بدأت نيابة أمن الدولة العليا في مصر تحقيقاتها مع 26 متهماً ب «تشكيل تنظيم إرهابي خطط لاستهداف منشآت حيوية في البلاد ورصد تجمعات السياح الأجانب». وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على التحقيقات مع أفراد الخلية التي تُعرف ب «خلية الجهاد»، أن «أجهزة الأمن أحالت المتهمين على النيابة الاربعاء الماضي بعدما استكملت تحقيقاتها معهم»، وأشارت إلى أن النيابة أمرت بسجن أفراد التنظيم الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن على دفعات نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، 15 يوماً قابلة للتجديد على ذمة التحقيقات التي بدأت النيابة إجراءها معهم مساء أمس، واتهمت محاضر التحريات المتهمين ب «تأسيس جماعة أُسست على خلاف أحكام القانون والدستور المصري، وحيازة أسلحة نارية ومفرقعات لاستخدامها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وحيازة مطبوعات وأوراق تروّج لفكر التنظيم (الجماعة التي أسسوها) وخططه المستقبلية». وأوضحت التحريات التي اطلعت عليها «الحياة» أن المتهمين اعتنقوا فكر «تنظيم الجهاد» المسلح، وخططوا للقيام بعمليات إرهابية ضد المنشآت السياحية وسعوا إلى استهداف المصالح الأجنبية والسياح الأجانب، خصوصاً الإسرائيليين منهم في شبه جزيرة سيناء، مع محاولة «التشعب في المجتمع المصري بهدف استقطاب عناصر جديدة للتنظيم». وقالت مصادر قضائية رفيعة المستوى: «إن النيابة ستواصل تحقيقاتها مع المتهمين في حضور محاميهم على مدى الأشهر المقبلة تمهيداً لاستصدار أمر بإحالتهم على محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ)». وأشارت ل «الحياة» إلى أن جهاز مباحث أمن الدولة أرسل إلى النيابة «مذكرة التحريات ومحاضر التحقيقات التي أجريت مع عناصر التنظيم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، إضافة إلى اعترافات المتهمين وما ضُبط في حوزتهم من أسلحة وخرائط»، وأعلنت أن من المنتظر أن «تحيل النيابة خلال الفترة المقبلة المتهمين على الطب الشرعي لاستبيان ما إذا كان قد وقع في حقهم انتهاكات جسدية خلال فترات التحقيق». من جهتها، أوضحت مصادر أمنية أن خرائط ضبطت في حوزة عدد من المتهمين تتضمن وصفاً هندسياً «لعدد من الأماكن والمنشآت الحيوية في البلاد من بينها بعض الأماكن وبيوت لمسؤولين أجانب يقطنون في مصر.» لكن المصادر لم تكشف مواقع تلك الأماكن. وأشارت إلى أن خرائط أخرى تضمنت وصفاً تفصيلياً لأماكن تمركز أفراد الحراسة وأعدادهم وكذلك توقيتات تغيير الدوام. ولفتت إلى أنه ضُبط في حوزة المتهمين أيضاً مواد كيماوية تستخدم في صناعة عبوات ناسفة ومواد مفرقعة شديدة التفجير. ولفتت إلى أنه بتفريغ أحد الحواسب الآلية التي ضبطت في حوزة المتهمين وُجدت رسائل إلكترونية وصفحات لمواقع إلكترونية محتفظ بها على «الهارد ديسك» تتضمن كيفية صنع عبوات ناسفة صغيرة الحجم يسهل تفجيرها من بعد من خلال دوائر إلكترونية مرتبطة بهواتف نقالة بحيث يستطيع منفذ العملية تفجير العبوة بعد تركه المكان من خلال اتصال يجريه عبر الهاتف، كما تضمنت المضبوطات كتباً ومواد مصورة على اسطوانات مدمجة (سي دي) حول الفكر الجهادي السلفي تتضمن شرحاً يقدمه عدد من قيادات تنظيم «القاعدة»، إضافة إلى أعمال «جهادية» نُفذت في العراق وأفغانستان. وقالت المصادر «إن أجهزة الأمن رصدت اجتماعات تنظيمية في أحد منازل عناصر الخلية تم فيه درس كيفية تنفيذ أفكارهم والسعي نحو استقطاب مزيد من العناصر». وأكدت ل «الحياة» أن التحقيقات التي أجريت مع المتهمين ركزت على معرفة دوافعهم ومصادر تمويلهم، وما إن كانت لدى عناصر الخلية صلات تنظيمية بتنظيمات أصولية في الخارج. من جهته استنكر عضو هيئة الدفاع عن المتهمين المحامي محسن بهنسي عدم اطلاعه حتى الآن على محاضر التحريات أو الاتهامات التي وجهت إلى المتهمين. وقال: «حتى الآن لم نلتق عناصر التنظيم ولا نعلم عنهم أي شيء، كل معلوماتنا استقيناها من ذويهم .. حتى إن مباحث أمن الدولة عندما أحالت المتهمين على النيابة لم تخترنا بقرارها». يشار إلى أن هذا التنظيم هو الثالث من نوعه الذي يضبط خلال العامين الاخيرين، إذ فككت أجهزة الأمن قبل شهور بؤرة ترتبط بتنظيم «القاعدة» وتعرف إعلامياً ب «خلية الزيتون» تورط عدد من عناصرها في حادث سطو مسلح على محل مصوغات في منطقة الزيتون، إضافة إلى القضية الشهيرة ب «خلية حزب الله اللبناني» والتي يحاكم عناصرها أمام محكمة جنايات أمن الدولة (طوارئ).