الوزارة والقيثارة قضينا من أعمارنا أياماً نضرع إلى الله نشكو يباس الزرع ,وزوال الطلع, وجفاف الضرع, وذات صباح تدثرت السماء وشاح الغيم, وتضاحكت صفحة خد الأرض تحت قبلات المطر وجال ريق السحاب سيولاً تختلج الوهاد كشلالات حب جارف ,وعمت الفرحة وانتشرت السعادة , ومنعتنا الدراسة حينئذ الخروج للنزهة والفرحة فكبتنا المشاعر وأسررنا وجهرنا بالدعوات ليتصادف موعد المطر القادم مع الإجازة الأسبوعية فاستجاب الله الدعاء ,وعقد السحاب العزم على إسعادنا بمشيئة القاهر القادر - عز وجل - و بدا الأمر وكأن المزن حزبت على دك الجبال , وبلوغ الخلال, فاصطفت طلائعها البيضاء برايات سوداء فوق جبال بني مالك وما جاورها وأخذت تتبختر من جبل لآخر ملوحة بالرعد تارة وبالوشيل تارة أخرى , فأسلمنا أمورنا للحبور والسرور , وانتظرنا همي السماء بشوق ذرات الصحراء لقطرات الماء , وبينما عقارب الساعة تشير للثانية بعد الظهر,كانت ذوائب المدرار تنضح وجه الدياربزخات ورشغات من عطور الغيث , فعجت روائح الندى وابتل الثرى وجرت السيول وامتلأت الحقول, واجتمع الصفاء والنقاء وبلورات الماء وخرجنا زرافات ووحدانا نمتع أبصارنا , ونعمل بصائرنا في روعة الخلق وجمال المنظر , وقدت سيارتي كي أعلو أحد جبالنا الشرقية (خاشر أو حبس أو عثوان ) فلما اقتربت من بداية الخط الموصل إليها لفت نظري حشد هائل من البشر خلتها تتفرج للمحشر , أو هي تنتظر الأضحى آخر العشر ,فحدثت نفسي بضرورة رؤية مايدور.. أوقفت سيارتي وترجلت منها لمسافة تقترب من النصف كيل أو تزيد , دافعت خلالها بغاربي عشرات الرجال , ودفعت بيدي بعض الصغار حتى وصلت لمنحدر يشرف على وادي (هراين )ولا أدري بسبب المسمى , لكنني رمقت على الضفة المقابلة العشرات حالهم كحالي , فسألت ما بالكم هكذا؟ فأجابني أحدهم : ألا ترى ما نحن فيه بعضنا بيديه علاج مريض السكر أو الضغط أو الحمى ومحجوز هاهنا , والآخر اتصلت عليه أمه تئن , أو زوجته توشك على الولادة وتريد المستشفى فاحتبس هنا لعدم وجود ( كبري ) يربط بين تلك الجبال وسواها من حواضر محافظة الدائر وباقي المدن ,فلا يوجد غير تلك العبارة , التي يسد فاها النزراليسير من الطمي والغثاء, فكرهت نفسي من هول المآسي , وعدت لسيارتي ويممت وجهي تلقاء الخط المؤدي لجبل طلان و الحشر والقرحان , وماهي إلا دقائق حتى تكرر المشهد أمامي على مسرح ( وادي جورا) بأبطال جدد ومأساة تتوالى , فازدريت العبارة بسب العبارة ولقيتني أردد: تلقيت التهاني أنشأت وزارة النقل لخطنا عبارة فرح الجميع تراقصوا ونثر الكل حولها أزهاره إلا السيل أفناها عند اعتراضه ردماً بالحجارة ونقل إلينا إشارة كانت أبلغ من ألف عبارة أيصرف الوادي العميق في فتحة تشبه القيثارة ؟ ليت شعري ما الذي أعمى ناظريك أيتها الوزارة ؟ لملمت بسمتي المتناثرة فقد تجرعت كاس المرارة وعلى شفتي ذوى سؤال قد أذاب إحساسي في مهارة لله درك دولتي.... رعيت إن جهودك جبارة ولكنه المقاول لما أدرك بعد المسؤول شن غارة وضميره توارى كعينين اختفتا من خلف نظارة لوى الجدد عامداً فبدت في حبكة تشبه الزنارة وأقام من نفسه صياد أرواح ولكن بأبشع سنارة زين له الشيطان كسباً وإن النفس بالسوء لأمارة ماضره لو أنه اعتذر أوحتى صلى صلاة الاستخارة فغداً سيلقى الموت وتنشر الصحائف وقتئذ أخباره ويسائله منكر ونكيرمن اين لك سيارة وعمارة؟؟ يضربانه بمطرقة تفل صلب الحديد وتقطع أوتاره ماذا فعلت بدولتك كستك فصليت من غير طهاره ؟؟ ذق فإنك أنت العزيز في دار كل كسبك فيها قذارة ولم أدرك حالي إلا وأنا أدلف من باب بيتي أنظر موضع مفتاحي وأتذكر العبارة ؟؟؟ الأستاذ/ جابر ملقوط المالكي