكان إقدام دول مثل الولاياتالمتحدة وبلدان أوروبية، على فرض عقوبات منفردة، مشددة على أن واشنطن تريد الإبقاء على صلة مع طهران، لكنها تنوي أيضاً تشديد العقوبات حول الملف النووي. وأضافت أن السماح بضربة إسرائيلية غير وارد الآن، موضحة أن العمل مستمر على العقوبات التي تتولى كلينتون بحثها مع الفرنسيين. الى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إن ثمة «أفكاراً جديدة» حول تبادل الوقود النووي، فيما أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي أن «إيران وافقت على المبدأ الأساسي المتمثل في تبادل الوقود، لكنها ما زالت تنتظر الحصول على ضمانات قوية في هذا الشأن». وأشار الى أن المفاوضات الجارية تتناول «التفاصيل». على صعيد الوضع الداخلي، بدأت في طهران أمس، محاكمة 16 متظاهراً اعتُقلوا خلال الاضطرابات التي نظمتها المعارضة في ذكرى عاشوراء الشهر الماضي. تزامن ذلك مع بيان أصدره زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي حضّا فيه أنصارهما على «المشاركة بكثافة» في المسيرات التي تُنظَّم في 11 شباط (فبراير) المقبل لمناسبة ذكرى الثورة. لكن «الحرس الثوري» حذر من انه «سيواجه بحزم» أي احتجاجات محتملة. ودعا رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني الإيرانيين الى «جعل هذا اليوم مناورة للوحدة الوطنية لصون النظام وحماية الجمهورية الإسلامية، على رغم وجود بعض الاختلاف في الأذواق».