بين جمعتين وخميسين للشيخ / علي بن حسن الكبيشي جمعة الترقب وجمعة الانتظار ، وفرق بين الترقب والانتظارفالترقب عادة ما يشوبه الوجل ، والانتظار عادة ما يحوطه الأمل وكلا الجمعتين سبقهما الخميس ، وفرق بين خميس وخميس ، فخميس الجمعة الأولى ، كان خميس حقن وشحن ورهان حتى توهم البعض جمعا ولا جمع حنين ، وروجت العالم حتى ظن البعض أنه مع الصباح سيرى جمعة ولا جمعة التحرير ، فخابت الظنون وارتدت أبصارهم خاسئة وهي حسير وأتم الله النعمة ولم تقم قائمة للفتنة ، وعاد المؤمنون وانقلبوا بفضل من الله ونعمة لم يمسسهم سوء وزال الوجل وأقفل مرصد الترقب وحمدنا الله عز وجل . وأما خميس الجمعة الثانية ، كان خميس تطلع وطموح وأمل بهطول خير ومغنم ونعم ، كان أول غيمها إطلالة ولي الأمر أطال الله في عمره على طاعته وكان أول قطرها شكر المولى على ما أولى ، وشكر المواطن على ما أوفى وطل نداها ذكر العلماء ورثة الأنبياء ، وصيب بردها رجال الأمن الأوفياء ثم جاء سيلها الذي تحدر ، فامتلأت شعاب وسالت أوديه وبلغت بحار اللهم صيبا نافعا ، اللهم أنزلها منزلا مباركا وأنت خير المنزلين وهكذا كانت نهاية جمعة الوجل والترقب على يد الرعية الوفية ونهاية جمعة الأمل والانتظار على يد الراعي بالأوامر الملكية . حفظ الله العباد والبلاد من كل شر وفساد .. الكاتب الشيخ / علي بن حسن الكبيشي