عندما يكون التحدي عشقاً ... والذهب هدفاً فأنت في حضرة الزعيم قد حللت وبين يديه قد أنخت ركاب الأحلام لتكون واقعاً تعيشه وبفخر وكبرياء جيلاً بعد جيل. درع الدوري تحط رحالها بين أحضان الزعيم طائعة، اختارت راحتها في كنف المجد وعرين البطولات وقبل الختام بمراحل هي عند البعض فرص ذهبية لتقليص الفارق ليس إلا، لأنه من العار أن ينعدم المنافسون في أقوى دوري عربي لدرجة أن يكون وحيداً في الصدارة فيما غيره بقوا للمنافسة ولكن بجياد ما لهن قوائم. الدوري انتهى قبل أوانه ولم نر في غرته منذ أسابيعه الأولى إلا طلة هلالية مضيئة تزهو بالأزرق والأبيض بامتياز وتفرد نقاطاً وأهدافاً تظهر بجلاء الفرق بينه وأقرب منافسيه وأي فرق. والدرع شكت ألم الفراق عن معشوقها الهلال ولم يكمل عامه الاول في الغربة فقال الشعر (أشوقا ولما يمض غير موسم فكيف بمن خب المطي بهم دهرا) ... وهذا العشق قصة أزلية بينهما منذ ان فتحت صفحات تاريخ الدوري الى أن تغلق وفيها نقرأ وبفخر وعلو هامة سيرة زعيم مقيم وسفير للذهب دائم. إن كانوا كباراً فهو يتزعمهم مجداً وأن كانوا ابطالاً فهو يفوقهم بطولات، إن تساقطوا وثقلت اقدامهم بقي رافعاً راية المنافسة حتى في أحلك الظروف. إن افتخروا بهزيمته فتلك بطولتهم وهل لهم من مجد غير الفوز على الزعيم ؟... وإن حصلوا على كأس فهم على موائد فتات بطولاته يقتاتون، كل مسميات البطولات هو فيها الأول والأوحد والأكثر والأكبر والأجدر. لله درك ايها الزعيم لم تبق لهم مجداً أتعبتهم حتى فقدوا صوابهم وصاروا يؤرخون بالسنة التي هزموك فيها ويرددون نغمة نشاز تقول ان الدوري فقد إثارته وخلا من متعته وصار مملاً، ويتحسرون على مربعهم العقيم الذي لا قيمة فيه لصدارة مطلقة أو هجوم ناري أو دفاع محكم لانه يقفد في غمضة عين وهو ما كانوا به يحلمون. هل كل ما قيل كان من أجل الدوري فعلاً أم لان الهلال بعنفوانه سيطر واعلن نفسه بطلاً صار هذا التباكي والنواح، وهل للهلال يد في تواري الجميع وإذعانهم لسطوته وسقوط راياتهم تباعاً حتى يقال انه استغل ظروفهم ... أليس يتعثر ويفشلون في اللحاق به؟، في وقت كانوا يملكون كل ما يملك. إن من تسبب في ذلك كله من لا يتعدى طموحهم هزيمة الهلال أو الرابع أو البطولات الصغرى بينما تصغر في عين الزعيم العظائم. إثارة الدوري في توهج الهلال وسطوعه حد الإبهار ولو غاب ضوؤه أو خفت لاستوعبتم معنى دوري ممل بلا إثارة. فاحمدوا الله على نعمة الهلال وكل بطولة يا جماهير الزعيم (وهلالكم زين).