سيطرت القوات الموالية للحكومة الشرعية اليمنية أمس على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها شمال عدن، كما أحكمت حصارها لقاعدة العند الجوية في محافظة لحج، واقتربت من اقتحام أسوارها. وسيطرت قوات الشرعية على جبل يطل على مدينة لودر في محافظة أبين، وضيّقت الخناق على معسكر «لبوزة» الذي يسيطر عليه الحوثيون. وأنزل التحالف أسلحة للمقاومة في محافظة أبين. وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ ل«الحياة» أن الأممالمتحدة تنوي إرسال فريق مراقبة إلى اليمن، نافياً التوجه إلى إرسال قوات لحفظ السلام إلى صنعاءوعدن وغيرهما من مدن اليمن. (للمزيد) وتزامنت هذه التطورات مع اجتماع لمجلس الدفاع الوطني اليمني برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، في مقر إقامته الموقت في الرياض، أُقِر خلاله إلحاق مقاتلي «المقاومة الشعبية» بصفوف وحدات الجيش والأمن. في الوقت ذاته، اتُّخِذَ قرار بإرسال ست كتائب من المقاتلين لتعزيز المقاومة في لحج وتعز والضالع، فيما شهدت أبين معارك عنيفة. وفي مؤتمر صحافي عقده في باريس، دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إيران إلى وقف دعمها ميليشيا الحوثيين، فيما اعتبر مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية امير حسين عبداللهيان أن السعودية «ارتكبت خطأ استراتيجياً في اليمن ولعبت بالنار وتمارس اللعب حالياً في موضوع وقف النار». ورأى أن العودة إلى «السبل السياسية» في المنطقة واليمن تصب في مصلحة كل الأطراف اليمنية وبلدان المنطقة. وزاد ان «القوى السياسية المؤثرة في اليمن تتمتع بفهم رفيع وتكافح الإرهاب جدّياً وتدعم آليات الحوار الوطني وجهود الأممالمتحدة من أجل التوصل الى اتفاق يمني - يمني ينهي الصراع. ميدانياً، استهدف طيران التحالف الخطوط الأمامية للجماعة وتحصيناتها الدفاعية في محافظتي لحج وأبين، كما نفّذ عملية إنزال «أسلحة نوعية «لمسلحي «المقاومة الشعبية» الموالين للحكومة في منطقة مودية التابعة لمحافظة أبين، في ظل أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين والقوات الموالية لهم، على كل جبهات القتال وكانت جماعلة الحوثيين خرقت مرات هدنة إنسانية أعلنها التحالف لمدة خمسة أيام. وتوقّعت مصادر القوات الحكومية و «المقاومة الشعبية» استكمال عملية السيطرة على قاعدة العند الجوية في لحج خلال ساعات، خصوصاً مع اقتراب مقاتليها من أسوار القاعدة من أكثر من اتجاه، تحت غطاء جوي من طيران التحالف. وهاجمت تلك القوات أمس تحصينات الحوثيين بصواريخ «كاتيوشا» وقذائف مضادة للدروع، وتمكّنت من تدمير أبراج المراقبة في أسوار القاعدة الإستراتيجية. وأضافت المصادر أن ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح فرّت من مناطق في شمال عدن باتجاه منطقة «المدينة الخضراء»، بعدما زرعت ألغاماً في مواقعها. وأشارت إلى أن قوات المقاومة والجيش الشرعي تقدّمت في أطراف مديرية دار سعد وسيطرت على مقرات حكومية، منها «المجلس المحلي والبلدية ومكتب الزراعة». وذكرت مصادر القوات الحكومية أن قيادة الأركان الموالية للرئيس هادي أمرت المنطقة العسكرية الرابعة (مقرها عدن) بإرسال ست كتائب من المقاتلين لتعزيز مسلّحي «المقاومة الشعبية» في لحج وتعز والضالع. إلى ذلك، أفادت مصادر «المقاومة الشعبية» في محافظة أبين بأنها تمكنت من قطع طرق إمداد الحوثيين نحو عدن، وخاضت معارك عنيفة مع قواتهم في منطقة لودر أدت إلى سيطرة المقاومة على جبل «يسوف»، ما سيمكّنها من السيطرة على مدينة لودر. وروت مصادر عسكرية وشهود أن طيران التحالف استهدف أمس مواقع للحوثيين في منطقة العين بمحافظة أبين، كما ضرب معسكر اللواء 15 في مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما أكد قادة عسكريون موالون لهادي أن طيران التحالف زوّدهم أمس كميات نوعية من الأسلحة، ستمكّنهم من تحقيق الانتصار في مناطق أبين. واستهدف طيران التحالف مواقع الحوثيين في قاعدة العند وفي محيطها، كما ضرب معسكر «لبوزة» ومنطقة عطان، بعد رفضهم وقف النار في ثاني أيام الهدنة الإنسانية التي جاءت بطلب من هادي، لمدة خمسة أيام. وفيما تواصلت المواجهات في مدينة تعز وعلى أطراف مدينة مأرب، قررت «اللجنة الثورية العليا» التابعة لجماعة الحوثيين في صنعاء، رفع الدعم الحكومي نهائياً عن أسعار المشتقات النفطية وإخضاعها للسعر العالمي، كما قرّرت زيادة في السعر، من أجل «إنشاء ميناء نفطي وتشييد محطة لتوليد الكهرباء». في جنيف، كشف الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاسارفيتش، أن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت حوالى أربعة آلاف شخص. كما أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن 1859 مدنياً بين 3984 شخصاً قتلوا في الفترة من آذار (مارس) الماضي حتى 19 تموز (يوليو) الجاري، في حين أشارت الوكالتان التابعتان للأمم المتحدة إلى إصابة حوالى 19300 شخص، بينهم 4200 مدني.