أكد وزير خارجية الجمهورية اليمنية الدكتور أبو بكر القربى استمرار رفض حكومته الوساطات الخارجية مع الحوثيين أو مع «الحراك الجنوبي» وقال في مقابلة مع «الحياة» إن الاعتماد هو على الوساطات الداخلية، مضيفاً: «إن القضايا الداخلية يمكن معالجتها داخلياً، وأن التدخل الخارجي في الشأن الداخلي سيعقد الأمور ولن يحلها» وفي ما يخص الخلاف اليمني - الأميركي حول أولوية مكافحة «القاعدة» لمعالجة السياسة لموضوع الحوثيين والجنوب قال الوزير «ان موقف اليمن واضح في هذا الجانب، وإن الموضوع المتعلق بالقاعدة يأتي في إطار تعاون دولي. وبالتالي ان الاهتمام مشترك فيه بين حكومة اليمن والمجتمع الدولي. المجتمع الدولي سيقدم الدعم لقوات الأمن ومكافحة الإرهاب اليمنية من ناحية التدريب والتجهيزات. أما جانب الحوثيين وقضية الحراك السياسي في الجنوب، فهذه قضية داخلية يمنية». ونفى القربى ان تكون صنعاء تستخف باحتمال انفصال الجنوب والتطورات في الجنوب وقال: «لا. أبداً. لا يوجد أي استخفاف لو كان يوجد استخفاف. لما دعا فخامة الرئيس على مدى الأشهر الماضية إلى الحوار وأكد على أن هذه القضية حلها بيد اليمنيين ومن خلال الحوار.» وسألت «الحياة»: ماذا سيحدث يوم 31 كانون الثاني (يناير)؟ هل سيتم حوار مع القيادات الجنوبية، أم مع القيادات القبلية أم مع الحوثيين؟ فقال «الآن الحكومة تواجه الكثير من الانتقادات للتنمية، للأمن، للتعديلات الدستورية، للإصلاحات ،لمكافحة الفساد، وهذه لا يشكو منها أبناء المحافظات الجنوبية وحدهم. هناك أحزاب سياسية على مستوى الوطن، تتحدث عن هذه القضايا، وبالتالي لا يمكن أن يحصر النقاش بمجموعة. النقاش، كما أشار فخامة الرئيس مفتوح مع الجميع» و «كل القضايا التي تريد الأطراف أن تضعها على طاولة البحث يمكن أن تطرحها، وهذا متروك طبعاً للأطراف الأخرى». ورفض القربي مقولة فشل السلطة في الحسم العسكري مع الحوثيين وقال «كيف تحكمين على أننا فشلنا؟... الحرب في التاميل في سريلانكا استمرت 20 سنة. في الجزائر ما زالت «القاعدة» موجودة ... هذا ما أقوله، الناس عندما يأتون إلى اليمن ينظرون إليها بطريقة مختلفة عما يجري في العالم كله». وتطرقت المقابلة التي أجرتها «الحياة» في نيويورك في أعقاب زيارة القربي الى واشنطن وعشية مؤتمر لندن في 28 الشهر الجاري الى الجوانب الإقليمية والدولية من ملف اليمن، وفي ما يأتي نص المقابلة: دعنا نبدأ بموضوع زيارتك إلى واشنطن. برز خلاف، على الأقل من وجهة نظر البعض، في موضوع الأولوية لمن، لمكافحة «القاعدة» أم لمعالجة سياسية لموضوع الحوثيين والجنوب. هل تفاهمتم على صيغة معينة تلبي حاجة الطرفين الى احتواء الخلاف؟ - موقف اليمن واضح في هذا الجانب، إن الموضوع المتعلق ب «القاعدة» يأتي في إطار تعاون دولي. وبالتالي فإن الاهتمام مشترك فيه بين حكومة اليمن والمجتمع الدولي. المجتمع الدولي سيقدم الدعم لقوات الأمن ومكافحة الإرهاب اليمنية من ناحية التدريب والتجهيزات. أما موضوع الحوثيين وقضية الحراك السياسي في الجنوب، فقضية داخلية يمنية. يبدو أنكم تستخفون بهذه المسألة، مسألة احتمال انفصال الجنوب والتطورات في الجنوب، لماذا هذا الاستخفاف؟ - لا، أبداً. لا يوجد أي استخفاف لو كان يوجد استخفاف لما دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على مدى الأشهر الماضية إلى الحوار وأكد أن هذه القضية حلها بيد اليمنيين ومن خلال الحوار. ولكن هناك استخفاف بالخطر الآتي من الجنوب واحتمال انفصاله. - أبداً، لا يوجد استخفاف بالخطر لأن الحكومة، كما أشرت أكثر من مرة، أنشأت اللجان لكي تنظر في القضايا المتعلقة بالمطالب المشروعة وأسباب التجمهر في الجنوب لكي تعالجه... أحدهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والآخر وزير الخدمة المدنية الذي سينظر في ملف الأراضي وحل مشاكل الأراضي. هل هناك الآن محاولة جديدة نوعية لمحاولة التعامل السريع مع مسألة الجنوب احتواء للأخطار التي قد تكون كامنة في هذا الملف؟ - في قضية الجنوب، إذا تابعت الأخبار بدقة، ستجدين الحراك السياسي الذي نتحدث عنه يكاد يكون محصوراً في ثلاث محافظات من المحافظات الجنوبية وفي مديريات محددة في هذه المحافظات. وسائل الإعلام تصور الأمر وكأنه يعمّ كل المحافظات الجنوبية، وهذا غير صحيح. ولهذا السبب ان الحكومة تتعامل مع هذا الجانب في بعدين. البعد الأول، الجماعات التي تتحدث عن الحل أو المعارضة السلمية والذين بدأوا ينزعون نحو العنف. وبالنسبة لمن يريد المعالجة من خلال الحوار والمعارضة السلمية، الباب مفتوح تماماً أمامهم، ولا توجد أي إشكالية في أن يجلسوا مع الأطراف الحكومية من خلال الحوار الذي دعا إليه فخامة الرئيس والذي نأمل أن تتم الاستجابة إليه لكن للأسف الشديد، هناك من يتحدث عن المعارضة السلمية ويرفض الحوار. كيف يمكن أن يتحقق إذاً، حل أو معالجات سلمية إذا لم تجلس وتتناقش مع الطرف الآخر وتعرض مطالبك؟ ماذا سيحدث يوم 31 كانون الثاني (يناير)؟ هل هو حوار مع القيادات الجنوبية، أم القيادات القبائلية أم مع الحوثيين؟ - الآن الحكومة تواجه الكثير من الانتقادات في موضوعات التنمية والأمن، والتعديلات الدستورية، والإصلاحات، ومكافحة الفساد، وهذه لا يشكو منها أبناء المحافظات الجنوبية وحدهم. هناك أحزاب سياسية على مستوى الوطن، تتحدث عن هذه القضايا، وبالتالي لا يمكن أن يحصر النقاش مع مجموعة. النقاش، كما أشار فخامة الرئيس مفتوح مع الجميع. ماذا ستفعلون في 31 كانون الثاني؟ ما الجديد؟ - الموعد لم يكن 31 كانون الثاني، كان قبل ذلك، كان يوم 9 كانون الثاني واضطررنا للتأجيل لأن الأحزاب المشتركة أرادت أن تناقش مع الحزب الحاكم كيف سيتم هذا الحوار، وكيف يمكن أن ينظم. كيف سيتم هذا الحوار؟ كيف سينظم؟ - كل القضايا التي لدى الأطراف الأخرى وتريد أن تضعها على طاولة البحث يمكن أن تطرحها، وهذا متروك طبعاً للأطراف الأخرى. أنا لا يمكن أن أتحدث عما سيطرحون؟ هل هناك قنوات بين السلطة وبين الأطراف الداخلية الغاضبة من السلطة التي تعتقد أن هناك ظلماً لحق بها؟ - أنت تعرفين أكثر من غيرك طبيعة اليمنيين. التواصل يظل دائماً مستمراً حتى ولو كانت هناك خلافات. المعذرة، إنما هناك فعلاً وضع خطير في اليمن. أنت تتحدث وكأن الأمور كما كانت عليه. الآن، هناك مخاوف على اليمن ومستقبل المنطقة عبر بوابة اليمن. - نحن أكثر الناس تقديراً لهذا الخطر، ولكن أيضاً أود أن أشير إلى أن هذا الخطر أحياناً يُضخم بشكل غريب جداً في كل الدول العربية. هناك مشاكل بين الحكومات وبين شعوبها. أنتم لجأتم إلى الحسم العسكري مع الحوثيين وفشلتم - كيف تحكمين على أننا فشلنا؟ لأنهم ما زالوا قادرين على أن يهددوا السلطة والبلد. - الحرب في التاميل بسريلانكا استمرت 20 سنة. في الجزائر ما زالت «القاعدة» تقاتل لسنوات طويلة جدا... هذا ما أقوله، الناس عندما يأتون إلى اليمن ينظرون إليها بطريقة مختلفة عما يجري في العالم كله. إنما عندكم في اليمن الآن، خطر «القاعدة» وخطر الحوثيين، وأنتم تطلبون المساعدة من الغير، تطلبون المعونة، أنتم تدركون أن هناك مشكلة إذاً. - نحن نطلب المعونة فيما يتعلق ب «القاعدة»، وفي ما يتعلق بالتنمية، ولكن في القضايا الداخلية نحن ننظر الى معالجتها كقضية داخلية لأننا نعرف أن اليمنيين إذا كانت نياتهم الوصول إلى الحل فسيصلون اليه. لماذا هذا الرفض القاطع للوساطة من الخارج، إن كانت مع القبائل الكبيرة أو مع الحوثيين أنفسهم؟ لماذا ترفضون هذه الوساطات، إذا كان من شأنها أن تساعدكم؟ - هناك الوساطات الداخلية. وإذا كانت الوساطات الداخلية غير قادرة أن توفق فكيف يمكن للوساطات الخارجية أن توفق؟ إذاً، فأنتم تدورون في حلقة مفرغة. - لا، أبداً. نحن ندور في إطار أن القضايا الداخلية يمكن معالجتها داخلياً، وأن التدخل الخارجي في الشأن الداخلي سيعقد الأمور ولن يحلها. الحسم العسكري مع الحوثيين، هل هو وارد؟ - غير وارد. ولكنه أيضاً هو الوسيلة، كما هو حاصل الآن... هو الوسيلة التي جعلتهم يقبلون بشروط الحكومة التي وضعتها عليهم. أنتم تصرون على المعالجة العسكرية فقط مع الحوثيين. - نحن نستعمل القوة العسكرية لكي نجعلهم يقبلون بأن عليهم الآن أن يضعوا السلاح وأن يأتوا للحوار. الأميركيون يعارضونكم في هذا التوجه وهم يريدون منكم أن تبذلوا جهداً أكبر من أجل التركيز ومن أجل التفرغ لمواجهة «القاعدة». - بعد خمسة حروب مع الحوثيين ومع وقف الحرب في كل مرة من قبل الحكومة وعودة الحوثيين من جديد إلى الحرب، هل يمكن أن نتوقع منهم القبول بالنقاط الخمس وأنهم لن يعودوا إلى الحرب؟ لهذا يجب أن نصل معهم إلى آليات لتنفيذ هذا الاتفاق وتنفيذ النقاط الخمس وإذا ما تم ذلك انتهت المشكلة. لا يمكن أن نفصل بين الأمن اليمني وبين قضية الحوثيين وقضية «القاعدة». القضيتان يجب على الحكومة أن تواجههما في الوقت نفسه. كيف تمت معالجة هذا الفارق أو الاختلاف في الرأي بينكم وبين الأميركيين أثناء زيارتك واشنطن؟ - أعتقد أنهم قد قدّروا تماماً وجهة النظر التي طرحناها في ما يتعلق بالحوثيين. هناك نقطة أخرى فيها اختلاف في وجهة النظر بينكم وبين الأميركيين. يبدو أن الإدارة الأميركية لا ترى أن هناك تدخلاً إيرانياً ملموساً في اليمن، إنما أنتم تقولون إن هناك تدخلاً. ما هي الدلائل الملموسة لديكم على التدخل الإيراني في اليمن وكيف يأتي هذا التدخل؟ - هل تابعت وسائل الإعلام الإيرانية؟ هل تابعت خطابات الرئيس نجاد؟ هل تابعت خطابات...؟ هل هناك تحركات ملموسة؟ - إذا كان هناك دعم سياسي يجب أن يترجم إلى آليات. ما هي آليات وصول التدخل الإيراني إلى اليمن؟ الوزير: هذه القضية لا نريد التحدث عنها علانية. هناك أجهزة مختصة في هذا الجانب وعندما نرى أن ذلك هو الوقت المناسب سنتحدث عن هذا الجانب في أكثر من مرة. جانب المعلومات حول التدخل المباشر سواء في تحويل الأموال أو نشر خلايا الجاسوسية التي ستحاكم الآن في اليمن، سيأتي وقتها في حينه. من يدعم الحوثيين بالمال، هل هي مراجع شيعية في الداخل أو... - مراجع شيعية داخل إيران وخارج إيران. ولكن المراجع الشيعية من داخل إيران أنا قلت أن الحكومة الإيرانية تتحمل أيضاً المسؤولية عن ذلك لأننا لا يمكن أن نقبل - والعالم كله لا يمكن أن يقبل - أن تكون هناك مصادر لتمويل متمردين أو إرهابيين من أي دولة من الدول. من يدعم الحوثيين بالتجهيز والتدريب؟ - هذه أيضاً من المعلومات التي سيفصح عنها في وقتها. نعرف أنكم ألمحتم كثيراً... - لا نريد الآن أن نكرر نفس الكلام الذي قلناه من قبل. تراجعتم عن اتهام حزب الله، مثلاً... - لا، لم نتراجع، ما طرحناه طرحناه، ولا داعي لتكراره في كل مقابلة. هل لأنه ليس لديكم ما يثبت ذلك؟ - عندما نقرر نحن تقديم الإثباتات سنقرر نحن متى نقدمها. ألهذا تراجعتم؟ - لم نتراجع. بالنسبة لموضوع التعاون السعودي - اليمني، طبعاً هناك موضوعان مختلفان: موضوع الحدود، وموضوع «القاعدة». «القاعدة» تستهدف ليس فقط اليمن وإنما أيضاً الدول الخليجية، بما فيها المملكة العربية السعودية. عمَّ أسفر الدور السعودي في اليمن في موضوعي الحدود و«القاعدة» حتى الآن؟ - الآن هناك قيادة مشتركة للجزيرة العربية من قبل القاعدة، وبالتالي هذه القيادة تنظر إلى اليمن والى المملكة العربية السعودية وتستهدف كل الجزيرة العربية. وهذا ما دفع للتنسيق والتعاون بين اليمن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة هذه الجماعات في اليمن. ولا شك أن لهم عناصرهم في بقية البلدان. هل ألقيتم القبض على عناصر من «القاعدة» هم من السعوديين؟ - طبعاً، سلمناهم للسعودية. متى تمّ تسليمهم؟ - لا أذكر. الأجهزة الأمنية هي المختصة. هل ترى أن الحسم العسكري على الحدود من قبل المملكة العربية السعودية سيؤثر على معركتكم مع الحوثيين؟ - لن يؤثر. بالنسبة للسعودية، هذه العناصر دخلت إلى أراضيها وهي تقوم بعملية حرب عصابات. في هذه العملية، الأمور تظهر وكأن هناك الآلاف من الحوثيين. هم عشرات أو أحياناً أقل من عشرات يذهبون ويطلقون النار على موقع سعودي ويرد عليهم السعوديون. إنها عملية إقلاق للأمن السعودي، وللأسف زجّوا المملكة في حرب ليس لها دخل فيها إطلاقاً؟ قيل في عدة أماكن إنكم تجاهلتم مؤشرات داخلية في اليمن، مثلاً دور الشيخ الزنداني والمؤسسات التعليمية. قيل إنكم تجاهلتم هذا الخطر فارتد عليكم. هل تعترفون بمثل هذه الأخطاء؟ الزنداني يدير جامع مرخص له رسمياً، تحت إشراف وزارة التعليم العالي في اليمن. قضية المراكز الدينية التعليمية القديمة أغلقتها الحكومة اليمنية في التسعينات. كلام كثير يدور عن الدور الأميركي القائم حالياً في اليمن. بالطبع كانت هناك عمليات لطائرات أميركية بدون طيار، عمليات كانت... - هذا ما تقوله وسائل الإعلام، ولكن ولكن... - أنت تتحدثين عما تقوله وسائل الإعلام، ولكن الجانب الأميركي والجانب اليمني موقفهما واضح وهو أن الذي قام بهذه الضربات العسكرية هو الطيران اليمني... الطيران اليمني لديه هذه الطائرات المتفوقة بدون طيار؟ - الضرب الذي يتم ضد مواقع الحوثيين هو طيران يمني... فإذاً، لا دور للطيران العسكري الأميركي إطلاقاً... - مباشر لا.. يوجد تدريب، توفير إمكانات، وهذا ما نحن مستمرون في طلبه. نطلب المزيد من وسائل الدعم للقوات لمكافحة الإرهاب في اليمن توفير طيران، هليكوبترات، وسائل نقل، وسائل اتصال، كل هذا مطلوب من الجانب الأميركي. جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية قال إن واشنطن ليست ساذجة وليست لديها أوهام حول دور الحكومة اليمنية «المحدود ببيروقراطية ضعيفة وفاسدة في الغالب، تفتقر إلى المصادر». هذا كلام قيل علناً من قبل حكومة تبدو على الأقل أنكم في شراكة معها. الإدارة الأميركية واضحة في انتقادها لكم وتصف حكومتكم بالفساد والضعف والافتقار إلى المصادر. - هذه الانتقادات تحدثت فيها مع الجانب الأميركي وأوضحنا لهم أن كثيراً مما يطرحونه الآن حول الفساد وغيره يتجاهل ما قامت به الحكومة على مدى سنوات من مكافحة الفساد ومن الإصلاحات. هم ما زالوا للأسف الشديد في بعض الحالات يحاولون أن يبرروا تقصيرهم في تقديم الدعم لليمن في مثل هذه الأطروحات. تحدثتم عن استراتيجية خماسية أو خمسية... برز فيها العنصر الأمني العسكري بحسب ما نقل المسؤولون الأميركيون إلى الإعلام، قالوا إن هناك عنصراً أمنياً وعنصراً عسكرياً. أنتم تقولون إنه فقط تنموي. أين التوفيق بين هذين التعريفين؟ - الخطة الخمسية هي خطة تنموية وليس فيها جانب عسكري إطلاقاً. لكن الذي قلناه نحن أن الخطة التنموية هذه هي جزء من مكافحة الإرهاب، لأن مكافحة الفقر والبطالة وتحسين التعليم وتقديم الخدمات للمواطنين هي الآلية الصحية للحد من الدفع للتطرف، وبالتالي هي تخدم الجهود التي تبذلها الدول في مكافحة الإرهاب. قال الأميركيون أيضاً عبر مسؤولين لهم في الخارجية إنهم يريدون العمل مع المجتمع الدولي لتحفيز الحكومة في صنعاء على اتخاذ خطوات لاستقرار وسلامة اليمن والمنطقة. ماذا يعني ذلك وماذا طلبوا منكم للتحفيز؟ - لم يطلبوا منا شيئاً ماذا طلبتم منهم؟ - طلبنا منهم الدعم الذي حدثتك عنه. هناك كلام عن رغبة أميركية في أن يكون موضوع اليمن مطروحاً أمام مجلس الأمن؟ - غير صحيح. أكدوا لكم أن هذا... - غير صحيح غير صحيح أنهم أكدوا لكم؟ - لا، غير صحيح هذا الكلام... أنهم طرحوا أو يريدون أن يطرحوه في مجلس الأمن. موضوع مؤتمر لندن. هناك طبعاً رغبة دولية في التطرق إلى موضوع «القاعدة»، إلى محاولة احتواء الخطر الآتي من اليمن. ماذا تعدون، ماذا ستطلبون، ما هي استراتيجيتكم وما هي الاستراتيجية بحسب مفهومك أنت. أنت آتٍ الآن من واشنطن، ما هي الاستراتيجية الأمريكية، لمؤتمر لندن؟ - هذه الأمور كلها من رأيي أن تتركيها لمؤتمر لندن. سبب الحديث محاولة أن نعرف ماذا سيدور هناك. - أنا لا يمكن أن آتي لأقدم لك ماذا سيدور في مؤتمر لندن. أنا أستطيع أن أقول لك ماذا أتوقع أن يدور في مؤتمر لندن. أتوقع من مؤتمر لندن أن يدعم اليمن، في المجال التنموي، في المقام الأول وأن يعزز من قدرتها في مكافحة التطرف والإرهاب. ولكن لا بد من الإعداد لهذا المؤتمر... - نحن أعددنا له طبعاً. من سيحضره؟ - رئيس الوزراء، سيحضره رئيس الوزراء عن اليمن وأنا سأشارك فيه. ماذا عن الدول الخليجية؟ - جميعها ستشترك، على أي مستوى؟ - على مستوى وزراء الخارجية. هل هناك استراتيجية مشتركة تم بحثها مع الدول العربية؟ - ستعرفين هذا في نهاية المؤتمر. هل حدث تنسيق بين اليمن والدول الخليجية؟ - حدث تواصل بيني وبين كل وزراء خارجية مجلس التعاون وأيضاً مصر والأردن. هل اتفقتم على استراتيجية مشتركة؟ - تحدثنا حول المؤتمر وما نتوقعه منه، والجميع أكد على أن هذا هو الذي سيخرج فيه المؤتمر. تحدثت في موضوع المؤتمر مع بريطانيا... - أنت تبحثين عن سبق صحافي الآن... طبعاً... - حاولي. هل بحثتم - إلى جانب بريطانيا والولاياتالمتحدة - مع الدول المهمة الأخرى التي ستشارك مثل روسيا والصين؟ - نحن لا نتحدث عما تحدثنا مع الآخرين حوله، هل تحدثتم مع روسيا والصين؟ - تحدثنا أم لم نتحدث هذه قضية تخص السياسة الخارجية ولا يمكنني الآن أن أضعها في وسائل الإعلام. مؤتمر لندن، هل سيترأسه رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون؟ - سيفتتحه براون... ما هي مدته، كم سيستغرق هذا المؤتمر؟ - ساعتين. مؤتمر الساعتين هذا، ما هي شكلياته؟ - شكلياته هي ان رئيس مجلس الوزراء البريطاني سيفتتحه وسيدور حوار. الاتجاه سيكون حول النقطتين اللتين أشرت إليهما في السابق وهما: دعم اليمن في التنمية ودعم اليمن في مواجهة التطرف. هناك كلام عن ان الصين تنظر الى اليمن من ناحية أهميته الاستراتيجية وأهمية موقعه في موضوع الملاحة في معادلة التنافس على العظمة. هل ترى أن الصين واضحة في وقوفها مع اليمن كما الدول الكبرى الأخرى؟ - أنا لا أشكك إطلاقاً. مجرد أن تأتي أربع دول من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وأن يدعى إلى هذا المؤتمر بهذه السرعة والأهمية يعكس أن هناك رغبة حقيقية في مساعدة اليمن لأن هذه المساعدة تأخرت كثيراً، وبالتالي بدأ الجميع يشعر أن عليه الآن أن يعطي اليمن الاهتمام الذي يستحقه... عفواً، قلت أربع دول، من الغائب؟ - الغائب، الصين. عامة هذه الدعوات توجه للدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن. ألم تقدم دعوة إلى الصين؟ - هذا السؤال يوجه للبريطانيين، هل دعوها أم لا. عامة هذه الدعوات توجه إلى جميع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن... بحسب معلوماتك ألم تقدم دعوة إلى الصين؟ - لا. باب المندب، مضيق مَلَقَة، الملاحة إلى المحيط الهندي، التسابق على القدرات النفطية بين الولاياتالمتحدة والصين، هل هذا ما يحدث الآن في إطار اليمن أم أنك ترى أن في هذا اجتهاداً في غير محله؟ أترى أن هناك اهتماماً دولياً من منطلق وضع استراتيجي باليمن إلى جانب الخوف عليه من «القاعدة» ومن التشرذم أو الترهل الأمني؟ - اليمن بموقعه الجغرافي الاستراتيجي بالتأكيد يهم كل دول العالم، هذا لا شك فيه. يشعر العالم أن اليمن يجب أن يعزز قدرته لمواجهة هذا الوضع الذي يجري في الصومال والقرصنة التي تجري قريباً من المياه الإقليمية. وهذا الذي نحن ندعو إليه. يجب أن تعزز قدرات اليمن فيما يتعلق بخفر السواحل حتى نستطيع أن نحمي شواطئنا، حتى يمكن أيضاً أن يكون لنا دور في محاربة القرصنة. إيكال هذه العملية لدول المنطقة أفضل بكثير من تواجد كل هذه السفن الحربية الأجنبية في المنطقة. ماذا تعني بذلك؟ - كلامي واضح... كما نقول إن من الأفضل أن يُترك للدول نفسها أن تواجه الإرهاب وليس من خلال قوات أجنبية، أيضاً حماية المياه الإقليمية في أي منطقة يجب أن تكون مسؤولية دولها. هذا ما أقوله. نفس المبدأ يجب أن يطبق. هل هناك توجه نحو قاعدة عسكرية أميركية في اليمن؟ هل هناك أي تسهيلات يمنية للولايات المتحدة من الناحية العسكرية؟ - كل السفن الحربية الآن يتعامل مع ميناء جيبوتي وليس مع اليمن. وإسرائيل. هل لإسرائيل تواجد استخباري في اليمن على أساس أن تستفيد من تغيب السلطة، ومن سهولة اختراقها، للتطرف الإسلامي، يعني للجهات الراديكالية المتطرفة في اليمن؟ - كما تعرفين أن إسرائيل لها أجندتها ولها استخباراتها. ونحن في اليمن ندرك هذا. إذا كان يوجد أي شيء من هذا القبيل، فإن أجهزتنا الأمنية بكل تأكيد، ستتعامل معه.