حينما يقوم الإنسان بعمل ما , فمن المحال الوصول للكمال , التقصير في العمل واقع , والاعتذار عن ذلك أمر رائع , وحينما يكون الخطأ جلياً واضحاً . حينها يكون الاعتذار اقل واجب يقدمه صاحب العمل . وليس شرطاً أن تكون أنت من ارتكب الخطأ أو تسبب به, ولكن هناك غيرك من أخطأ وقد حسب خطؤه عليك ورميت بذنبه , إما لتعايشك معه أو لتشابه بينكم أو شراكة أو قرابة ونحوها . وهذا هو ما حدث للأسف الشديد في اليوم الوطني لهذا البلد الغالي , فكم أساء قليل للكثير , وكم كدر الطين صفو الماء , وعكر الكير نقاء الهواء . جهال أساؤوا للبلد وأهله بسوء أدبهم وقلة حيلتهم وعلمهم ,تجاوزوا خطوط النظام ,وكسروا قواعد الأدب والاحترام ، بل وعمدوا إلى المجاهرة بالإساءة ونشرها عبر المواقع والمنتديات , وكأنهم هم وجهاء البلد ومن يمثله, ولم يجدوا لهم رادعا ولا حتى منكرا , ولكن حسبنا الله في ذلك , اللهم لا قول لنا إلا ما علمتنا . ( ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ربنا انك غفور رحيم ) ) أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ) آسف أقولها لكل عابد وساجد عكر الغافلون حلاوة عبادته بضوضائهم ومجونهم آسف لكل مقيم وعامل آمن اعتدى المتمردون عليه وأساءوا له آسف لكل طالب رزق أعاقت المسيرات الراقصة المخالفة طريقه , وحالت بينه وبين رزقه آسف لكل مريض تأخر في الوصل لمشفاه فازداد ألمه وتفاقم مرضه آسف لكل رجل امن اعتدي عليه وأوذي أو نيل من كرامته آسف لكل امن نهبت وكسرت ممتلكاته آسف لكل من تعرض لحادث فتأذى أو تأذى حبيب لقلبه آسف لكل رجل دين سخر منه ومن تدينه آسف لكل عائلة عاكسها ضال تابع لشهوته آسف أقولها لك يا وطني , آسف أقولها لك يا مليكي آسف أقولها للراية الخضراء آسف لكل من ظن أن تلك النماذج تمثل يومنا الوطني ... فقد اخطأ ففي وطني احتفلنا بالأمن والأمان وفيه أقيم الدين وطبقت الأركان وفيه عم النظام في كل مكان العرض والمال فيه مصان والمعتدي فيه مدان العفة والحياة شعاره والرحمة والتسامح ردائه الكريم فيه يكرم , والمقصر فيه يغرم على رايته نقشت الشهادة , وبين جنبيه أقيمت العبادة , الناس فيه سواء , ولا مجال فيه للبغي والهواء بذلك عاش واحتفل من قبلنا طيلة 83 سنه أما ماعدا ذلك فا آسف فليس هذا يومنا الوطني