دعم كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عقد «محادثات بالوكالة» والتي دعت إليها الإدارة الأميركية عبر مبعوثها الى الشرق الأوسط السناتور جورج ميتشل. وقال الملك عبدالله في جلسة علنية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان «المحادثات بالوكالة في طريقها الى الانعقاد، ونأمل بذلك»، مشدداً على ان امام العملية السلمية فترة «شهر» أو ما يقاربه لأن حل الدولتين في خطر ولأن «صدقية الولاياتالمتحدة تحت المحك»، وبالتالي «يجب التحرك في غضون شهر أو ما يقاربه» و «نحن في حاجة» الى تركيز انتباه الولاياتالمتحدة الكامل على هذه المسألة «لشهر او اثنين». في الوقت ذاته، قال فياض، في حديث الى «الحياة»، ان المفاوضات التي «يشارك فيها المجتمع الدولي في شكل مباشر أو عبر الولاياتالمتحدة ربما تكون أكثر نجاعة من المنهج الذي تم اتباعه حتى الان». وأضاف: «هناك قضايا لا بد من التفاوض عليها بشكل رئيسي، ونحن نتحدث عن الأسس الموجِّهة للعملية السلمية السياسية التفاوضية. وأعتقد بان من المفيد ان يكون للولايات المتحدة، بالنيابة عن اللجنة الرباعية (التي تضم الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الى جانب الولاياتالمتحدة) الدور المباشر في محاورة الأطراف على الأقل بما يكفي لأن يكون هناك تفاوض ثنائي مع اسرائيل قائما على الأسس الصحيحة بعملية تفضي الى إنهاء الاحتلال». (نص الحديث يُنشر غداً). وفيما قال العاهل الأردني ان الرئيس الأميركي باراك أوباما «ملتزم جداً»، إنما مشاكل الولاياتالمتحدة متعددة حول مسائل أخرى، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني انه «من السابق لأوانه القول ان الرئيس أوباما فشل بالمطلق. ما فشلت فيه الولاياتالمتحدة هو إلزام إسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان، وهذا أمر تعترف به الولاياتالمتحدة، لكنها لا تقبله». واضاف «ان الشعور بخيبة الأمل تضمنته تصريحات الرئيس أوباما نفسه عندما عبّر عن خيبة أمله بقوله: ان الأمر أصعب مما تخيلته. إنما هذا لا يعني ان أوباما فقد الاهتمام إطلاقاً. بالعكس، أنا أرى ان ما قاله الرئيس أوباما يمكن ان نستثمره في فهمه ايجابياً». وشدد العاهل الأردني من جهته على ضرورة عدم السماح بانهيار حل الدولتين، مؤكداً ان الكلام الذي يدور في حلقات اسرائيلية عن الخيار الأردني الذي بموجبه يكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين «لن يرى النور ابداً... فنحن لا نريد أي دور لنا على الإطلاق في الضفة الغربية». وقال ان «حل الدولة الواحدة يُرعب الإسرائيليين اكثر من حل الدولتين» وأن أمامهم خيار القبول بالمبادرة العربية التي هي «حل 57 دولة» جاهزة للاعتراف بإسرائيل في مقابل إنهائها الاحتلال وإلا فإن «عزلة» إسرائيل مستمرة. واعتبر العاهل الأردني ان جوهر المسألة يبقى مسألة فلسطين والنزاع الفلسيطيني – الإسرائيلي، مضيفا ان كل النزاعات «تؤدي الى القدس» في إشارة الى ضرورة معالجة مسألة القدس وإلا فإن كل من يريد ترويج أزمة ونزاع فإنه سيستغل وسيستخدم المشكلة الفلسطينية ذريعة، أمثال «القاعدة» التي «تختطف المسألة الفلسطينية». وقال عبدالله الثاني، في معرض رده على أسئلة عن كون قوى «القاعدة» تنحسر أو تزداد: «إننا نشاهدهم الآن في اليمن» وفي شبه الجزيرة العربية «لأنهم أصيبوا بضرر بالغ» في أفغانستان. وحول إيران حرص الملك عبدالله على التأكيد على الخيار الديبلوماسي والسياسي مع إيران وليس الحل العسكري.