ودعت يوم الخميس الماضي محافظة أبوعريش شهيد الواجب الرقيب عبده محمد علي الجابري والذي استشهد يوم أمس الأول بقرية الجابري في الحدود السعودية وذلك اثر انفجار لغم أرضي زرعه المعتدون, حيث تم تشييع الشهيد والصلاة عليه بالحي الشرقي من المحافظة وقد أدى الصلاة عليه مئات المصلين بحضور أعداد غفيرة من أقاربه وأصدقائه وزملائه من القوات البرية على رأسهم قائد السرية الرائد عبد المحسن القحطاني, وكان شهيد الوطن الجابري البالغ من العمر 40 سنة يعمل بسلاح المهندسين التابع للقوات البرية وهو أب لأربعة أبناء (خالد ومحمد وسلطان وحسن) وأربعة بنات (أمل وأميرة وأمجاد وأبرار) وقد رزقه الله بالشهادة على يد الغدر والعدوان لينظم إلى زملائه الشهداء. "صحيفة جازان الإلكترونية" قامت بواجب العزاء والمواساة يوم أمس لذوي الشهيد وألتقت بإخوانه وأولاده وأقاربه حيث تحدث في البداية الجندي ماجد الجابري "أخو الشهيد" والذي يعمل كذلك في سلاح المهندسين بالقوات البرية بخميس مشيط قائلاً بأن أخاه كان معروفاً بشجاعته وبأسه ومحبوباً لدى الجميع وكان يتمنى الشهادة والموت لأجل الدين والمليك والوطن, مضيفاً بأن الشهيد يعتبر الكبير من إخوانه وكان باراً بوالديه, وذكر "ماجد" بأن والد الشهيد متوفى, وأما والدته الكبيرة في السن تسكن في منزل مستأجر وتحتاج إلى الرعاية كونها مريضه بهشاشة العظام وارتفاع الضغط, مناشداً ولاة الأمر بنقله من خميس مشيط إلى جازان حتى يكون قريباً من أمه ليقوم برعايتها ورعاية أولاد الشهيد بعد أن كان الشهيد يرحمه الله قائماً برعايتهم جميعاً, وحكى ل "جازان" جندي أول بسلاح المهندسين علي الجابري "اخو الشهيد" والذي يعمل بنفس السرية التي كان يعمل بها الشهيد يرحمه الله, حكى عن بطولات الشهيد قائلاً بأن الشهيد كان يلقب في سريته ب "صائد الألغام" وذلك لحنكته ومعرفته وإحساسه بتواجد الألغام في أي موقع كان دون الرجوع إلى جهاز كاشف الألغام في كثير من الأحيان, وقد شهد له زملائه الآخرين بذلك, موضحاًً بأن الشهيد يرحمه الله كان برفقة أحد زملائه وكانا يقومان بتمشيط وتطهير أحد المواقع بقرية الجابري التي تم إخلائها مؤخراً من فلول المتسللين من الألغام التي غرست بها, وكان الشهيد يرحمه الله قد اكتشف أحد الألغام وذهب لإزالته وكانت الشهادة بانتظاره قبل أن يزيل ذلك اللغم حيث كان لغماً غادراً أمام اللغم الأول بانتظاره فرزقه الله الشهادة بانفجاره,وقال لا شك أننا حز ينون على فراقه لكن ما واسانا في ذلك هي شهادته في سبيل الله فنحمد الله عزوجل على قضائه وقدره . أبناء الشهيد عبروا عن فخرهم واعتزازهم بشهادة والدهم وهو يدافع عن الوطن, مؤكدين بأنهم يعتبرون ذلك وسام فخر وعز يضعونه على صدورهم, وموضحين بأنهم مستعدين للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية لمواصلة مسيرة والدهم لخدمة الدين والمليك والدفاع عن أراضي وحمى وطننا الغالي. من جهة أخرى نقل مساء اليوم محافظ محافظة أبوعريش محمد بن ناصر بن لبدة تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان حفظهم الله لذوي شهيد الوطن, وقال بن لبده خلال لقائه بذوي الشهيد أن دم الشهيد لم يذهب هباءً منثوراً وأن كل قطرة أريقت من جسده لها ثمناً غالياً لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين. وقد أعرب ذوو الشهيد عن شكرهم وتقديرهم لولاة الأمر ولمحافظ أبو عريش على هذه البادرة الطيبة وموقفه النبيل والغير مستغرب, مؤكدين أنهم يعتزون ويفخرون بأن ابنهم عبده الجابري مات شهيداً لأجل الوطن. و"صحيفة الداير الالكترونية ( داير ) " تسأل الله العلي القدير بأن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون .