أعلنت موسكو أن الجولة الثالثة من الحوار السوري – السوري أو ما يعرف ب «موسكو - 3» يمكن أن تعقد قبل نهاية الشهر المقبل، بمشاركة واسعة من أطراف الأزمة السورية وفي رعاية للمرة الأولى من أميركا وروسيا والأمم المتحدة. وفي تطور بدا أنه ثمرة الاتصالات الروسية - الأميركية النشطة في الآونة الأخيرة حول الملف السوري، بدأت موسكو التحضيرات لعقد جولة جديدة من اللقاءات التي أطلقت عليها تسمية «منتدى موسكو» مع إدخال إضافات مهمة على آليات الحوار والمشاركين فيه. وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس، أن الجولة يمكن أن تعقد قبل نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل، على أن تكون «جزءاً من عملية أوسع» وتجري بمشاركة من جانب موسكو وواشنطن والمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا. وتعد هذه الإشارة الأولى إلى استعداد موسكو بالتنسيق مع الأميركيين لتحويل «منتدى موسكو» إلى فاعلية تشارك فيها في شكل مباشر أطراف دولية، بعدما كانت تؤكد في السابق أنها وفرت منبراً للحوار بين السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي. وأشار المسؤول الروسي إلى أن المشاورات، يمكن أن تجرى في مكان آخر غير موسكو، موضحاً أن بلاده «لا تستبعد أن تكون مشاورات «موسكو - 3» جزءاً من عملية أوسع ونحن ندعم المشاركة الفعالة للأمم المتحدة في مثل هذه الاتصالات». وأوضح ديبلوماسي روسي ل «الحياة» أن اللقاء يمكن أن ينعقد في جنيف على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن اختيار المكان والتوقيت يوفر فرصاً أكبر لمشاركة أطراف سورية امتنعت عن حضور اللقاءين السابقين بسبب تحفظات عن مواقف موسكو. وزاد أن الهدف المنشود هو الخروج بورقة عمل مشتركة تحظى بأوسع إجماع ممكن، وأن موسكو أعلنت للطرف الأميركي أنها لا تعترض على نقل الحوار إلى أي عاصمة إذا كان ذلك سيسهل الخروج بنتائج إيجابية. وقال بوغدانوف أن مجلس الأمن الدولي سيتخذ قراراً في الأيام المقبلة يدعم مقترحات دي ميستورا لتشكيل مجموعات عمل لبحث البنود الواردة في «بيان جنيف» وتشمل الأمن ومكافحة الإرهاب والمساعدات الإنسانية والهيئة الانتقالية، إضافة إلى إمكانية بحث تشكيل مجموعة اتصال دولية - إقليمية في شأن سورية. وأضاف: «نتابع باهتمام جهود المبعوث الدولي. صدر تقرير له وتمت مناقشته في مجلس الأمن وكذلك ألقى الأمين العام بان كي مون كلمة في هذا الشأن، نعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد بطريقة أو بأخرى دعماً مناسباً من مجلس الأمن لنشاط دي ميستورا». من جانب آخر، أعلن بوغدانوف أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري سيجريان محادثات في شأن التسوية السورية الاثنين المقبل في الدوحة، ولم يستبعد احتمال انضمام السعودية إلى المحادثات.