اعتبر مصدر سعودي، في تصريح إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثته أمس (الاثنين) أن ما أعلنه قائد متمردي اليمن عبدالملك الحوثي في شأن سحب عناصره من الحدود اليمنية - السعودية، ووقف إطلاق النار من جانب واحد «ليس بالأمر المهم، لأن القوات السعودية نجحت في السيطرة على مواقعها الحدودية ودحرت المتسللين وردعتهم». وكان الحوثي أعلن أمس – في تسجيل صوتي بثه موقع «المنبر» التابع لجماعته – ما سماه «مبادرة» للدخول في هدنة في القتال الدائر بين مسلحيه والقوات المسلحة السعودية التي تصد محاولات متكررة للتسلل وانتهاك التراب السيادي السعودي. وتزامن إعلان الحوثي مع توقعات في اليمن بأن الحوثي سيعلن مبادرة مماثلة تجاه الحكومة اليمنية. ورأى محللون أن متمردي شمال اليمن يواجهون معاناة قاسية بسبب استنزاف قدراتهم للقتال في جبهتين واحدة ضد الحكومة اليمنية وأخرى ضد القوات المسلحة السعودية التي ما فتئت تؤكد التزامها بحماية حدود بلادها في نطاق تعليمات صارمة من قائدها الأعلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعدم تجاوز الحدود السيادية السعودية. وتوقع المراقبون أن تتجاهل السعودية «مبادرة» الحوثي، وقالوا إنَّها على رغم إشارتها صراحة إلى اعتراف بدر الدين الحوثي بالكلفة الفادحة للحرب التي افتعلها ضد السعودية، إلا أنها جاءت مرفقة بشروط. وأضافوا أن السعودية لم تطلب شيئاً سوى انسحاب المتمردين من الجبال المطلة على حدودها. وقال الحوثي إنه بدأ بموجب مبادرته سحب مسلحيه الذين ظلوا يكررون محاولات التسلل عبر الشعاب الجبلية الوعرة على الحدود الجنوبية السعودية المحاذية لليمن. ودعا السعودية إلى قبول وقف لإطلاق النار أعلنه من جانب واحد. وكانت السعودية اضطرت لخوض قتال ضد المتمردين اليمنيين مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعدما قام متسللون منهم بقتل أحد أفراد حرس الحدود السعودي. وأعلن مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن القوات المسلحة السعودية نجحت في تطهير القمم الاستراتيجية على حدودها الجنوبية، ولم يبق من فلول المتسللين سوى قناصة. وقال الأمير خالد (السبت) إن دولاً خارجية تقوم بتدريب المتسللين وتسليحهم وتخزينهم للسلاح. وأكد وجود تنسيق ومصالح مشتركة بين المتسللين وتنظيم «القاعدة». وأشار مسؤول حكومي يمني تحدث إلى هيئة الإذاعة البريطانية أمس إلى أن المتمردين يعدون لإعلان وقف للنار من جانب واحد مع القوات الحكومية اليمنية. لكن صنعاء تضع خمسة شروط تعتبرها أساساً لتسوية مع المتمردين بزعامة بدرالدين الحوثي. وأدى التمرد الحوثي المستمر منذ العام 2004 إلى تشريد أكثر من 200 ألف يمني طبقاً لإحصاءات الأممالمتحدة.