دعت الحكومة غير المعترف بها دولياً في العاصمة الليبية طرابلس، إلى إطلاق مفاوضات لحل النزاع في البلاد تُعقد في ليبيا ومن دون وساطة خارجية، في إشارة إلى بعثة الأممالمتحدة. وقالت الحكومة التي تعمل بمساندة تحالف جماعات مسلحة تطلق على ذاتها اسم «فجر ليبيا»، في بيان نشرته على موقعها مساء أول من أمس، إنها تدعم «تغليب مصلحة الوطن والوصول إلى توافق يراعي السيادة الوطنية». وأضافت: «نعتقد أننا إذا ما غلبنا مصلحة الوطن فإننا نستطيع الجلوس والتفاوض هنا في ليبيا من دون وساطة أو تدخل أي طرف فنحن كشعب ليبي نستطيع حل كل نقاط الخلاف والوصول إلى برّ الأمان». وتقود بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا وساطة تهدف إلى حل النزاع في ليبيا عبر توقيع اتفاق سياسي يجري التفاوض عليه في منتجع الصخيرات في المغرب وينص على دخول البلاد في مرحلة انتقالية لعامين تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بانتخابات جديدة. على صعيد آخر، تعمل مجموعات أمنية ليبية كبيرة على تحديد مكان الإيطاليين ال4 المخطوفين في البلاد، من دون أن تتوصل الى نتائج ملموسة. وقال المسؤول في الغرفة الأمنية المشتركة لمدينة زوارة (160 كيلومتر غرب طرابلس) القريبة من المنطقة التي خُطِف فيها الإيطاليون في بداية الأسبوع، أن «عملية البحث لم تتوصل حتى الآن إلى أي نتائج ملموسة، ولم تحدث أي اعتقالات». وكانت وزارة الخارجية الإيطالية أعلنت الإثنين الماضي أن 4 من مواطنيها يعملون في مجال البناء خُطِفوا في محيط مجمع الشركة النفطية الإيطالية «إيني» في منطقة مليتة الواقعة قرب زوارة. في المقابل، اعتبرت الحكومة التي تسيطر على طرابلس أن امتناع الحكومة الإيطالية عن التواصل والتنسيق الأمني معها «كان له دور كبير في ما حدث». إلى ذلك، ذكرت مصادر طبية أن شخصين قُتلا وجُرح 10 آخرين في اشتباكات جرت أول من أمس، في وسط مدينة بنغازي بين القوات الحكومية ومتشددين. وقال القائد الميداني فرج أقعيم: «الجيش اليوم أحرز تقدماً في محور الصابري وقمنا بهجوم قوي وكاسح واستخدمنا الأسلحة الثقيلة». وصرح الناطق باسم القوات الجوية ناصر الحاسي بأن «سلاح الجو قصف تمركزات للمجموعات الإرهابية في محور الصابري». في سياق متصل، ذكرت مصادر خاصة ل «الحياة»، أن قائد الجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر أعلن «عبر صفحته على شبكة المعلومات الدولية» عن إحباطه بسبب خذلان القبائل والليبيين له في حربه على الإرهاب الأمر الذي دعاه إلى «الاستعانة بقوات أفريقية صديقة». وذكرت المصادر أن إعلان حفتر عن استدعائه تلك القوات جاء غداة «الوصول الفعلي لمجموعات مدججة بالأسلحة من دول أفريقية مجاورة للجنوب الليبي منذ أيام». وأبلغ الناطق باسم «القوة الثالثة» المكلفة بحماية الجنوب أحمد قليوان «الحياة»، أن «المجموعات المسلحة التي استغاث بها حفتر بدأت دخول الأراضي الليبية من الحدود الجنوبية منذ أيام». وأفاد شهود من الجنوب «الحياة» بأن «رتلاً يضم 45 سيارة مسلحة دخلوا الإثنين الى الجنوب الليبي قادمين من ناحية سيطرة مني أركو مناوي قائد تنظيم «العدل والمساواة» في غرب السودان. وكان في استقبال هذا الرتل قرب أم الأرانب ومنطقة غدوة، القائدين الميدانيين من التبو: علي سيدا وأخاه محمد، ودخل منطقة ربيانة في الكفرة، ومنها اتجهوا نحو الشمال، أي نحو بنغازي وربما درنة للالتحاق بقوات حفتر حيث إن الأخوين سيدا يواليانه». وأبلغ شهود آخرين قرب سبها «الحياة» أن «طائرة محملة بالأسلحة والعتاد حطت الإثنين في قاعدة الويغ لتلحق ب8 طائرات أخرى أفرغت حمولة مماثلة قبل نهاية شهر رمضان». في المقابل، صرح فتحي المريمي المستشار الإعلامي في مكتب عقيلة صالح رئيس البرلمان الذي مقره طبرق (معترف به دولياً) إلى «الحياة»، أن «مصدراً عسكرياً رفيعاً أكد له أن القوات التي شوهدت في جنوب ليبيا تابعة للجيش الوطني ولا صحة لما تردد عن دخول قوات أفريقية الى ليبيا»، مضيفاً أن «صفحة الفريق حفتر على شبكة المعلومات الدولية قد تكون مخترقة». إلى ذلك، أعلن صندوق النقد الدولي أمس، اعترافه بمحافظ مصرف ليبيا المركزي الذي عينته الحكومة الليبية المعترف بها دولياً لي سالم الحبري، بصفته مندوب بلاده الوحيد، منهياً روابطه بمحافظ المصرف المنافس في طرابلس. وأنشأ الحبري مقراً جديداً للبنك المركزي في الشرق لكنه فشل في إقناع مشتري النفط بالدفع من خلال حساباته لأن سند الملكية للموجودات النفطية مودعة في العاصمة. وقالت الناطقة باسم صندوق النقد أن هذه الخطوة أتت بعد طلب البرلمان قبول الحبري مندوباً وحيداً لليبيا لدى الصندوق.