حض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أنقرة وحزب «العمال الكردستاني» على العودة إلى مفاوضات عملية السلام، مؤكداً استعداده للعمل على الحد من التوتر المتصاعد، فيما تضاربت مواقف القوى الكردية من إعلان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تلقيه تأييداً من بارزاني لضرب مواقع «الكردستاني». وكان أوغلو أعلن شن عملية عسكرية على مواقع «الكردستاني» في جبال قنديل التي تفصل حدود إقليم كردستان عن تركيا، وكشف أن بارزاني أبلغه خلال اتصال هاتفي «حق أنقرة بتنفيذ عملية ضد حزب العمال» في جبال قنديل، وهدد بأن بلاده «ستتخذ كل الإجراءات لحماية أمنها القومي». وقالت رئاسة الإقليم إن بارزاني «تلقى صباح اليوم (أمس) اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وأبدى بارزاني أسفه للمستوى الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع، وأكد أنه حذر مراراً من تفاقم التوتر القائم، «لأن عملية السلام أفضل طريق لحل الخلافات وتحقيق السلام، والحوار لعام كامل أفضل من ساعة من القتال، لذلك فإن الإقليم مستعد للحد من التصعيد». وذكر البيان أن «بارزاني يؤكد أنه سبق وبذل كل ما بوسعه «لإنجاح عملية السلام، واليوم مستعد لإنهاء التصعيد». وأفاد شهود عيان بوقوع خسائر بشرية ومادية إثر قصف الطائرات التركية ليلة الجمعة مواقع «الكردستاني» داخل حدود إقليم كردستان، وتلقي مستشفى قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك عدداً من الجرحى، وأعلن «الكردستاني» في بيان أنه «لم يعد لهدنة وقف إطلاق النار أي معنى». وفي شأن موقف حزب «الاتحاد الوطني» من بارزاني، قال القيادي في الحزب سعدي بيره ل «الحياة»: «علينا التريث قليلاً للتأكد من رئاسة الإقليم حول صحة وحقيقة ما قاله أوغلو بشأن موقف بارزاني من القصف. ومؤكد أن ذلك لو ثبت يشكل موقفاً خطيراً، لكن لا يمكننا الاعتماد كلياً على موقف طرف واحد». وأردف «في العموم نحن نرفض رفضاً قاطعاً اللجوء إلى الخيار العسكري، خصوصاً أن أنقرة والكردستاني تربطهما عملية مفاوضات سلام، ونعتقد أن الأسلحة التي تستخدم في هذا العمل العسكري كان يتوجب توجيهها حصرياً ضد تنظيم داعش الإرهابي». وأكد بيره أن «هناك كماً من الأمور المبهمة وغير الواضحة إزاء التطورات الأخيرة، وبهدف توضيح جملة من المسائل والوقوف على طبيعة المجريات، نرى ضرورة عقد اجتماع في أقرب وقت للقوى الكردستانية»، وعما إذا كانت الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأميركي إلى أربيل مرتبطة بالعملية العسكرية التركية، قال بيره «نستبعد أن يكون أي ربط بين المسألتين، فالزيارة كانت بهدف الإطلاع على أوضاع البيشمركة والجبهات ومستوى التنسيق، فضلاً عن التحضيرات لعملية تحرير الموصل». وقال مسؤول العلاقات في حركة «التغيير» محمد توفيق رحيم ل «الحياة» إن «العملية العسكرية التركية مرفوضة من قبلنا بشكل قطعي، وستكون لها تداعيات غير محسوبة النتائج وستدمر عملية السلام والتي تعتبر مفتاح حل القضية الكردية، كما ستؤدي بالمنطقة إلى مزيد من الصراعات»، وحذر من أنه «إذا ما ثبتت صحة ما نسب إلى بارزاني من قبل أوغلو، فإن ذلك ستكون له تبعات على وحدة وتماسك البيت الكردي، وستخلق بين القوى المزيد من الخلافات». ودعت كتل حزب طالباني و «التغيير» إلى عقد جلسة طارئة للوقوف على تبعات العملية التركية، في حين أعلن النائب سوران عمر في بيان أن «صمت الرئاسات الثلاث في الإقليم يثير تساؤلات كبيرة، حول ما إذا كان الإقليم على علم مسبق».