كثيرا ما تقع الحوادث هنا وهناك متفرقة بين حوادث مرورية وحرائق وسيول وغيرها. ويقف الناس بجمهرة غير معتادة لمشاهدة الحادث أيا كان نوعه مسببين الزحام الشديد الذي يعوق أعمال الإنقاذ والمساعدة . البعض للأسف ينشغل بتصوير المشهد منهمكا في أدق تفاصيله ،باحثا عن لقطة مميزة وغير مسبوقة ،وكأنه يعمل مراسلا لوكالة أنباء عالمية. سمعنا الكثير من القصص المأساوية لأولئك المصورين المارقين عن حدود الإنسانية والأدب والقيم والدين والأخلاق ...فشباب يحترقون داخل سيارة يكتفي الساذجون برصد لقطات الحادث ،حتى تتفحم جثث من بداخل السيارة ..ولو كسر أحدهم الزجاج من الخارج ربما أنقذ حياتهم وكسب الذكر والأجر العظيمين . عائلات في سيارات منكوبة يكتفي السذج بتصوير المشهد دون رادع لهتك أعراض الناس في موقف مأساوي ،تنعدم معه جميع القيم والمثل. الوضع السابق سائد للأسف مع كل حادث أيا كان نوعه .ولا بد من وجود رادع لمثل هذه التصرفات الغير أخلاقية في مجتمع تحكمه قيم وعادات وتقاليد تتنافى مع هذا العمل الذي يعتبر في نظري جريمة بشرية بشعة تحتاج إلى رادع قوي لكل من تسول له نفسه الساذجة الإقدام عليه. الحوادث-وقانا الله وإياكم منها- مواقف للعظة والعبرة ومد يد العون والمساعدة ما أمكن ،وليست ميادين لسطوة العدسات والكاميرات لتنبش في لحوم المصابين والموتى أو تشوهاتهم أو عوراتهم. وفق الله الجميع لكل خير .