تمكنت البورصات الاوروبية الجمعة من الحفاظ على استقرارها رغم اجواء التشنج إثر الحملة التي شنها الرئيس الاميركي باراك اوباما على المصارف والتي ادت الى تراجع كبير في غالبية البورصات الاسيوية. وكانت اسعار الاسهم المصرفية الاكثر تعرضا للخسارة غداة اعلان الرئيس الاميركي عن اجراءات للحد من حجم وانشطة المؤسسات المصرفية في الولاياتالمتحدة بهدف منعها من التسبب بازمات مالية جديدة. وحوالى الساعة 10.00 ت غ, سجلت بورصة باريس تراجعا طفيفا جدا بنسبة 0.35%, مستعيدة تحسنها بعد افتتاح للجلسة كان اكثر ميلا الى التراجع. وعادت بورصة لندن الى التوازن (-0.03%) بعد التراجعات الكبيرة التي سجلتها خلال جلسة امس, في حين تقلب مؤشر "داكس" لابرز ثلاثين سهما في فرانكفورت في هامش الخسارة (0.40%). وفي المقابل, تسببت تصريحات الرئيس الاميركي بتدهور كبير في بورصات اسيا. ففي طوكيو, انهى مؤشر نيكاي لاسعار الاسهم الرئيسية جلسة التداول على تراجع بنسبة 2.56%, خاسرا بذلك كل الارباح التي سجلها منذ بداية السنة. الا ان مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ قلص من خسائره حيث فقد 0.65% فقط لدى الاقفال بعد ان خسر اكثر من 2.5% خلال جلسة التداول. وفي شنغهاي, انهى المؤشر المركب جلسة التداول بتراجع 0.96%. وخسرت سيول 2.19% وتايبيه 2.47% ومانيلا 2.01%. وفي سيدني, انهى مؤشر "اس اند بي/ايه اس اكس200" يومه بتراجع 1.59% وهو اكبر تراجع له في غضون شهرين تقريبا. وخسر مؤشر ولينغتون 1.08%. وحمل الرئيس اوباما الخميس بقوة على المصارف معلنا نيته ان يدرج في القانون اجراءات تحد من حجمها وانشطتها بهدف وضع حد للافراط في الانشطة الذي ادى الى الازمة. واوباما الذي يعتزم ان يمنع اي مصرف من جمع ادخارات وودائع للمضاربة بها في الاسواق لحسابه الخاص, والذي يزمع الحد من حجم المؤسسات المصرفية عبر وضع حد لادائها السلبي, اعلن انه اذا ارادت المصارف ومجموعات النفوذ لديها "ان تقاتل, فانا على استعداد لذلك". واعتبر الرئيس الاميركي ان النظام المالي "يعمل بالضبط وفقا للقواعد نفسها التي ادت الى شفير الانهيار". واضاف "ان تصميمي على اصلاح النظام يزداد قوة عندما ارى العودة الى استخدام الوسائل القديمة", منددا "بلا مسؤولية" المصارف. ويقول المحللون ان المستثمرين يتوقعون ان تتوقف المصارف عن الاستثمار في الاصول التي تحتوي على اكبر قدر من المخاطر اذا تجسدت مشاريع اوباما. وهذه الاسهم التي تحوي مجازفات قد تتعرض بالتالي للتدهور, الامر الذي حض المتعاملين في السوق على التخلص منها بكثافة الجمعة. والحملة التي شنها الرئيس الاميركي على المصارف ادت هي الاخرى الى قفزة في سعر صرف الين الذي يعتبر عملة-ملجأ, امام الدولار واليورو. وعلق هيدياكي هيغاشي الخبير لدى مؤسسة "اس ام بي سي فريند سيكيوريتيز" على الامر بالقول "لم يكن ممكنا تفادي تدهور اسعار الاسهم في نيويورك بسبب مشروع تشديد القواعد المالية. فالاموال في صدد الهروب من الاسهم التي تتسم بالمجازفة في الوقت الحالي". وفي باريس, راى كريستيان باريسو من شركة اوريل في مذكرته التحليلية اليومية, ان "هذه المقترحات تزيد من المخاوف حول تقييم البنوك وستكون متقلبة جدا". لكنه اوضح ان هذه الاقتراحات "الغامضة جدا كلها قد لا يصوت عليها الكونغرس قريبا" وقد تؤدي الى "شراء اسهم مصرفية في المدى القصير". وفي باريس ولندن او فرانكفورت, فقدت قيمة الاسهم المصرفية في غالبيتها من 1 الى 2% واحيانا 3%.