رفضت المرجعية الشيعية العليا في النجف مطالبة بعض علماء الدين وطلاب الحوزة الدينية في النجف الحكومة والوقف الشيعي بصرف رواتب شهرية لطلاب الحوزات في النجف وكربلاء وبغداد، معتبرة ذلك «خطاً أحمر»، مؤكدة ان المؤسسة الدينية يجب ان تبقى بعيدة كل البعد عن الحكومة وسطوة الدولة. وأكد مصدر قريب من مكتب المرجع علي السيستاني ل «الحياة» ان «المرجعية لم تأخذ اموالاً من أي حكومة طوال تاريخها»، لافتاً الى انه «عرض على المرجعية مراراً تلقي الأموال لكنها أبت دائماً ان تقبل ولو ديناراً واحداً». وأوضح ان «المرجعية والحوزة العلمية، وكي تحرصا على المحافظة على الاستقلالية، تتحفظان عن قبول الأموال والرواتب من الدولة، ولهما مصادرهما الشرعية في توزيع الرواتب على الطلاب والأساتذة». من جانبه قال الشيخ علي النجفي، نجل المرجع الديني بشير النجفي ل «الحياة» ان «أخذ الأموال من الدولة بحجة الرواتب خط أحمر لا يمكن قبوله»، مشيراً الى ان «المرجعية تدعو المسؤولين الى توزيع الثروة بصورة عادلة على الشعب»، موضحاً ان «للمرجعية مصادرها الخاصة من الخمس والزكاة والتبرعات والأموال العامة توزع من خلالها الرواتب والمساعدات». وكان محمد الجبوري، مدير مكتب الشيخ قاسم الطائي، ذكر في بيان ان الطائي تلقى «1600 رسالة من طلاب العلوم الدينية في النجف حول دعوة الحكومة والوقف الشيعي صرف رواتب للطلاب». وأضاف: «قدمنا هذه الطلبات الى الوقف الشيعي ونحن بانتظار الجواب». وتابع: «لو نفذ هذا الأمر فسيساعد على تحسين الحال المعيشية لطلاب الحوزة»، ودعا الحكومة «الى توفير الحياة الكريمة لطلاب العلوم الدينية، من تخصيص رواتب شهرية واعطائهم قطع أراض سكنية وسلف بناء». وتنتشر في النجف أكبر الحوزات والمدارس التي تدرس المناهج الاسلامية وفق المذهب الشيعي الاثني عشري، ويوجد فيها آلاف الطلاب من العراق والدول العربية والأجنبية يتلقون علومهم الدينية على يد عشرات العلماء والأساتذة.