قصفت طائرات اسرائيلية أمس سيارة تضم عناصر من «حزب الله» اللبناني وميلشيا موالية للنظام السوري في بلدة في ريف القنيطرة قرب القسم المحتل من الجولان وموقعاً ل «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» المؤيدة للنظام في لبنان قرب حدود سورية، في وقت اقترح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تشكيل لجان عمل بين اطراف النزاع السوري باستثناء «داعش» و «جبهة النصرة» بهدف وضع وثيقة سورية لتطبيق «بيان جنيف» ذلك بعدما توصل الى قناعة من ان هيئة الحكم الانتقالية «تشل العملية السياسية». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «سيارة في منطقة حضر التي يقطنها مواطنون من الموحدين الدروز فيها خمسة عناصر من «حزب الله» اللبناني واللجان الشعبية الموالية للنظام في بلدة حضر أو ما يعرف بالمقاومة السورية التي يقودها ويشرف عليها (السجين اللبناني السابق في اسرائيل) سمير القنطار، تعرضت لاستهداف من طائرة إسرائيلية حيث أن عنصرين من «حزب الله» و3 من اللجان الشعبية» قتلوا. وأورد تلفزيون «المنار» التابع ل «حزب الله» نبأ مقتل عنصرين من «قوات الدفاع الوطني نتيجة استهداف طائرة استطلاع اسرائيلية لسيارتهما عند مدخل بلدة حضر في ريف القنيطرة». وأفاد «المرصد» بأن «الاشتباكات العنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بمسلحين موالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط تل الحمرية قرب بلدة حضر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، إثر هجوم ينفذه الأخير على المنطقة، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله ان مقاتلة اسرائيلية قصفت «أحد مراكز الجبهة الشعبية - القيادة العامة (بزعامة احمد جبريل) على الحدود السورية - اللبنانية»، علماً أن عناصر الحركة يقاتلون الى جانب قوات النظام في مخيم اليرموك جنوبدمشق، فيما اشار «المرصد» الى ان قوات النظام قصفت امس مناطق في المخيم المحاصر منذ حوالى سنتين. وسبق للجيش الإسرائيلي ان استهدف «حزب الله» في منطقة الجولان في غارة في 18 كانون الثاني (يناير) قتل فيها ستة عناصر من الحزب وضابطاً إيرانياً. وأفادت تقارير نفتها طهران عن مقتل ايرانيين آخرين. ونفذت اسرائيل في 2014 و2015 غارات عدة على مواقع للجيش النظامي السوري في هضبة الجولان. في نيويورك، قال دي مستورا إنه لن يدعو الآن الى مؤتمر مماثل لمؤتمر جنيف، الأمر الذي فسره ديبلوماسي رفيع من الدول الخمس الدائمة العضوية أن دي مستورا «يريد انتظار بدء سريان الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، كما أنه يعول على تعزيز التنسيق الأميركي - الروسي». وأوضح دي مستورا أمام مجلس الأمن أنه التقى 200 شخصية سورية وغير سورية أثناء المشاورات في جنيف والعواصم المعنية ووصل الى «نتيجة أن هناك شعوراً مشتركاً بخطورة الأزمة نظراً الى توسع سيطرة تنظيم داعش وجبهة النصرة، وازدياد الحديث عن التقسيم، وازدياد التطرف والطائفية». ودعا دي مستورا الى تشكيل «لجان عمل» تتاول «الأمن والحماية للجميع بما في ذلك إنهاء الحصار وضمان وصول المساعدات الطبية وإطلاق المعتقلين، والقضايا الأمنية والدستورية بما فيها المبادىء الأساسية وهيئة الحكم الانتقالية والانتخابات، والقضايا العسكرية والأمنية بما فيها محاربة الإرهاب ووقف إطلاق النار ودمج القوات» العسكرية. وتابع إن لجان العمل «يجب أن تعمل للتوصل الى وثيقة إطار عمل بقيادة سورية، حول تطبيق بيان جنيف (...) ويجب ذلك أن يقود الى تشكيل هيئة الحكم الانتقالية». ودعا مجلس الأمن الى دعم هذا المقترح «لأنه ضروري لإقناع كل السوريين والأطراف الأقليميين بالانخراط» في العمل لإنجاحه «وهذا الدعم الدولي قد يقود الى تشكيل مجموعة اتصال» دولية. وقال إنه استنتج من المشاورات أن «الحاجة ماسة الى عملية انتقالية متدرجة وتصاعدية بحيث يتم تجنب تكرار ما حدث في ليبيا والعراق في سورية». وأشار الى أن «الخوف من الراية السوداء (في اشارة الى داعش) ترفرف فوق دمشق تدفع بعضهم الى إعادة تقويم مواقفهم السابقة، وهناك وعي قوي بأن محاربة الإرهاب هي أولوية» بالنسبة الى السوريين «لكن رغم ذلك التقدم في محاربة الإرهاب بالنسبة الى بعض الدول يحتاج الى حكومة جديدة ذات صدقية يمكن العمل معها في هذه الجهود». وقال إن الجانب المتعلق ب «تشكيل هيئة الحكم الانتقالية لا يزال سبب الشلل الأكبر في العملية السياسية».