خلال محاضرة عن منهج الاعتدال السعودي بجامعة المؤسس وافق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على تدشين كرسي علمي بحثي في جامعة الملك عبدالعزيز في مجال أبحاث الطاقة بقيمة (6) ملايين ريال سعودي، حيث يركز الكرسي على إجراء أبحاث الطاقة أو بدائلها مثل الطاقة الغازية أو الشمسية أو الجيولوجية أو الحرارية أو النووية. كما طالب سموه خلال محاضرة ألقاها بعنوان (الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز) مساء أمس في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بمقر الجامعة الرئيسي بجدة: أن من لديه شكوى فليتقدم إلينا عبر البريد أو البرقيات على نفقة الدولة، حتى ولو كانت موجهة إلى أولادي أو أحفادي. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة ومعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب وعدد من مسئولي الجامعة، كما حظي الحفل بحضور لافت من أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب السمو الملكي الأمراء وكوكبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات بالجامعة. وأثناء وصول سموه تجول في المعرض المصاحب الذي يحكي نشأة وتطور ومستقبل جامعة الملك عبدالعزيز ومشروع منارات المعرفة، حيث أبدى سموه بعض التوجيهات الحصيفة للمشروع البالغ مساحته مليون متر مربع الذي يحتضن بيئة بحثية مناسبة من معاهد لنقل المعرفة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قد رحب بسمو ولي العهد لتشريفه مقر الحفل نيابة عن جميع الحضور، وقال سموه: أتقدم باسم الجميع لسموكم الكريم بالشكر على تفضلكم بهذا اللقاء الجميل في هذا المساء المبارك وهذه المحاضرة القيمة التي تتحدث عن مؤسس منهج الاعتدال السعودي في هذا الوطن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-، سيدي هذا جمع مبارك حضر وكله آذان صاغية لما ستقدمونه عن والدكم العظيم، فالمكان والزمان والحظة لكم يا سيدي. وبعد أن أخذ سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز مكانه في الحفل بدئ الحفل الخطابي بكلمة لمعالي مدير الجامعة الدكتور الدكتور أسامة طيب نقل من خلالها تحيات وترحيب أكثر من 170 ألف طالب وطالبة وأكثر من 10 آلاف عضو هيئة تدريس ومنسوبي الجامعة بمقدم سموه الكريم، مشيراً إلى أن هذه الزيارة لسموه تأتي تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني لوطننا الحبيب. وقال مدير الجامعة الدكتور أسامة بن صادق طيب إن الزيارة تعكس مدى الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للإنسان السعودي وللتعليم العالي على أعلى المستويات، مؤكدًا أنه اهتمام أثمر تطورًا كبيرًا تتضح معالمه في التقدم العلمي والبحثي الذي تشهده جامعات المملكة كافة، والذي ينعكس إيجابًا على رفاهية وأمن ونمو المجتمع ورقيه وتقدمه، في ظل الرعاية الحانية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله وتابع طيب: حكومتنا الرشيدة تبذل جهودًا كبيرًا، وتسخر طاقات الدولة ومواردها لتحقيق رفاهية المواطن وأمنه ورخائه». وأوضح معاليه أن محاضرة سمو ولي العهد الأمين عن الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز هو امتداد لاهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله- بهذا المنهج الأصيل الذي اتبعه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، مستمدًا تعاليمه ومبادئه من كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم، ثم سار على دربه أبناؤه البررة من بعده، حتى أضحى هذا المنهج من القواعد الأساسية للحكم في المملكة العربية السعودية، فمحاضرة سموه ذات قيمة تاريخية علمية كبيرة لأن من يكتب تفاصيلها أحد المشاركين في صنع الحدث التاريخي، وستكون منبعًا أصيلاً ومصدرًا متميزًا يحفز الباحثين والمؤرخين على الإبداع فيه وتتبع أصوله. وفي نهاية كلمته أعلن معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز عن موافقة سمو ولي العهد على إنشاء كرسي للطاقة بقيمة 6 ملايين ريال حيث يركز الكرسي على إجراء أبحاث الطاقة أو بدائلها مثل الطاقة الغازية أو الشمسية او الجيولوجية أو الحرارية أو النووية. المداخلات في البداية نوه الدكتور عبدالله بن مصطفى مهرجي وكيل جامعة الملك عبدالعزيز في مداخلته بأهمية المحاضرة والمحاضر، معتبراً زيارة سموه وتقديمه لمحاضرة تاريخية تتناول الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز جوهرة متلألئة في عقد الإنتاج المعرفي والعلمي لجامعة المؤسس ولكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي، الذي يعمل بتضافر جهود الجميع علماء وأعضاء هيئة التدريس وطلابًا وطالبات لإعطاء الصورة الحقيقية للاعتدال والاتزان السعودي ومدى التلاحم بين القيادة والشعب، وتشكل المحاضرة فرصة نادرة للباحثين والعلماء والمؤرخين والمهتمين بالتأريخ السعودي للاطلاع على التفاصيل المضيئة في حياة الملك عبدالعزيز رجل في زمن المتغيرات. الطالبة أغصان الأحمدي تساءلت في مداخلتها عن رأي سموه لدور المرأة وتأصيل دور الاعتدال في المجتمع، حيث أجاب سموه: المرأة كالرجل في هذا الدور فالآباء والأمهات عليهم دور كبير في متابعة أبنائهم ووضعهم في هذه الصورة، والكتاب والسنة هي مصدر الفخر والاعتزاز ولابد أن نعلمهم في الصغر ما كانت بلادنا عليه قبل الوحدة وبعدها، حتى نعرف قيمة الأمن والأمان. وتابع سموه: الإنسان في الماضي كان يخاف على نفسه وأسرته من السلب والنهب وقد قامت بلادنا على الوحدة والكتاب والسنة، ففي الماضي كان كل إقليم بمثابة دولة، وكل قبيلة دولة، ونجد اليوم أن من كان يحارب الملك عبدالعزيز أثناء توحيد المملكة أنهم اليوم إخوة متحابين، كما أن الملك عبدالعزيز استعان عند دخوله لهذه المناطق بأبنائها وجمعهم على راية التوحيد. وطالب سموه جميع الحضور بأن من رأى منهم أي مسألة أو شكوى فليتوجه إلى ولاة الأمر فالأبواب مفتوحة، وهذا حق علينا تجاه أفراد وطننا العزيز. الطالب خالد المطرفي، طلب من سموه كلمة توجيهية للشباب لحثهم على الاعتدال ونبذ الغلو، حيث بيّن سموه أن المسؤول عن هذا الجانب هم الآباء والأمهات، مطالباً سموه جميع الآباء والأمهات بضرورة تعريف أبنائهم عن واقعنا وتاريخنا. المداخلة الأخيرة كانت للطالبة سوزان القرشي التي اقترحت أن يكون هناك عرض لسيرة منهج الاعتدال وفقاً للتقنيات الحديثة، حيث طالب سموه بضرورة الاستفادة القصوى من جميع المعارف والتقنيات ووسائل الإعلام الحديثة.