ثار عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في «ساحات» العالم الافتراضي، «حاملين لافتات» منددة باستشهاد الرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة (18 شهراً) حرقاً، إثر قيام مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية، أمس (الجمعة)، بإحراق منزل عائلته، ما أسفر أيضاً عن إصابهم بجروح خطيرة. وفي «تويتر»، أنشأ مغردون وسم «#حرقوا_الرضيع» بعد مضي ساعات على خبر مقتله، لتصبح أكثر «الهاشتاغات» نشاطاً وتفاعلاً على موقع التواصل الاجتماعي. وشارك في الوسم عدد كبير من المغردين الذين آلمهم مشهد الرضيع المتفحم، وصمت الحكومات إزاء الواقعة. وكتب خالد الصبحي: «تفعل إسرائيل ماتشاء وهي تعلم أن لا أحد يتكلم، تخيلوا لو كان الطفل المحترق اسرائيلياً ما الذي كان سيحدث؟!»، وتشارك المغردة أسيل فهد قائلة: «أين الضمير العربي، وأين الضمير العالمي، كيف تستطيع الحكومات التغافل عن هذا الحدث المأسوي؟»، بينما يطرح موسى المعلم تساؤلاته: «أين الأصوات المرتفعة والمسيرات الكبيرة (المشابهة لتلك التي انطلقت) عندما احترقت صحيفة شارلي إيبدو؟، أين المنددين؟، أين العرب المتعاطفين؟». وشارك معظم المغردين بلافتات كتبت عليها جمل منددة بالحادث وصوراً للرضيع، ومن بين أكثرها انتشاراً لوحة كتب عليها: «قتلوه حرقاً وقتلناه صمتاً». وناشد عدد من المتفاعلين في الوسم المغردين أن يشاركوا في الوسم باللغة الانكليزية، ليكون رسالة ومناشدة للعالم، وليس للعرب فحسب. وفي موقع «فايسبوك»، سادت قضية حرق الرضيع معظم المنشورات، وكتب سعيد هواري: «ياالله. في الوقت الذي يضج العالم الغربي بمقتل الأسد سيسل (في زيمبابواي على يد طبيب أسنان أميركي يبحث البيت الأبيض في تسليمه للعدالة)... في هذا الوقت، يصمت العالم عن هذا الفعل الشنيع، ياترى لماذا هذا الصمت؟ هل لأن الضحية فلسطيني الجنسية، أم لأن الجاني إسرائيلي؟! بمثل هذه التناقضات يفقد الغرب صدقيته». ويؤكد فهد العمري ما قاله هواري قائلاً: «العالم الغربي في وضعية الميت، كأنه لم يحدث اي شيء، لأن الضحية فلسطيني، لذا فإن دمه هدر». يشار إلى أن «منظمة التعاون الإسلامي» دانت الجريمة بأشد العبارات، وحمل أمين عام المنظمة إياد أمين مدني قوة الاحتلال الاسرائيلية المسؤولية كاملةً عن تداعيات هذه الجريمة البشعة والاعمال الارهابية الممنهجة كافة التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون في الأرض الفلسطينية المحتلة. وذكرت «وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا) أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اتصل هاتفياً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس «في مبادرة نادرة للتعبير عن ادانته قتل الطفل الفلسطيني حرقاً». ويرفع الفلسطينيون اليوم (السبت) ملف مقتل الطفل دوابشة حرقاً على يد مستوطنين الى «المحكمة الجنائية الدولية»، على ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).