( دليل المحبة سيدي ) أ.جابر بن ملقوط المالكي حبانا الله بنعم لا حصرلها , ولامثيل يباريها , أظهر هذه الآلاء نعمة الأمن التي نتذوق بها لذة العبادة والعيش , وزاد الله هذه الميزة رسوخا بقوة سلطان لا تذعن لتهديد ولا ترعوي لوعيد , تصون الحدود , وتضرب على أيدي الخارجين بيد من حديد , ثم أحكم الحكيم نسج ثوب هذا الكيان بألفة لا سابق لها , ولا لاحق , فالمواطن يرى ولاة الأمر يرعاهم الله هم العهد والميثاق , والأب والحب والأشواق , في تمازج عجيب وتوارد محبوك , لا يفطن سببه , ولا يدرك موجبه إلا بعد تلاوة الآيات , وتدارس الأحاديث التي قام عليها أمر هذه الدولة بملوكها الميامين . فلا غرو إن أعشبت الصحاري , وأزهرت الفيافي , وذعذعت مع هسهسات نسيم البحر أعذب القوافي , فالمجد والتاريخ عبد العزيز , والحاضر عبدالله , والملك لله ثم لآل سعود , فهنيئا لنا سكنا اهتمامهم , ومضينا للأمام بسلطانهم , فلهم الولاء والفداء والسمع والطاعة . ومن أعجب ماصادفت في حياتي الممتدة للأربعين , ما مر بي خلال يومين , فلقد تمتعت بإجازة نهاية الأسبوع بعيدا عن محافظتي الوادعة الهادئة (الداير) لأعود إليها منتصف ليلة السبت , وما إن شارفت على حدودها حتى خالجني شعور غريب رأيت أنوارا تتلألأ , وطرقا جذلى كأنما تضحك ملأ شدقيها , وأحسست الجبال تتراقص فقلت في نفسي : دعك ياهذا من إحساس الشعر , فغدا يوم جديد , وعمل جهيد , ودلفت إلى بيتي ثم فراشي , وحاولت إغماض عيني , ومع أول حلم جميل لقيتني أردد: (عيدي ياديرتي عيدي...غدا يهل بالفرح سيدي), فطربت قليلا وعدت للمنام دون استعاذة وواصلت نومي وسط حشد هائل من الهتاف والتصفيق وأنواع القصيد ,و قمت بفضل الله لصلاة الفجر وتجهزت للدوام , وإذا بي أرى مداخل محافظتي تعج بالأزهار , وهنا وهناك زرافات من العمال والأطيار , وصباح مشرق لم تلبث شمسه أن توارت بالحجاب , وسط أفراح الطبيعة والإنسان , لأسمع في مدرستي (القعقاع) كلام الزملاء عن زيارة تفقدية مرتقبة لسمو سيدي أمير منطقة جازان لمحافظتنا , وإذا ببعض الإخوة يتهم بلدية محافظتنا بالنفاق لاهتمامها المبالغ فيه فرددت بعد تسابق صور البارحة في خيالي وانثيال أفكاري , وفرحي بصدق تعبيري لرؤياي الأدبية :إن لولي الأمر حق , وإذا لم نتجمل الآن فمتى سنتجمل ؟! ولمن ؟!. ومضيت وكأن القدر يقول لي :اصبر ,وسترى العجب , طبعا صمت لساني وانطلقت للحصص لأنتهي من أجمل أيام التدريس وأعود لبيتي , وأسترخي مرتاحا , ثم أصحو من نومي مع صلاة العصر , لأسمع خرير الماء , وقصف الرعد , وأستمتع برؤية السحب وزخات المطر من كل حدب وصوب , وكأن الطبيعة الصامتة ترد على الألسن المنتقدة وهي تستعد لمصافحة عيني سمو الأمير قائلة : وهل في الغيم والديم نفاق؟! وهل في الزهر والمطر مجاملة ؟! . أحبابي : تفاءلوا بالخير فأنتم بين يدي الخير , افرحوا اليوم وغدا وبعد غد بولي الأمر بوجه السعد , وتعاونوا على البر والتقوى .