قال منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية السفير دانيال بنجامين أن حركة «حماس»الفلسطينية لا تريد «أي ارتباط» بتنظيم «القاعدة» وزعيمه أسامة بن لادن، وأشار الى أن «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» هي «الأخطر» بعد المنطقة الحدودية بين أفغانستانوباكستان، وأبدى قلقه من وجود التنظيم على «ضفتي البحر الأحمر» وفي شكل يهدد المنطقة. بنجامين، الذي عمل في ولاية الرئيس السابق بيل كلينتون، أكد في حديث الى «الحياة» من مكتبه في الخارجية أن ادارة الرئيس باراك أوباما نجحت «في رص التعاون الدولي لمحاربة القاعدة» ومن خلال «زيادة المساعدات الأمنية للكثير من الدول (باكستان واليمن) بدل المحاربة عنهم» وبناء علاقة جيدة مع العالم العربي والإسلامي. ونوه بنهج الإدارة واختلاف نظرتها الى المجموعات التي تصنفها إرهابية، وأشار الى أن واشنطن «مستعدة للتحاور مثلاً مع حماس في حال تبنت شروط الرباعية ونبذت العنف، بينما لسنا بصدد الحوار على الإطلاق مع تنظيم القاعدة». ورأى بنجامين أن «قلب القاعدة النابض هو على الحدود الأفغانية - الباكستانية»، واعتبر انه على رغم «الضغوط الهائلة عليها انما القيادة السرية وعناصرها الأقدر لا يزالون موجودين هناك». وصنف «القاعدة في شبه الجزية العربية» بأنها «الثانية من حيث الخطورة لأنها أثبتت قدرتها على شن هجمات خارج أراضيها». وأعرب عن قلقه من الوضع في الصومال «والروابط بين القاعدة وحركة الشباب هناك، خصوصاً أن ذلك يتزامن مع ما يجرى في اليمن ما يُعزز حضور القاعدة على ضفتي البحر الأحمر». وأبدى المسؤول الأميركي خشيته من «تنقل عناصر القاعدة من مكان الى آخر كون عناصرها لا يدافعون عن دولة أو لديهم أية أملاك»، وأشار الى أنهم مثلاً «غادروا السعودية في أيار (مايو) 2003 الى اليمن» وهناك مخاوف من انتقالهم من هناك الى مكان آخر. وعن جهود الحكومة اليمنية في محاربة التنظيم، رأى بنجامين أن صنعاء « بدأت تأخذ التهديد بجدية منذ ستة أسابيع وشنت عمليات ناجحة ونحن نأمل بأن يستمر اليمنيون بهذا النهج اليوم لأنهم في الماضي التهوا عنه بتهديدات أخرى... نأمل بألا نعود الى تلك الفترة.» وحذر من أن «القاعدة في اليمن مشكلة اقليمية تُهدد الجميع، وهناك قلق سعودي وإماراتي بالغ حول المسألة». وعن تأثيرالمحاولة الإرهابية لتفجير الطائرة في ديترويت الشهر الماضي، التي جرى التحضير لها في اليمن، على الاستراتيجية الأميركية، قال بنجامين إن «الوضع في اليمن تراجع قبل اعتداء ديترويت بكثير وإن ادارة أوباما بدأت مراجعتها حول اليمن منذ العام الماضي واستخلاص الاستراتيجية المزدوجة (التركيز على الأمن والتنمية)». وعن الشريط الأخير لبن لادن، قال بنجامين أن الشريط «لا يدل على صلة عملية بين القاعدة (في أفغانستانوباكستان) والقاعدة في الجزيرة العربية»، واعتبر أن «ابن لادن يريد ربط نفسه بمحاولة تفجير الطائرة انما قيادة القاعدة لم يكن لها دور عملي في تنظيم العملية». ولفت الى ان ابن لادن «تحدث كثيراً في الفيديو عن القضية الفلسطينية، انما ليس هناك أي مجموعة فلسطينية تريد أي رابط به.» في الوقت نفسه اكد المسؤول أن استمرار النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي يزيد في التطرف في المنطقة، وقال «ما من سبب للتظاهر بأن النزاع ليس المحرك الأساسي لنفور المسلمين من الولاياتالمتحدة والغرب وإنه يساهم في التطرف». وأضاف «ليس لدينا أوهام بأن القاعدة ستسلم سلاحها اذا توصلنا الى السلام... انما يسلبها الحجة ويحد من نسبة التطرف». وعن آخر المعلومات الاستخباراتية عن ابن لادن قال بنجامين «لا نعرف الكثير عنه ولا جديد غير أنه على الأرجح في المنطقة الحدودية بين أفغانستانوباكستان». ورأى المسؤول الأميركي أن «القاعدة في المغرب العربي مصدر قلق أيضاً انما ليس بالمستوى نفسه كاليمن كون الدول هناك تتعاون في ما بينها في مواجهة التهديدات الأمنية». وقال «ان الجزائر مثلاً فاعلة في هذا الأمر، لذلك يحاول عناصر «القاعدة» التوجه الى شمال مالي، ويقومون بعمليات خطف الذي بدوره يعكس وضعهم المالي الصعب». وعن مجموعة «جند الله» في ايران المتهمة بالقيام بأعمال ارهابية، اشار بنجامين الى أن واشنطن تدين هذه الاعتداءات بشدة. ورفض التعليق على احتمال تصنيف المجموعة ضمن لائحة الإرهاب. ورأى في حضور «حزب الله» في أميركا اللاتينية انه فقط «لمتعاطفين مع الحزب ولجمع التبرعات» مشيراً الى أن واشنطن «لم تر أي اعتداء ارهابي هناك يرتبط بإيران منذ تفجير السفارة (الإسرائيلية) في بوينس أيريس (الأرجنتين) في 1992.