علمت «الحياة» أن جبل «جحيشة» انضم إلى منظومة ورشة عمل المشاريع التنموية التي تشهدها مكةالمكرمة حالياً، إذ تعتزم الجهات الحكومية والأهلية في العاصمة المقدسة إزالة نحو 500 عقار تقع على سفحه ومنحدراتهتنفيذاً لأمر سامٍ صدر أخيراً نص على نزع ملكية مئات العقارات المتاخمة للجهة الشمالية للمسجد الحرام، وضمها لمصلحة مشروع توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف، وتخصيصها منطقة خدمات للمشروع، الذي تشرف على تنفيذه الهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة، في مرحلته الثالثة، بناء على ما تقتضيه المنفعة العامة، وتشمل المنطقة المزالة جبل «جحيشة» كاملاً، وأطرافه التي تبدأ من منطقة ريع الكحل في الحجون، وجرول، وحتى المرتفعات الشمالية والشرقية للجبل، المحاذي لجبال الشامية والفلق وهندي. من جانبه، أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ل«الحياة» أن المشاريع التطويرية في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف، وخصوصاً مشروع توسعة الساحات الشمالية تحظى بالعناية الفائقة والاهتمام المتواصل من خادم الحرمين الشريفين والمتابعة المباشرة المستمرة من قبل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل للنهوض بالمستوى العمراني المتطور للعاصمة المقدسة. وأوضح الدكتور البار أن المشروع يعد المرحلة الثالثة من مشروع توسعة الساحات الشمالية، حيث ستخصص المنطقة بعد تسويتها وإزالة جميع العقارات منها منطقة خدمات للساحات الشمالية، تشمل محطات خدمات مركزية ومحطات للتبريد ومحطات لتنقية ومعالجة المياه ومحطات للصرف الصحي ودورات مياه. وأضاف أن اللجان المتخصصة من الهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة ستشرع خلال المرحلة المقبلة في أعمال الحصر والترقيم للعقارات في المنطقة وإعداد الرفع المساحي للمخططات التفصيلية للمرحلة الثالثة من المشروع، إضافة إلى تولي لجان التثمين مهمة تثمين العقارات التي سيتم نزع ملكيتها، قبل تولي الجهات المختصة بقية الإجراءات المنظمة لأعمال دفع التعويضات عن تلك العقارات المزالة. وأعلن أمين العاصمة المقدسة انطلاق أعمال الهدم والإزالة للعقارات والمباني التي ستدخل ضمن نطاق المرحلة الثانية لمشروع توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف، وتشمل مناطق الشامية والفلق وكذلك العقارات الواقعة في منطقة الغزة، صباح اليوم (السبت)، حيث ستشرع الشركات المنفذة للمشروع في أعمال الهدم والإزالة وفق الجداول الزمنية المحددة لتنفيذ مراحل المشروع. وفي سياق متصل، تواصل عجلة التنمية دورانها على رحى العاصمة المقدسة، حيث تشهد سلسلة ورش عمل لجملة من المشاريع التطويرية الجديدة، تتوافق ورؤية أمير مكة الطامحة لملامسة العالم الأول، منها: «طريق الملك عبدالعزيز»: تنفذ شركة مكة للتنمية والتطوير العقاري أعمال الإزالة لأكثر من 1175 عقاراً في أحياء الحفائر وشارع منصور والرصيفة تعترض سير أعمال المشروع، وأوضح مصدر مسؤول في الشركة ل«الحياة» أن أعمال تنفيذ المشروع ستستمر لمدة ثلاثة أعوام وستنفذ على ثلاث مراحل، وقال: «المرحلة الأولى تنقسم إلى ثلاث جزئيات هي المرحلة «أ» من المشروع ستشمل المناطق الواقعة غرب مشروع جبل عمر وحتى شارع جرهم وتبلغ مساحتها 176 ألف متر مربع، أما المرحلة «ب» فتشمل منطقة حي الزهارين بالرصيفة حتى منطقة الطريق الدائري الثالث وتبلغ مساحتها 289 ألف متر مربع، بينما تشمل المرحلة «ج» منطقة جامع الملك عبدالله بمساحة تقدر ب130 ألف متر مربع، وأما المرحلة الثانية فتعنى بتنفيذ الطريق الجنوبي للمشروع وتقدر المساحة الإجمالية للموقع ب226 ألف متر مربع، وأما المرحلة الثالثة فتشمل منطقة مسجد الملك عبدالله حتى شارع جرهم شرقاً وحتى شارع عبدالله عريف غرباً وتقدر هذه المساحة بنحو 381 ألف متر مربع، ويبلغ إجمالي العقارات التي سيتم إزالتها لمصلحة هذا المشروع ما يقارب 3703 عقارات بقيمة تعويضات تصل إلى ما يقارب 6 بلايين ريال. «نفق المشاه»: يبدأ اليوم (السبت) فصل خدمات الكهرباء والهاتف والماء والصرف الصحي وخدمات أخرى عن أكثر من 100 عقار سيتم إزالتها في حي القبة على امتداد شارع خالد بن الوليد غرب المسجد الحرام في اتجاه حي جرول وذلك لمصلحة مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين لتطوير وإعمار الساحات المحيطة بالمسجد الحرام حيث سيتم شق نفقين جديدين للمشاه يبدأ أولهما من حي جرول (أمام سوق الخضراوات المركزية، تحديداً) في اتجاه الحرم المكي الشريف، وسيبدأ تنفيذ النفق الآخر قريباً الذي يبدأ من حي الحجون (تحت جبل المدافع المطل على حي السليمانية، تحديداً) في اتجاه الحرم المكي. «الدائري الثالث»: تنفذ وزارة النقل مشاريع عدة في مكةالمكرمة حالياً، منها مشروع الطريق الدائري الثالث والذي يمتد من طريق جدة - مكة السريع إلى طريق المدينةالمنورة - مكة السريع، ماراً بأحياء الحمراء والقزاز والسلامة والبحيرات. ويشتمل المشروع على جسور ومخارج ومداخل ونفق جبلي بعرض 21 متراً وبارتفاع 18 متراً تتوافر فيه فتحات للتهوية الطبيعية، ويسمح بمرور أكبر الشاحنات حجماً، ويخترق الجبل الفاصل بين حيي السلامة والبحيرات وصولاً إلى الطريق السريع الرابط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. «الدائري الرابع»: تشارك أمانة العاصمة المقدسة في منظومة التنمية في مكة، بتنفيذها مشروع الطريق الدائري الرابع حالياً، بكلفة بلغت أكثر من سبعة بلايين ريال ويبلغ طوله 54 كيلو متراً، ويشتمل على سبعة جسور متقاطعة مع الطرق السريعة المؤدية إلى مكةالمكرمة. وكشف مصدر مطلع ل«الحياة» أن العمل في المشروع قسّم إلى مراحل عدة، نظراً لضخامته، مشيراً إلى أنه سيسهم حال إنجازه في خدمة المواطنين حيث سيختصر عليهم قطع المسافات الطويلة من شرق مكة إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها ويحل الكثير من مشكلات الاختناقات المرورية، في العاصمة المقدسة. «الساحات الشمالية»: بدأ العمل في مشروع توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام بفصل الخدمات عن العقارات التي تعترض هذا المشروع وهي العقارات الواقعة في الراقوبة والفلق والغزة والبريد المركزي (سوق الخضراوات القديمة)، كما سيتم خلال شهر ربيع الأول القادم فصل الخدمات عن العقارات المراد إزالتها في حي الحجون، وتشمل أحياء المدابغية والمجزرة وجزءاً من شارع العتيبية العام (طلعة الحجون). «حي الخنساء»: وزادت: «هناك مشروع توسعة حي الخنساء وريع الحدادة في ريع ذاخر سيتم البدء في تنفيذه قريباً، ودعت أمانة العاصمة المقدسة أصحاب العقارات المراد نزع ملكيتها لمصلحة هذا المشروع بمراجعة بلدية المعابدة الفرعية لإنهاء الإجراءات المتعلقة بذلك، وتشمل توسعة طريق حي الخنساء إلى توسعة هذا الطريق الرابط بين المعابدة وشارع الحج ليصل عرض الطريق إلى 40 متراً، إضافة إلى عمل ميدان وجسر في مدخل الحي من جهة حي المعابدة، أما توسعة ريع الحدادة بريع ذاخر فيشمل توسعة الطريق ليصل إلى 25 متراً، إضافة إلى إقامة مواقع لدورات المياه». «درب المشاعر»: يجري العمل حالياً في درس مشروع درب المشاعر والذي يهدف إلى ربط المنطقة المركزية بالمشاعر المقدسة بطريق واسع وحديث، من مشعر منى مروراً بحي الششة و«محبس الجن» حتى المنطقة المركزية بجوار المسجد الحرام، ويشمل المشروع على إنشاء مبان فندقية ومحطات للنقل وسيتم إزالة 150 عقاراً لمصلحة هذا المشروع. وألمحت مصادر مطلعة ل«الحياة» إلى أن شركتي البلد الأمين ودروب للتطوير ستتوليان تنفيذ المشروع. وستتم إزالة 386 عقاراً تضم الساحات الشمالية كمرحلة ثانية، إضافة إلى ضم 341 عقاراً للأنفاق وطرق للمشاه، إضافة إلى بدء أعمال الإزالة لجميع الفنادق والمباني الواقعة بين طريقي الغزة المؤدي للحرم وعكس الاتجاه، بدءاً بإزالة وهدم فندق الرواسي المواجه للمسعى الشريف حتى امتداد منتصف شارع الغزة.