وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالاستمرار على نهج الحوار الوطني، وعلى كل ما من شأنه أن يوحد المجتمع والرؤى، والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، وعن استخدام لغة التصنيف والإقصاء، التي لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة. وأكد على أهمية الحوار في ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق التوافق والائتلاف بين أبناء المجتمع الواحد، وقال إن من أبرز ما يميز المجتمع السعودي هو حفاظه على قيم الدين الحنيف، والتفافه حول قيادته، وحرصه على وحدة الوطن، وهو حرص أثبتته الأيام والأعوام الماضية، وفي جميع الظروف التي مرت بها البلاد، وإن الحوار الوطني كان له دور كبير في تعزيز هذا الانتماء والتقريب بين وجهات النظر. كما وجه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمضاعفة الجهود وتنظيم اللقاءات التي تعود بالخير على المواطن والوطن، والاستفادة من نتائج اللقاءات الوطنية التي يتوصل إليها المتحاورون مع مؤسسات المجتمع، وتنفيذ ما من شأنه خدمة المواطن ورفاهيته وتحقيق تطلعاته. وأشار إلى أهمية رسالة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في غرس قيم الوسطية والمحبة والتسامح في المجتمع، مشيراً إلى أن هذه القيم تنطلق من قيم الدين الإسلامي الحنيف. من ناحية أخرى قال خادم الحرمين الشريفين، مخاطباً رئيس وأعضاء لجنة الدعوة في إفريقيا «إخواني.. أشكركم على ما قمتم به في القارة الإفريقية من جهود جبارة تدل على رغبتكم الأكيدة لرفع شأن العقيدة الإسلامية السمحة التي هي مطلب كل مسلم، ولا يخفى علينا ما تعملون وتبذلون في خدمة الإسلام والمسلمين، ولهذا أشكركم وأشكر أعمالكم وأتمنى لكم التوفيق، وأخبركم بأن الوعد الذي أنا قطعته على نفسي فإني إن شاء الله سأنفذه هذه السنة وشكراً لكم». وكان خادم الحرمين الشريفين، قد استقبل في قصر الصفا قبل مغرب أمس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم وأئمة المسجد الحرام. كما استقبل أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهم: نائب رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، ونائب رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الشيخ راشد الراجح الشريف، وعضو اللجنة الرئاسية الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر. كما استقبل خادم الحرمين الشريفين كذلك وزير الثقافة والإعلام رئيس الجمعية العمومية الرمزية لمؤسسة مكةالمكرمة للنشر والطباعة الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وأعضاء الجمعية العمومية للمؤسسة. كما استقبل خادم الحرمين الشريفين وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، ومسؤولي وزارة الحج ورؤساء المؤسسات الأهلية لأرباب الطوافة والأدلاء والوكلاء والنقابة العامة للسيارات. كما استقبل خادم الحرمين الشريفين، مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، وأعضاء اللجنة يرافقهم 43 داعية يمثلون أربعين بلداً إفريقياً يشاركون في الملتقى ال21 للجنة الدعوة في إفريقيا. وخلال الاستقبال ألقى أمين عام اتحاد علماء إفريقيا الدكتور سعيد بن محمد بابا سيلا، كلمة أعرب فيها عن سروره بالوقوف بين يدي خادم الحرمين الشريفين، وقفة تجمع بين شرف المكان والزمان، بيت الله الحرام في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وقال الدكتور سيلا «المسلمون في أنحاء المعمورة ينظرون بعين الإجلال والتقدير إلى مبادرتكم ودعوتكم الكريمة لملوك ورؤساء وقادة الدول الإسلامية لعقد قمة التضامن الإسلامي جوار بيت الله الحرام، والوقوف أمام التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية في هذا المنعطف الخطير من تاريخها، فالله نسأل أن يوفقكم ويسدد رأيكم لما فيه رفعة الأمة وعزها وتمكينها؛ وهذه المبادرة منكم سطر جديد في سجلكم الحافل في خدمة قضايا الأمة الإسلامية ودليل على ما تحملون من هم القائد العظيم». وبيّن أن موضوع الملتقى هذا العام يدور حول الشباب وبناء الأمة، وذلك شعور من القائمين على لجنة الدعوة في إفريقيا، بأهمية هذه المرحلة من عمر الإنسان، وهي مرحلة العطاء والإبداع متى ما تمت العناية بها وصياغتها صياغة إسلامية صحيحة تقوم على الوسطية والاعتدال. إثر ذلك ألقى وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، كلمة رفع في مستهلها التهنئة لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، كما رفع باسمه ونيابة عن مسؤولي وزارة الحج والمؤسسات للملك الشكر والامتنان لإتاحته الفرصة لهم للسلام عليه والاستماع إلى توجيهاته السديدة للاسترشاد بها فيما يتعلق بخدمات ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين الذين هم في مركز اهتمام الملك. وقال الدكتور حجار «أشكر الله – عز وجل – الذي قدر لهذا الوطن العزيز ملوكاً يأتي في مقدمة اهتمامهم كل ما من شأنه التحديث والتطوير في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لتبقى دائماً في المكانة السامية، والمنزلة الرفيعة، لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين من مختلف دول العالم وليعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين». وقد تناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين. وعقب طعام الإفطار قدم رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكةالمكرمة للنشر والتوزيع صالح عبدالله كامل وأعضاء المجلس لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العدد الأول من صحيفة مكةالمكرمة التي ستصدرها المؤسسة بدلا عن صحيفة الندوة، ويبلغ رأس مالها 150 مليون ريال. واستمع خادم الحرمين الشريفين بحضور وزير الثقافة والإعلام إلى شرح عن خطوات المؤسسة التطويرية في ظل دعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين للصحافة السعودية. وقد تمنى خادم الحرمين الشريفين لهذه المؤسسة الصحفية الجديدة التوفيق والنجاح في رسالتها الإعلامية. بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين التقرير السنوي لأنشطة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لعام 1433ه/ 2012م الذي تضمن عرضاً شاملاً لما قام به المركز من لقاءات وطنية وتحضيرية وورش عمل ودورات تدريبية وندوات فكرية. وتشرف بتسليم التقرير أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، والدكتور راشد الراجح الشريف، والدكتور عبدالله بن صالح العبيد، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ونائب الأمين العام الدكتور فهد بن سلطان السلطان. وعبر أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن عظيم شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين، على ما يتلقاه المركز من توجيهات كريمة تدعم مسيرة الحور الوطني وترسخ مفاهيمه في المجتمع السعودي، كما توجهوا بالدعاء الخالص إلى المولى – عز وجل – أن يوفق خادم الحرمين الشريفين في مساعيه العظيمة لتعزيز لغة الحوار والإخاء بين قادة وشعوب العالم الإسلامي والعالم أجمع وأن يكلل جهد خادم الحرمين الشريفين في جمع كلمة المسلمين خلال انعقاد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة يومي 26 27 من هذا الشهر الكريم. عقب ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية من الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وأصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين. وكان خادم الحرمين الشريفين وصل مساء أمس الأول، إلى مكةالمكرمة قادماً من جدة لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام. وكان في استقباله لدى وصوله إلى قصر الصفا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعدد من الأمراء والمسؤولين.