ناس مشبعون بسيكولوجيا الوفاء والشهامة والكرم... وأرض يستوطنها الخير والصلاح والسكينة... وتاريخ يعج بعبق الإرث المشرف عبر مر العصور... وحاضر مزدهر... وابن ملك صالح يربطه بشعبه حب متبادل لا نظير له... وحفيد ملك وحد الشتات وأسس الاستقرار والعدالة تحت مظلة شرع الله ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام... وآمال مشتركة وتطلعات مستقبلية موحدة، وثقة راسخة متبادلة بين الجميع. أيام قليلة ويصل إلى نجران أميرها مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن حظي بثقة ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تلك الثقة التي لا تُعطى جزافاً، ولا تُبنى حيثيات تسمية مستحقها على العاطفة، بل على الجدارة والاستحقاق، يصل إلى المنطقة أميرها المحبوب ليكون حاكماً لها، ممثلاً للدولة أمام أهلها الكرام، ولأهلها أمام الدولة أيدها الله بنصره، وذلك تتويجاً لمسيرته العلمية التخصصية والعملية المليئة بالتجربة الناضجة، وسيرته الذاتية التي شكلتها مدرسة أسرية كريمة، ذات حجم ووزن لا يختلف اثنان على كونها ذات نهج طاهر وتعامل عادل بأسلوب رحيم. يدفعني التفاؤل إلى القول بأن كيمائية التواصل بين المنطقة وأهلها وأميرها ستجعل منها منطقة مستقبلية، لِمَ لا وكل الإمكانات متاحة... أمير شاب بفكر مستنير، ووطنية عالية، ودراية واسعة، ومنطقة لها بُعد تاريخي واستراتيجية جغرافية، يحتضن حاضرها ثروة طبيعية تسمح بتنزه الفكر التنموي والإبداعي، وأبناؤها موارد وطنية مخلصة ذات تأهيل شامل وقيم أخلاقية عالية، يمكن وبشكل كلي الاعتماد عليهم في إدارة شؤون الحياة كافة بالمنطقة، ودفع عجلة التنمية نحو آفاق المستقبل الواعد بإذن الله، فإذا كان الموقع الجغرافي من العوامل المساعدة في نمو المدن، فإن تضاريس نجران المتنوعة، ومقوماتها الطبيعية، وثروتها البشرية تُعطي مساحة للتفنن في رسم ملامح التطور والنمو، وتجسيد ذلك على أرض الواقع وبثقة متناهية. مجتمع نجرانقبلي تُكوِّن المقومات الحميدة للقبلية ملامح ثقافته، مترابط متراحم، ممتلئ حد التخمة بالنخوة والشهامة والإنسانية، إلى جانب حب الوطن والولاء الخالص لولاة الأمر، والاعتزاز والافتخار بهم جميعاً، والمجتمع النجراني متمسك بالأصالة، متفاعل إيجابياً مع معطيات العصر، ما يُعد من العوامل الدافعة للنمو والتقدم بخطوات واثقة، تجعل المسؤول عن رعاية المنطقة دائم التفاؤل باستمرار ومتانة مسيرة التنمية وجودة حركة النهضة في تلك المنطقة الغالية علينا جميعاً من مملكتنا الحبيبة. نهنئ الأمير مشعل بالثقة الغالية التي أولاها له خادم الحرمين الشريفين، ونبارك للمنطقة ولأهلها وجوده بينهم، وهم بلا شك ولا ريب عونه وسنده، نسأل الله له التوفيق والنجاح، فهو يضطلع بمهمة جسيمة في وقت يواجه العالم - الذي نحن جزء منه، ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن نكون بمعزل عن التأثر به والتأثير فيه - تحديات اقتصادية وأخطاراً أمنية بمفهومها الشامل، إضافة إلى ما يحدث من تغيرات مناخية ومخاطر بيئية ومائية، في الوقت الذي زادت فيه تعقيدات الحياة على كل المستويات، وعلى وجه الخصوص التعقيدات الإدارية، تلك التعقيدات التي تجعل من وضع الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة من خلال معايير الاختيار الصحيحة والصائبة التي لا تُعطى لمن لا يصيب في المصلحة العامة فرصة في الوجود أهمية بالغة، وذلك في المواقع الإشرافية والتنفيذية كافة. إذ أصبح الالتفات إلى هذا الشأن ضرورة ملحة، ورقماً متقدماً في سجل الأولويات، إلى جانب الوجوب الحتمي لتلاحم الجهود ووحدتها، وشفافية الطرح وتجاوز العوائق، وتأدية الواجب المهني بجودة نوعية وبروح فريق العمل الواحد المتفائل، إضافة إلى العمل الجاد المشترك لإقصاء التراخي والقضاء على بيئة الفساد الإداري والمالي، للحد من نمو فطرياتها، لأنه في واقع الأمر من دون العمل بالاستناد على هذه المحاور لا تنشأ تنمية حقه... وفي كل اختلاف وتفاوت بين التنظير والتطبيق في هذا المجال لا تنمو كائنات التقدم والرقي... وذلك ما يتطلبه الوضع الراهن في المنطقة، بكل صراحة.