عصفت أزمة انسحابات بمهرجان «واحتنا فرحانة» المقام في محافظة القطيف في اليوم الأول للافتتاح، إذ شهد انسحاب جهتين مشاركتين في فعالياته، هما مؤسسة «قيثارة للأفلام القصيرة» ومنظم الفعاليات الثقافية جمال الحمود. ودشن المهرجان، الذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية للعام السادس في الواجهة البحرية للقطيف، المحافظ خالد الصفيان. وأرجعت إدارة المهرجان سبب الانسحاب إلى «الظروف اللوجستية»، مقرة بوجود «اختلاف في وجهات النظر»، وكان مقرراً أن تتولى «قيثارة» الإشراف على خيمة «بقعة ضوء» في المهرجان، التي كان من المزمع أن تشهد عروض أفلام المؤسسة: «صفيح» و«ثلاثون يوماً» و«واحد ديسمبر». وقال مالك المؤسسة فاضل الشعلة ل«الحياة»: «اعتذرت «قيثارة» عن الإشراف على الخيمة في مهرجان «واحتنا فرحانة»، التي كانت تحوي عروض أفلام وندوات متنوعة». وعزا الشعلة الانسحاب إلى «اختلال الاتفاق المبدئي الذي عقدته «قيثارة» مع إدارة المهرجان على أن يكون الدخول مجاناً، فيما أخبرتنا الإدارة لاحقاً بأن أمانة الشرقية ألزمتهم باعتماد تذاكر للدخول». بدوره، قال منظم فعاليات «الخيمة الثقافية» جمال الحمود ل«الحياة»: «إن فكرة إقامة الفعالية لم تكن وليدة الأيام التي سبقت المهرجان، بل هي فكرة كنت أعمل على بلورتها وصوغها قبل المهرجان بفترة طويلة، على أن تكون هذه الفعالية انعكاساً طبيعياً وتجسيداً لفكرة المهرجان، بأن يشمل التمثيل فيه كل بلدان وقرى المحافظة، في قالب غير روتيني أو اعتيادي». وأضاف الحمود: «بعد أن تم التأكد من المنتديات بإمكان المشاركة، رحب رئيس المهرجان بالفكرة، وأبلغني بالموافقة على إحياء الفعالية، على أن تعقد الأمسيات في مسرح «الحي القطيفي»، مردفاً «طُلب مني إعداد جدول المشاركات، وفي ضوء هذا الاتفاق تم الاتصال بالمنتديات مجدداً، لتأكيد مشاركتها. فكان أول الغيث أن بُلغت من طريق رئيس ملتقى «ابن المقرب الأدبي» أن هناك من تواصل معهم وحدد لهم تاريخ المشاركة، وهم اعتمدوه لاعتقادهم أن المتصل مكلف من جهتي، إذ سبق أن اتفقت معهم على هذا الأمر، وهو ما لم يحدث ولم أكلف أحداً بهذا الأمر، وبعد الاستفسار اتضح أن التواصل لا علاقة له بالفعالية الثقافية، وأن التنسيق لهذه الأمسية كان لتعقد في خيمة الفنون». وأضاف: «لم أتوقف كثيراً عند هذا التجاوز، لأنني أعتقد أنه لا يد لإدارة المهرجان فيه، وأنه لا حق لي في معاتبة المنسق لخيمة الفنون، لعدم وجود تنسيق بيننا، ليطلب مني المشرف على مسرح الحي الخليجي فيما بعد ذلك عناوين وطبيعة ما سيتحدث به المشاركون، فمتى كان الشاعر يسأل عما سيقوله في قصيدته! لأفاجأ بإعلان أمسية شعرية في خيمة الفنون، فاكتفيت بإخبار إدارة المهرجان بأنهم مخيرون بين إلغاء النشاط الأدبي من خيمة الفنون والاعتذار، أو إلغاء فعالية النشاط الثقافي والأدبي، لكنهم لم يردوا. وهذا أمر طبيعي وغير مستغرب حين توكل الأمور إلى غير أهلها، وتفعيل دور المحسوبيات والعلاقات الشخصية». وفي المقابل، قال رئيس العلاقات العامة والإعلام لمهرجان «واحتنا فرحانة» أمين الزهيري ل«الحياة»: «الانسحابات جاءت بسبب ظروف لوجستية أولاً، وهناك أيضاً اختلاف في وجهات النظر بين أصحاب المبادرات، وهم أفراد وليسوا مؤسسات، وبين إدارة المهرجان». وعن فعاليات المهرجان، أوضح أن «الفعاليات والأركان متنوعة، إضافة إلى معرض «عثمان أبو الليرات»، الذي يوثق تاريخ القطيف خلال 55 عاماً، وعبر 6 آلاف صورة». وأضاف الزهيري: «موازنة المهرجان تحددها أمانة المنطقة الشرقية، وهي المظلة الرسمية والداعمة للمهرجان، وهي المتكفلة بمصاريف المهرجان عبر منفّذ مهرجانات المنطقة المتعاقد مع الأمانة شركة «ترفيه الخليج».