أعلنت الجزائر أمس وفاة سفيرها لدى المغرب الجنرال العربي بلخير الذي ارتبط اسمه بديوان الرئاسة عن 72 سنة، بعد معاناته من مرض عضال منذ سنة تقريباً جعله يقرر التوقف عن العمل نهائياً والدخول في رحلة علاج في مقر إقامته في العاصمة الجزائرية. وتولى بلخير الشهير ب «كاردينال فرندة» نسبة إلى منطقة فرندة في ولاية تيارت التي يتحدر منها، مسؤوليات مهمة في الدولة، منها منصب الأمين العام للرئاسة ثم مدير الديوان ووزارة الداخلية، قبل أن توكل إليه مهمة تمثيل بلاده في المغرب في آب (أغسطس) 2005. وتابع الجنرال الراحل فترة علاج ونقاهة ما بين «مستشفى عين النعجة العسكري» في العاصمة، ومصحات في فرنسا. وترددت الصيف الماضي إشاعات قوية عن وفاته، لكن عائلته كذبتها. وعلى رغم بعده عن الرباط لمدة عام، فإن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أبقى عليه سفيراً لدى المغرب، ولم يعين خلفاً له ضمن التغييرات الواسعة في السلك الديبلوماسي قبل ستة أشهر. ويشير قريبون من الراحل الذي كان متنفذاً في منظومة الحكم منذ 25 سنة على الأقل، إلى أن عودته جاءت بعد طلب وإلحاح كبيرين منه، بناء على فحوصات طبية خضع لها، تفيد بأن المرض أنهكه وأنه في حاجة للخلود إلى الراحة مدة طويلة. وعملاً بنصيحة الأطباء، قرر الجنرال المتقاعد التوقف نهائياً عن أي نشاط قد يسبب له إرهاقاً. وعرفت حالته الصحية على فترات تدهوراً، بسبب مرض استعصى على الأطباء في الجزائر وأوروبا، إذ عولج لأسابيع في فرنسا، ثم في الجزائر ثم غادر لقضاء مرحلة نقاهة في إسبانيا، قبل أن يعود أخيراً ليستقر مع عائلته. وبرحيل بلخير، تكون منظومة الحكم فقدت واحداً من أهم مهندسيها، وطويت صفحة من مرحلة مهمة في تاريخ البلاد، تبعاً للدور الذي لعبه الرجل في صناعة القرار. والتصق اسم «كاردينال فرندة» بنظام الرئيس السابق الشاذلي بن جديد الذي تولى في عهده وزارة الداخلية، لكن دوره كرجل فاعل في الظل يعود إلى نهاية فترة حكم هواري بومدين، ففي أواخر عام 1978 كان واحداً من كبار الضباط الذين اختاروا العقيد الشاذلي بن جديد لخلافة الرئيس بعد وفاته. واختار بوتفليقة بلخير بعد وصوله إلى سدة الحكم في عام 1999، مديراً لديوان الرئاسة. وفي عام 2005، عينه سفيراً في المغرب، واستدعى السفير لدى تشيخيا مولاي قنديل لخلافة بلخير في ديوان الرئاسة. ويطرح اسم قنديل اليوم أيضاً ليكون خليفة بلخير سفيراً لدى الرباط، كونه تكنوقراطياً متمرساً في شؤون الإدارة يفضل العمل بعيداً من الأضواء.