في أحيان كثيرة نحتاج لخسائر كبيرة وهزات ارتدادية حتى نصحو على واقعنا المرير وما حدث في ظهر الأربعاء الأسود إحدى هذه الهزات الكبيرة والتي جعلتنا نشعر بغصة في حلوقنا حسرة وندامة على مجد أضعناه بعد أن كنا أسياد قارة آسيا من شرقها لغربها أصبحنا في آخر القائمة وجاءت منتخبات متواضعة وبإمكانيات ضعيفة وتفوقت علينا فعمان ولبنان والأردن والعراق تجاوزت هذه المرحلة لتصل للمرحلة النهائية...فحين منتخبنا الوطني خرج من الباب الصغير ليودع كأس العالم قبل سنتين ونصف على بدايتها وقبل هذا المنتخب كان الفريق الأولمبي قد غادر أيضا" التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن في الصيف المقبل فالخسائر والنتائج المخيبة للآمال ليست وليدة اللحظة بل هي تراكمات لسنين طويلة منذ أن بدأ الاحتراف لدينا ومؤشر الانتصارات ينخفض انخفاضا" رهيبا" ...فلو عدنا للتاريخ قليلا" ماذا حدث لرياضتنا بعد مونديال 94م في أميركا ؟ - حققنا كأس الأمم الأسيوية في الإمارات بنفس المجموعة المشاركة في المونديال تقريبا. - ثم تأهلنا لمونديال فرنسا 98م وخرجنا من الدور الأول بخفي حنين وبرباعية فرنسية. - في عام 2000م وكأس آسيا في لبنان هزمتنا اليابان في المباراة الافتتاحية والمباراة الختامية ليخرج لاعبو المنتخب يجرون أذيال الخيبة. - ثم جاء المونديال الكارثي في كوريا واليابان في صيف 2002 م لتمطر الماكينات الألمانية شباكنا بثمانية نظيفة ونغادر من المونديال ونحن نحمل المركز الأخير في البطولة وبخسارة يشهد لها التاريخ. - في آسيا 2004 م يكاد الكثير منا لايذكر هذه البطولة لأننا شاركنا بمنتخب أقل مايقال عنه بالهزيل لنودع البطولة من الدور الأول. - في ألمانيا 2006 م وكأس العالم خرجنا أيضا" بهزيمة من منتخب أوكرانيا برباعية نظيفة لنستقل أول الرحلات المغادرة لألمانيا. - في عام 2007م جاءت العراق المنهكة بالجراح والدماء من حربها الأخيرة وبمنتخب فيه كثير من الفرقة والتحزب بين لاعبيه ومع ذلك تغلبوا على جراحهم واستطاعوا أن يحققوا البطولة ويسلبوها من أيدينا. - في 2010م خرجنا من تصفيات مونديال أفريقيا ومن هو المنتخب الذي أخرجنا؟..إنه منتخب كوريا الشمالية تلك الدولة الشيوعية المنغلقة على العالم وليس لديها لاعبين محترفين ومن دون أي تاريخ يذكر لها في الرياضة لتجبرنا على تجرع الحسرة والألم. - في آسيا 2011م في دوحة قطر أيضا" منتخب الساموراي الياباني يدك شباكنا بخماسية أشكال وألوان لنخرج من البطولة بعد أن تفوقت علينا دول عربية شقيقة كنا نرى مواجهتهم كتحصيل حاصل فتأهلوا وتركوا لنا المركز الأخير فهنيئا" لنا هذا المركز. - وفي يوم الأربعاء الماضي أخرجنا بل طردنا الكنغر الإسترالي شر طرده لنودع كأس العالم المزمع إقامتها في أجمل بلد يلعب كرة قدم...ويا لها من مرارة أن نرى العالم يلعب ويصارع من أجل أن يرفع كل بلد شعاره عاليا" في أكبر التظاهرات الرياضية... كل هذا التاريخ والانحدار عاما" وراء آخر ونحن لازلنا نعاني من بيروقراطية قاتلة هي سبب هذا التدهور الرهيب فأي احتراف هذا ولاعبينا المحترمين غارقين في سهراتهم الماجنة أي احتراف ونجومنا يظهرون موسمين ثم يختفوا أي احتراف وإعلامنا يمارس هذا التعصب المقيت حتى سيطر على جماهيرنا ووصل للسيطرة على أسماء لاعبي المنتخب....هل هذا احتراف أم انحراف ؟ عذرا" ياوطني فشبابك ليسوا على قدر المسؤولية ليحملوا راية التوحيد خفاقة