حذر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من استخدام الإقليم ساحة ل «تصفية الحسابات» السياسية، وذلك بعد مواجهات مسلحة بين حزب «العمال» بزعامة عبدالله أوجلان و «الديموقراطي» الكردي الإيراني، فيما بدأت أحزاب أخرى وساطة لفض النزاع. واندلعت أول من أمس مواجهات مسلحة بين عناصر من الحزبين المذكورين في منطقة جبلية، إلى الشمال الشرقي من محافظة اربيل قرب الحدود مع إيران، إثر رفض «العمال» انتشار مسلحي «الديموقراطي» في حدود منطقة خاضعة لنفوذه. وقال بارزاني في بيان أمس إن «تداعيات الاقتتال الداخلي ستلحق الضرر بجميع الأطراف ولن يكون هناك منتصر على المستويين الحزبين والقومي»، وأضاف: «سبق وأكدنا تحريم إراقة دم الكردي على يد الكردي، ونحذر من تبعات ذلك على مكانة وسمعة الشعب الكردي واستقراره، وما سيتركه من أثر في تحطيم أماله»، داعياً الجميع إلى التحلي بروح «المسؤولية». وتابع: «لقد أبلغت جميع الأطراف بعدم جواز تحويل أرض كوردستان إلى ساحة لتصفية الحسابات»، وحض حكومة الإقليم على «بذل أقصى الجهود للسيطرة على الموقف منعا للتصعيد». وحذرت رئاسة برلمان الإقليم عقب اجتماع عقدته مع رؤساء الكتل «من مغبة اللجوء إلى السلاح لحسم القضايا السياسية، في وقت يتعرض شعب كردستان لخطر الإرهاب، والمتغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط»، وشددت في بيان على أن «المواجهة بين أبناء القومية الواحدة يعد جريمة قومية، وتذكرنا بالصفحات المظلمة من تاريخ كوردستان التي يرفضها الشعب الكردستاني»، وطالب الحزبين ب «الوقف الفوري للقتال، وحضور قيادتيهما إلى البرلمان للدخول في حوار لإنهاء التوتر بأسرع وقت». في الأثناء، أعلنت «قوات حماية الشعب» الجناح العسكري لحزب «العمال» أمس أن «على الجميع أن يعلم أننا لا نسعى إلى المواجهة أو الحرب، وموقفنا جاء في إطار إحباط مخطط مسبق كان يستهدفنا، وبعض وسائل الإعلام حاولت أن تظهرنا معتدين»، وزاد «نحن مستعدون لأي تحقيق أو الدخول في حوار لإنهاء الأزمة». وبحث كوسرت رسول علي، القيادي في حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في «سبل الحد من تفاقم الأزمة»، وأعلن القيادي في «الاتحاد» سعدي بيره أن حزبه «أجرى اتصالات مع الأطراف المعنية في إطار جهود وساطة للتهدئة»، محذراً من «تبعات الأزمة على حظوظ الأكراد في الانتخابات التركية». ومن المقرر أن يتوجه وفد مشترك من حزبي طالباني وبارزاني إلى جبل قنديل، معقل «العمال الكردستاني»، للقاء المسؤولين من الجانبين في إطار جهود وساطة.