نيويورك، بروكسيل - أ ف ب، رويترز - رفض عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ محاكمة خالد شيخ محمد، العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، وأربعة متهمين آخرين في المدينة تنفيذاً لقرار اتخذه وزير العدل الأميركي اريك هولدر. وقال: «يتطلب تنظيم المحاكمة نفقات هائلة وسيتسبب بإزعاج كبير لسكان نيويورك، اذ ستضطرب حركة السير والمتاجر والحياة اليومية لأولئك الذين يقيمون في جوار حي مانهاتن الجنوبي» الذي يتوقع ان يستضيف المحاكمة ويشكل المركز المالي والتجاري للمدينة. وأضاف: «اعتقد بأن تنظيم المحاكمة في قاعدة عسكرية فكرة جيدة على الأرجح»، وهو ما يؤيده عدد كبير من النواب الجمهوريين، فيما لم يعبر عن اي موقف في شأن اخضاع المتهمين لمحاكمة مدنية او عسكرية «لأنه امر يعود الى الحكومة الفيدرالية». وتفيد تقديرات بأن كلفة المحاكمة ستبلغ نحو 250 مليون دولار سنوياً. وباعتبارها ستستغرق سنوات، ستصل كلفتها الإجمالية الى نحو بليون دولار. على صعيد آخر، صرح دانيال فريد المسؤول الأميركي عن إغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا بأن «الرئيس باراك أوباما يجب أن ينجح في إغلاق غوانتانامو خلال فترة ولايته الأولى»، على رغم انقضاء مهلة سابقة حددها لإغلاقه هذا الشهر من دون تحقيق هذا الهدف. وأشار، بعد لقائه مسؤولين في الاتحاد الأوروبي من اجل حشد دعم دول الاتحاد لعملية نقل السجناء، الى ان واشنطن تواصل اجراء محادثات مع حكومات عدة من اجل استضافة مزيد من معتقلي السجن العسكري، معتبراً ان الإدارة الأميركية تتقدم في هذا المجال، وهي سعيدة بالآلية الحالية لإعادة توطين معتقلين في أوروبا». وأعلن عدم تحديد مهلة جديدة لإغلاق المعتقل، «لكن الإدارة الأميركية تفعل كل ما في وسعها لإغلاق غوانتانامو بأسرع وقت»، علماً ان حوالى 50 معتقلاً اطلقوا منذ ان تولى أوباما الرئاسة، ما خفض عدد السجناء الى 192. ووافقت عشر دول في الاتحاد الأوروبي على استقبال معتقلين، وبينها سلوفاكيا التي استضافت ثلاثة معتقلين هذا الأسبوع، في وقت يشكل وجود 91 يمنياً في المعتقل احد تحديات إغلاقه، اذ لا يستطيع أوباما الإفراج عنهم بسبب وجود خلايا نشطة لتنظيم «القاعدة» في اليمن، حيث يخشى المسؤولون الأميركيون انضمام المفرج عنهم إلى التنظيم. وأكد وزير العدل الأميركي هولدر الشهر الماضي إن شراء الإدارة الأميركية سجناً في ولاية ايلينوي لاحتجاز بعض معتقلي غوانتانامو سيساعد في إغلاق المعتقل ربما بحلول الصيف. الى ذلك، افادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن عم نجيب الله زازي الأفغاني الأصل والمتهم ب «التخطيط لتنفيذ اعتداء ارهابي في نيويورك خلال ذكرى اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 باستخدام اسلحة دمار شامل»، اوقف في نيويورك. ولا يزال نجيب الله زازي (24 سنة) الذي عمل سابقاً سائق حافلة في دنفر (كولورادو، غرب)، قيد الاعتقال في انتظار محاكمته في بروكلين. وأورد القرار الاتهامي الذي صدر في حقه انه زار باكستان وتلقى فيها تدريباً مع مجموعة مرتبطة ب «القاعدة»، ثم اشترى كميات كبيرة من مواد كيمياوية يمكن ان تدخل في صنع متفجرات، واحتفظ على حاسوبه بمعلومات حول صنع قنبلة تمهيداً لتنفيذ اعتداء. واعتقل في بروكلين اخيراً رجلان آخران هما اديس ميدونجنين وزارين احمد زاي للاشتباه في علاقتهما بالقضية ذاتها. واتهم زارين احمد زاي (24 سنة) الذي يعمل سائق اجرة بأنه كذب على الشرطة الفيدرالية الأميركية (اف بي آي)، لكنه ادعى براءته. اما اديس مديونجنين (25 سنة) البوسني الأصل فاتهم بالتآمر لتنفيذ عمليات قتل خارج الولاياتالمتحدة، وتلقي تدريب عسكري في معسكرات «القاعدة». وهو ادعى براءته ايضاً. وكان والد زازي وإمام مسجد كوينز شرق نيويورك اتهما بالكذب على السلطات ايضاً.