اشتكى مشاركون في المعرض الدولي الثالث للاستثمار والتنقيب وتطوير الموارد المعدنية من تكبدهم خسائر مادية كبيرة، نتيجة إلغاء المؤتمر والحفلة الرسمية لافتتاح المعرض المصاحب له، بسبب عدم إصدار القائمين على المعرض التصاريح المطلوبة نظاماً من وزارة البترول والثروة المعدنية. وكان مشاركون أغلقوا أجنحتهم داخل موقع المعرض، نتيجة ضعف الإقبال من الجماهير بعد إلغاء الافتتاح الرسمي للمعرض، كما أن العديد من الشركات الأجنبية المشاركة أبدت استياءها من إلغاء المؤتمر. ورفض المدير التنفيذي للشركة المنظمة للمعرض طلعت إدريس الحديث مع «الحياة» عن أسباب الإلغاء، واكتفى بالقول: «سيتم إرسال بيان يوضح جميع الملابسات التي حصلت». وقال مصدر في إمارة منطقة مكةالمكرمة ل «الحياة»: «إن إقامة أي معرض يتطلب توافر جميع الطلبات من الجهة المسؤولة عن إقامته، وأي معرض لا يستوفي جمع التصاريح اللازمة من الجهة ذات الاختصاص سيتم إلغاؤه». من جهته، أوضح أحد المشاركين في المعرض من شركة الكويتي لحلول الصناعة، إن إلغاء الافتتاح الرسمي للمعرض أثر كثيراً فينا، إذ ان نسبة الحضور كانت ضعيفة جداً، وهو ما أدى إلى تكبدنا خسائر نتيجة نقلنا لبعض المعدات من فنلندا إلى السعودية والمشاركة بها في المعرض. وأضاف العمر، أن بعض المشاركين الذين دفعوا مبالغ مالية لحضور ورش العمل هم كذلك تأثروا نتيجة إلغاء المؤتمر الخاص بالتعدين. وقال الموظف الخاص بالتعدين الجيولوجي في شركة ثروات فيصل العمري، إن الإقبال كان كبيراً خلال العاميين الماضيين على المعرض، وإلغاء المؤتمر أثر في المعرض ولو كان بنسبة بسيطة. وأوضح العمري أن إلغاء المؤتمر أثر بنسبة كبيرة على بعض غير المتخصصين في مجال التعدين، ولكن تأثيره كان بسيطاً على المتخصصين الجيولوجيين. ومن جهته، قال مسئول التسويق في شركة sandvix السويدية، إن الإقبال على المعرض كان ضعيفاً جداً ولم نشاهد الكثير من الزبائن، إذ ان هذه المشاركة الثانية لنا في هذا المعرض وهذا العام الإقبال لم يكن مقبولاً، وجلبنا معدات للمشاركة وكلفتنا كثيراً. وأكد مسؤول شركة الاستثمارات التعدينية المتحدة أنور الكثيري، أن المعرض الدولي للاستثمار والتنقيب تأثر بشكل كبير بسبب الإعلان المفاجئ عن تأخير الافتتاح الرسمي، وحتى الآن لا نعلم متى سيتم الافتتاح. مشيراً إلى أن المعرض هذا العام لم يشهد أي إقبال سواء من الأفراد أم شركات التعدين. وأضاف الكثيري: «لم يشهد معرض هذا العام أي حضور من أصحاب الشركات، وذلك يعطي مؤشراً سلبياً على انخفاض مستوى الإقبال». واعتبر أن إقامة المعرض كل عامين أفضل بكثير من إقامته كل عام، خصوصاً أن شركات التعدين لا تستطيع توفير أجهزة ومعدات حديثة خلال عام واحد، كما أن العديد من الشركات وضعت كامل ثقلها في هذا المعرض للتعريف بأحدث أجهزتها، ولكنها تفاجأت بإلغائه رسمياً من دون سابق إنذار. من جانبه، استغرب ناظر منجمات الذهب في شركة معادن يوسف العمودي من قرار إلغاء افتتاح المعرض، وقال ل «الحياة»، إنهم لم يكونوا كشركات كبرى يتوقعون الإلغاء المفاجئ للافتتاح، خصوصاً أنهم قاموا في وقت سابق بعمل الاستعدادات اللازمة، وكذلك حشد كامل معداتهم وأجهزتهم الجديدة للتعريف فيها من خلال هذا المعرض. وعبر مسؤولو شركة المصانع الكبرى عن بالغ استيائهم من قرار إلغاء افتتاح المعرض، خصوصاً أن ذلك حدث بشكل مفاجئ، وفي وقت كانت فيه جميع الشركات على أهبة الاستعداد، وطالبوا عند إقامة أي معرض بأن يتم اختيار المكان والزمان المناسبين حتى لا يتكرر ما حدث في معرض هذا العام، خصوصاً أن العديد من الشركات تعرضت لإحراجات كبيرة، لا سيما الأجنبية منها.