تراجعت أسعار النفط أمس مع زيادة المخاوف من تخمة المعروض العالمي بعدما أشار الأمين العام ل «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك)، عبد الله البدري، إلى أن المنظمة لن تخفض الإنتاج لكن هبوط الدولار حدّ من خسائر الخام. ويتّجه «برنت» إلى تكبد خامس خسائره الأسبوعية بعدما قلّصت الأسعار مكاسبها في بداية الجلسة وتحوّلت إلى الهبوط. وأشار البدري إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة لن تخفض الإنتاج قائلاً إن ارتفاع الطلب سيحول دون مزيد من الانخفاض للأسعار. وأضاف أن خفض «أوبك» للإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً لن يدعم الأسعار. وأظهر مسح أجرته وكالة «رويترز» نُشرت نتائجه هذا الأسبوع أن الدول الأعضاء في «أوبك» أنتجت نحو 31.25 مليون برميل يومياً في الربع الثاني، ما يزيد بنحو ثلاثة ملايين برميل عن حجم الطلب اليومي. وانخفض سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم أيلول (سبتمبر) 49 سنتاً مسجلاً 52.82 دولار للبرميل بعد تراجعه سبعة سنتات عند التسوية في الجلسة السابقة. ونزل سعر الخام الأميركي في عقود أيلول 61 سنتاً إلى 47.91 دولار للبرميل بعد إغلاقه منخفضاً 27 سنتاً في الجلسة السابقة. إلى ذلك، أبقى مصرف «إيه بي إن أمرو» توقعاته لأسعار النفط في العام الحالي، لكنه قلّص تنبؤاته للأسعار في 2016 متذرعاً باشتداد تخمة إمدادات المعروض من النفط في السوق العالمية. وأبقى المصرف توقعاته لسعر خام «برنت» وخام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي عند 60 دولاراً و55 دولاراً للبرميل على الترتيب. وخفض المصرف تنبؤاته لسعر «برنت» والخام الأميركي في العام المقبل بمقدار 10 دولارات إلى 65 دولاراً و60 دولاراً للبرميل. وأفادت مصادر بأن شركات نفط حكومية عملاقة في الصين تعتزم بدء ضخ 160 ألف برميل يومياً في مشروعين في جنوب غربي إيران بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ما يساهم في تنفيذ خطة طهران الرامية إلى زيادة الإنتاج قبل رفع العقوبات عنها. ووفقاً لمصادر في مجموعة «سينوبك» و «شركة النفط الوطنية الصينية» كثفت الشركتان العمل منذ أواخر العام الماضي في مشاريع عقود رئيسية قائمة بعد تشجيع من نظرائها الإيرانيين، مع استمرار المفاوضات في شأن تخفيف العقوبات. وتوقعت المصادر أن تبدأ «سينوبك» الإنتاج في حقل «ياداوران» بمعدل 85 ألف برميل يومياً، بعد تطوير المرحلة الأولى في إطار صفقة بقيمة بليوني دولار وُقعت في 2007 لإنتاج 200 ألف برميل يومياً. وقال الناطق باسم الشركة، لو دابينغ: «مشروع ياداوران يمضي بسلاسة ويُتوقع بدء الإنتاج بمعدل 85 ألف برميل يومياً بحلول نهاية السنة». وتوقع مصدر من «سي أن بي سي» أن تبدأ مجموعة الطاقة أيضاً تشغيل المرحلة الأولى في مشروع شمال أزاديجان بحلول مطلع تشرين الأول لكنه لم يحدد حجم الإنتاج. إلى ذلك، ارتفعت واردات آسيا من النفط الخام الإيراني على أساس سنوي في حزيران (يونيو)، وأظهرت بيانات حكومية وأخرى تتبع حركة الناقلات، أن إجمالي واردات أكبر أربعة مشترين للنفط الإيراني وهم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية بلغ 1.17 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي بزيادة أكثر من 13 في المئة عليها قبل سنة. إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، أن المحادثات مستمرة مع أنقرة في شأن مشروع خط أنابيب الغاز «تركيش ستريم» وأن موسكو وافقت على خصم بنسبة 10.25 في المئة في سعر إمدادات الغاز إلى تركيا. وجاءت تصريحات الوزير بعدما قال مسؤولون أتراك في تصريحات إلى وكالة «رويترز» أن المحادثات عُلّقت لعدم توقيع موسكو اتفاقاً مهماً في شأن الخصم في سعر الغاز.