للفن التشكيلي خاصية ينفرد بها كل فنان عبر طريقة استخدامه الألوان وتدرجاتها، وطريقة عرض أفكاره التي تودي إلى مشروعه النهائي. الدكتور في كلية الهندسة الفنان محمد غنوم يتّبع أسلوباً مختلفاً عن غيره من الفنان التشكيليين، باستخدامه حروف اللغة العربية أساساً للفن. يعرّف غنوم الحرف العربي بأنه الأداة الأولى في التجريد، وأنه وُجد قبل أن توجد المدارس التجريدية في العالم. فهو يتميز من خلال شكل الحرف، والخطوط المائلة التي استخدمت في تزينه، مع التأكيد على اللونين الأسود والأبيض اللذين يزيدان من جماليته. «الله والوطن والحب»، كلمات ترافق طريق التشكيل اللغوي لدى غنوم والتي أعطاها وقتاً لتنضج وتحيا في قلوب الكثيرين، ويؤكد أنه لا يوجد انفصال ما بين الشكل والمضمون، ولا يمكن لأي فنان أن يبدع لوحة من كلمة أو حرف، واللوحة لديه لها موسيقاها المختلفة، لكن تبقى في النهاية لوحة فنية خاصة، بما اكتشفه من جماليات في الحرف العربين مع توظيفها بعمل فني له هويته الفريدة. ويتحدث عن عرضه الفني الأول العام 1979 في صالة «أورنينا»، ويقول إنه لاقى اهتماماً إعلامياً ملحوظاً، وانقسم المتابعون لأعماله بين معجبين بها، وآخرين منتقدين لها، على اعتبار أن فنه هو شيء من التزيين لا يحمل قيمة فنية عالية. لكن المعجبين كانوا كثراً وتتالت المعارض في روما العام 1980، وفي باريس، ومدريد، وبخارى، ولندن، وموسكو، وبلغ عدد المعارض 65 بين سورية والعالم. ويؤكد غنوم أن عدداً كبيراً من المعجبين يقتنون لوحاته التي تتميّز بأسلوب خاص، والتي تختلف كل واحدة منها عن الأخرى. يُذكر أن الفنان التشكيلي محمد غنوم تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الداخلي، في العام 1976، ويعمل أستاذاً في كلية الفنون الجميلة وكلية العمارة، وكان يملك واحداً من أكبر المراسم في دمشق، لكنه خسره بسبب الظروف.