يتحدد مساء اليوم الطرف الأول في نهائي كأس ولي العهد، عندما يلتقي الشباب والأهلي على ملعب الأول في مواجهة ساخنة وغير قابلة لأنصاف الحلول ولا القسمة على اثنين، ومباريات الكؤوس ذات طقوس خاصة واستعدادات مختلفة ترفع من حرارة اللقاءات منذ الصافرة الأولى، ودائماً وأبداً ما يرفع المدربون شعار الحذر والحيطة. الشباب تجاوز القادسية في الدور الأول بهدفين في مقابل هدف، واتبعه بالفوز على الطائي بثلاثة أهداف في مقابل هدف، فيما تغلب الأهلي على هجر في دور ال16 بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، وألحق به الفتح بهدفين نظيفين. وعلى المستوى الفني، تتقارب الكفتان وإن كانت الأفضلية تميل لمصلحة الشباب بفضل تماسك خطوطه وحماسة لاعبيه، وتعاني الخطوط الشبابية من غيابات بالجملة، بسبب الإصابات التي أزّمت أجندة مدربه البرتغالي جايمي باتشيكو في غالب المواجهات، إذ خسر خدمات المهاجمين ناصر الشمراني والأنغولي فلافيو، وكذلك المدافع نايف القاضي الذي لحق بركب المصابين في المواجهة الأخيرة، فيما عاد أخيراً البرازيلي كماتشو وعبده عطيف بعد غيبة طويلة بسبب الإصابة، وعلى رغم ذلك فلاعبو الفريق الشبابي يملكون ثقافة الفوز، ويجيدون التعامل مع المباريات النهائية، ما زيّن خزائنه بمختلف البطولات، ولا يكاد يمر موسم من دون حصد ذهب جديد. وتتركز القوة الحقيقية في مناطق المناورة، بفضل مهارة صانع اللعب الفنان البرازيلي كماتشو صاحب اللمسات الأنيقة، والتسديد المتقن للكرات الثابتة، إضافة إلى حيوية أحمد عطيف العالية، إذ يتنقل في كل أرجاء الملعب وعلى الشقين الدفاعي والهجومي، وكذلك الكويتي مساعد ندا والشاب علي عطيف، فيما يحتفظ المدرب بالنجم العائد من الإصابة عبده عطيف إلى جانبه على دكة الاحتياط كورقة رابحة، ويشكّل ظهيرا الجنب عبدالله الشهيل وحسن معاذ قوة جبارة تزيد من خطورة الهجمة، وتصل بها إلى أعلى درجات الخطورة، ما يمنح المهاجمين عبدالعزيز السعران ووليد الجيزاني مساحات كافية بين دفاعات الخصوم، ويمتاز الأداء الشبابي بالجماعية، وسرعة نقل الكرة إلى ملعب الفريق المقابل، ما يمنحه الأفضلية الميدانية في غالب المواجهات، كما أن قوة حراسة مرماه بوجود العملاق وليد عبدالله تريح المدافعين، وتعطيهم الثقة الكبيرة بالتعامل مع محاولات مهاجمي الخصوم. وعلى الضفة الأخرى، يحشد الأهلي أسلحته لعبور المحطة الصعبة في مشوار البحث عن البطولة بعد غيبة ليست بقصيرة عن سماء البطولات، ويدرك المدرب البرازيلي فارياس صعوبة المهمة، وهو يقابل فريقاً بقامة وقوة الشباب المتحصن بالأرض والجمهور، وأداء الخطوط الخضراء تحسّن كثيراً في المواجهات الأخيرة، خصوصاً بعد انضمام المحترفين الجدد وعودة المصابين، ويعول فارياس على خبرة المهاجم مالك معاذ لزيارة شباك الخصم، وكذلك الشاب حسن الراهب الذي يشارك منذ البداية ضمن القائمة الأساسية، عوضاً عن الموقوف البرازيلي فيكتور، ولا شك في أن عودة صاحب العبدالله بعد تماثله للشفاء ستكون دعامة كبيرة لمنطقة المناورة، إلى جانب تيسير الجاسم ويوسف الموينع ومعتز الموسى، ويتحرك ظهيرا الجنب محمد مسعد ومنصور الحربي بكل حيوية، ويشكّلان قوة إضافية على الشق الهجومي، فيما تعاني الخطوط الخضراء من تواضع في حراسة المرمى، سواء حضر ياسر المسيليم أو عبدالله المعيوف، كما أن تكرار هفوات متوسط الدفاع يقلق الجماهير الأهلاوية. والمواجهة حامية الوطيس ولا بديل عن فوز فريق ومغادرة الآخر أجواء المنافسة، ما يجعل الصراع يبلغ ذروته، كما أن لغة الأهداف ستكون حاضرة في ظل حرص الطرفين على حسم الموقعة قبل الأشواط الإضافية وركلات الترجيح.