أكد دعم المملكة لحكومة اليمن من أجل اقتلاع جذور القاعدة شدد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على أن المملكة لا تقبل المساس بأمن حجاج بيت الله الحرام، ولن تتهاون في مواجهة أي تهديد أو خطر يمس أمنهم سواء كان مما يسمى "تنظيم القاعدة" أو غيره، متمنياً ألا تظهر أي نشاطات أو محاولات تخريب، لكنها إن ظهرت فإن المملكة مستعدة، كليا، لمواجهتها بحزم وصرامة من أجل حماية الحجاج، وقال: "إننا إن شاء الله لا نحتاج إلى استعمال القوات الأمنية لكن الأمر المعروف أننا لا نقبل المساس بأمن حجاج بيت الله الحرام وسنمنع هذا بعون الله عز وجل، ثم بقدرات رجال الأمن البواسل"، مذكرا بنجاح الجهات الأمنية في القبض على فئة كانت تحاول تعكير أمن حجاج بيت الله في الأعوام الماضية، ولديها خطط مرسومة لمواجهة أي محاولة في حج هذا العام، ومؤكدا المتابعة المستمرة لأمن الحجاج مع الاستعداد والجاهزية الأمنيين. كما عزز ثقته بحجاج بيت الله الحرام وأنهم جميعا سيحترمون هذه الشعيرة العظيمة وهذا الزمان والمكان، وهي أطهر بقعة خلقها الله بجوار بيته الحرام وأن يحترموا كل ما يجب أن يحترموه، ويتعاونوا مع جميع الجهات المختصة بخدمتهم وسلامتهم وراحتهم وطمأنينتهم في أداء النسك. يسر وطمأنينة وأكد الأمير نايف أن الحجاج متساوون يحظون بكافة الخدمات والتجهيزات التي تمكنهم من أداء حجهم بيسر وطمأنينة، داعيا الدول جميعا إلى التعاون في تنظيم أمور حجاجهم وفي نفس الوقت توجيههم التوجيه السليم وتعريفهم بما يجب على الحاج بالتعاون مع المملكة العربية السعودية فيما وضعته من تعليمات تيسر أداء الفريضة دون تعارض مع النصوص الشرعية للفريضة أو إعاقة لوصول الزوار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أداء العمرة خلال العام كاملا، مثنيا على بعثات الحج التي تنسق مبكرا مع وزارة الحج وغيرها. وأوضح سموه، في المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقده بمقر قوات الأمن الخاصة بمشعر عرفات مساء أمس، في ختام جولته التفقدية لاستعدادات الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج على أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين قضت بتسخير جميع الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وبكل ما يحافظ على أمنهم وصحتهم، وتمكينهم من أداء حجهم بكل يسر وسهولة. وقال إن ما ستنفذه مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج، في جميع مجالات الصحة والأمن والسلامة والخدمات الأخرى، هي ضمن هذه الإمكانات التي تقدمها حكومة المملكة، في هذه المناسبة العظيمة المقدسة التي هي حج بيت الله الحرام. وكشف سموه عن أن المملكة لا تستبعد حدوث أي عمل تخريبي يهدد أمن الحجاج، وأن جميع الجهات الأمنية مستعدة لمواجهة أي أمر محتمل، داعيا الله ألا يحدث ذلك، تقديرا للشريعة الإسلامية، وللمسلمين الذين قدموا من مختلف أقطار العالم لأداء مناسكهم. بلد الإسلام وأكد أن المملكة العربية السعودية هي بلد الإسلام الذي لا يقر قتل الأبرياء غدرا، ودستورها القرآن الكريم، وسنة النبي المصطفى، ومع ذلك هي مستهدفة ممن يدّعون أنهم مسلمون، وأنهم لو كانوا مسلمين ما فعلوا ذلك. وأوضح النائب الثاني أن لجنة الحج المركزية شكلت من مختلف الوزراء الذين لهم علاقة مباشرة بالحج، وأن هذه اللجنة تجتمع بشكل دوري لإقرار ودراسة كل ما يخدم الحجاج، مشيرا إلى التطورات الكبيرة التي شهدتها المشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام. وأبدى رضاه حول استيعاب الجميع لمفهوم "أن المملكة تبدأ استعداداتها لحج كل عام، فور انتهاء موسم الحج الذي يسبقه مباشرة عبر مختلف الجهات"، مؤكدا على أنه يتم الأخذ بدراسة كافة الملاحظات التي يتم رصدها في مواسم الأعوام السابقة، بهدف التطوير والتعديل، وأن هناك دراسات وفرق عمل ميدانية طوال العام لتنفيذ كل ما يتعلق بالحج، سواء من حيث الإسكان، أوالمواصلات، والخدمات الصحية والغذائية. وكشف سموه عن تسجيل الجهات المختصة لزيادة بلغت 20% في أعداد الحجاج هذا العام عن موسم حج العام الماضي، متوقعا ارتفاع العدد في الأعوام المقبلة، ومؤكدا على أن المملكة مستعدة لهذه الزيادة عبر التطوير المستمر لكل ما يقدم للحجاج. وأشار سموه إلى أن العمرة والزيارة مفتوحة طوال العام، فيما الازدياد ملحوظ، أما أعداد الحجاج فهي محكومة بقرارمنظمة المؤتمر الإسلامي، وقال: المملكة ملتزمة بقرار منظمة المؤتمر الإسلامي ونرجو من الدول الإسلامية ومن يقيم فيها من المسلمين أن يلتزموا بذلك. وألمح سموه إلى أن المملكة راعت مرات عدة بعض الطلبات التي تقدمت بها بعض الدول في زيادة محدودة في أعداد حجاجها حيث سمح لها بذلك، لافتا إلى أن العالم الإسلامي يتجاوز عدده 1.400 مليون مسلم وكلهم ملزمون بأداء هذه الفريضة. وشدد على أن المملكة لا تقبل بأن تقدم خدمات متواضعة لحجاج بيت الله الحرام، ولن تتغاضى عن أي قصور يحدث، سواء كان هذا القصور من قبل أفراد أو مؤسسات أو حتى جهات حكومية، وأن هناك عقوبات وجزاءات تطال أي مقصر. ووجه سموه تهنئته لحجاج بيت الله الحرام، داعيا الله أن يتقبل حجهم، وأن يثيبهم على أعمالهم، ومتمنيا لهم السلامة حتى عودتهم إلى أوطانهم، وأن حكومة المملكة لديها ثقة تامة باحترام الحجاج هذه الشعيرة، وهذا الزمان والمكان، داعيا الجميع للتعاون مع كافة الجهات المختصة للحفاظ على أمنهم وسلامتهم. اقتلاع جذور الإرهاب وحول الأوضاع الأمنية في اليمن، شدد سمو النائب الثاني على أن المملكة يهمها الوضع الأمني في اليمن الشقيق كما يهمها أمنها الداخلي، وأن الأجهزة الأمنية في المملكة واليمن تتعاون على أفضل المستويات، مؤكدا على حرص القيادة الأمنية في اليمن على أمن اليمن، وأن المملكة لن تتردد في دعم اليمن لاقتلاع جذور القاعدة، وقال: إن المملكة وبكل ما تملكه من قدرات مع اليمن الشقيق بدون تردد، راجين أن تتمكن السلطات الأمنية في اليمن من اقتلاع جذور القاعدة الذين وجدوا أو سيوجدون في اليمن، مضيفا: "الذي يهم اليمن يهمنا تماما فهي دولة شقيقة ومجاورة، والعلاقة بين المملكة واليمن ذات جذور، فما يصيب اليمن يصيبنا وما يصيبنا يصيب اليمن". وفي رده على سؤال حول تعاون المملكة مع المجتمع الدولي في كل ما يتعلق بالإرهاب، أكد أنه تعاون طبيعي تقتضيه المصلحة الأمنية التي تنطلق من مفهوم محاربة المملكة لظاهرة الإرهاب، وأن هذه المصلحة تقتضي بأن تتعاون جميع الدول في هذا المجال.