صحيفة داير (متابعات) //يرعى ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مساء اليوم نهائي مسابقة كأس ولي العهد التي تجمع القطبين الهلال والأهلي في إستاد الملك فهد الدولي بالرياض, في لقاء يتوقع أن يحظى بحضور جماهيري مكثف، ويقوده الحكم الدولي السويسري ماسيمو بوساكا. ويفوح عبق التاريخ من طرفي النهائي الذين كانت مواجهاتهما ترمومتر الكرة السعودية والمعيار الفني الذي يقاس عليه الموسم الكروي السعودي قوة وضعفاً. ويدخل الهلال اللقاء متطلعاً لإضافة بطولة جديدة إلى خزانته هذا الموسم ستوصل رصيده من الإنجازات إلى البطولة رقم 50، مؤكداً أن وصوله إلى هذه المرحلة هو تأكيد ليس فقط على قوته كفريق (متعوب عليه من كل الجوانب)، وإنما قدرته على التعامل مع المنافسات سواء المحلية منها أو الخارجية. ويتمسك الهلال بجماعية الأداء وقوة الحضور الذهني والتركيز، وهو يعتمد على انسجام عناصره التي لعبت بتشكيل شبه ثابت تقريباً طيلة الموسم، ما أعطاه قوة إضافية تجعله متفوقاً نسبياً على منافسه اليوم. ويمتاز الهلال برباعي خط الظهر الذي أظهر مقدرة على التماسك والتغطية ونصب مصيدة التسلل والتعامل مع الكرات العرضية، ويبرز فيه على وجه التحديد أسامة هوساوي، وستشكل عودة ماجد المرشدي وجاهزيته قوة إضافية لهذا الخط أمام حارس المرمى حسن العتيبي الذي قدم مستويات مقبولة خلال المسابقة. ويتفوق مدافعو الهلال بطول القامة على مهاجمي الأهلي، ما يجعل من الكرات العالية ميزة إضافية لهم ستعقد مهمة الأهلاويين على المستوى الهجومي. ويلعب مدرب الهلال البلجيكي إيريك جيريتس بطريقة اعتادها الفريق وهي 1/5/4 معتمداً على ياسر القحطاني مهاجماً وحيداً، لكنها طريقة تمتاز بكثير من المرونة عند التنفيذ، حيث يقوم السويدي كريستيان ويلهامسون بأداور بالغة الدقة في التعزيز الهجومي، وتمرير الكرات العرضية عبر اختراقاته على الأطراف، في وقت يلعب فيه القحطاني دور المحطة حيث يستقبل الكرة ويمررها للزملاء أو يعود للخلف لسحب مدافعي الخصم وتشتيت تركيزهم فيما يتمركز البرازيلي تياجو نيفيز قريباً من مشارف المنطقة لتأمين المباغتة عبر التسديد المحكم والمفاجئ، ما يجعل مهمة المحور الدفاعي الأهلاوي بالغة التعقيد خصوصاً في ظل غياب العماني أحمد مبارك (كانو) الموقوف بالبطاقات. ويمتاز الهلال بقوة خط الوسط وقدرته على البناء الهجومي والتهديف، إضافة للأدوار الدفاعية التي يؤمنها خالد عزيز وميريل رادوي بكثير من الكفاءة والإجادة. في المقابل يبدو خط الأداء الأهلاوي صاعداً وقد قدم في الآونة الأخيرة روحاً جديدة وحماسة تعكس تعطشه لتحقيق بطولة، وساهم وجود مهاجمه المحترف فيكتور سيموز في خط المقدمة في إضفاء نكهة إضافية وقوة أكبر على خط الهجوم، خصوصاً مع عودة مالك معاذ لاستعادة كثير من تألقه. ويخشى الأهلاويون تأثر خط ظهرهم بإيقاف المحترف التونسي سيف غزال الذي سيعوضه جفين البيشي المبتعد منذ فترة عن المشاركة في المباريات، إضافة للهم والفراغ الكبير الذي سيشكله غياب كانو الذي كان يؤمن التغطية بكثير من الكفاءة أمام خط الظهر. ويبدو الأهلاويون مطمئنون إلى مستوى حارس مرماهم عبدالله المعيوف على الرغم من الهفوات البسيطة التي يرتكبها أحياناً، كما يبدون مطمئنين لوضعهم الهجومي، خصوصاً مع وجود بدلاء بمستوى حسن الراهب وعبدالرحيم جيزاوي اللذين يتحولان أوراقاً رابحة بيد مدربه البرازيلي سيرجيو فارياس، لكنهم يعترفون أن منافسهم يتفوق بشكل مطلق في وسط الميدان، الأمر الذي يتطلب منهم تركيزاً أشد لتخطي عقبة الاصطدام بهذا الخط. ويعول الأهلاويون كثيراً على الروح المعنوية، وعلى التماسك، وعلى الرغبة الشديدة في صعود منصات التتويج لحسم المواجهة، خصوصاً أن الجهاز المشرف على الفريق حرص على إبقائه في الرياض منذ تأهله للنهائي لتأمين مزيد من التركيز للاعبين وإبعادهم عن صخب الجمهور والإعلام. ويمتلك الفريقان عموماً كل الأوراق التي تؤهلهما لتقديم متعة للمتابعة في المواجهة، على الرغم من افتقاد الأهلي لخدمات أكثر من لاعب من نجومه، ما يصعب من مهمته أكثر من الصعوبة التي سيواجهها منافسه، وفي مقدمة هؤلاء الغائبين تيسير الجاسم وأحمد كانو، ومع ذلك سيسعى الأهلي إلى الفوز ليعيد البسمة لجماهيره المتعطشة للألقاب الكروية بعد غياب طال انتظاره, وليؤكد القائمون عليه أنهم يسيرون في الطريق الصحيح بعد جملة تغييرات ومبادرات عناصرية وفنية تم إدخالها على قلعة الكؤوس العتيدة، والتي تجلت في إحداث فارياس شبه (هوية) للفريق على الرغم من قصر الفترة التي أشرف فيها عليه. في المقابل سيكون الضغط شديداً على الهلال المطالب بإضافة لقب جديد، وربما يشكل جمهوره حال تأخره في التسجيل عامل ضغط إضافي قد يصب في مصلحة الأهلي إن أحسن استثماره