هذه ظاهرة تنتشر بين بعض الأسر في القطاعات الجبلية بصفة عامة وهي قتل براءة الاطفال من غير قصد من قبل الاباء والاسرة والمجتمع وهي عن طريق انتزاع صفات الطفولة منه ووضع صفات الكبار فيه وذلك بعدة طرق والتي منها عند سن السادسة او السابعة تجدهم يلبسون الطفل بمايسمى الشفره او الجنبية او المنقلة او الخنجر وقد يختلف المسمى من قبيلة الى قبيلة ولكن العامل المشترك هو سلاح ابيض يلفه حول بطنه !! يزرعون في الطفل روح الرجل الكامل ويحرمونه من طفولته وبرائته حتى عندما يأتيهم ضيوف يرفضون ان يلعب الطفل مع ابناء الضيوف بل تجهدهم يقولون (عيب انت رجال اجلس مع الرجال) قابلت احد الاطفال في احد المواقع في القطاع الجبلي طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره وقد لبسوه ذلك السلاح الابيض الذي يلتف حول منتصفه واذا بعيناه تكاد تأكلني والقسوة والشدة تعم وجهه ! وكانه يقول اني كبير وشجاع , سلمت عليه وتكلمة معه واذا به يرفع صوته يقلد الكبار ويتخاطب بلغة أبن العشرين ! يحاول ان يقول لي بملامحه انا كبير ورجل ولست بطفل ! ياللهي من اخفى ابتسامته وبراءته وطفولته وافترسها بأفكاره الخاطئة ! اذا كان الشخص منكم فعلاً يريد لأبنه الصلاح والمنشأة الطيب ليس بهذه الطرق بل هناك طرق كثيرة وتعاملات أجدر ان تستخدم مثل تعليمه القرآن وتعليمه الفروسية والسباحة واللغة الانجليزية وتحذيره بطريقة لبقة وجميله من الاختلاط بمن يتعاطى القات وتعليمه بعض الاشياء التي تفيده ولاتقتل براءته .اما تلبسه ثوب البداوة والخنجر وتركه بين الرجال الكبار ومنعه من الاحتكاك بجيله من الاطفال واللعب معهم والتخاطب معه بلغة الكبار فهذا سوف يخلق منه شخص شديد لديه نفور وهذا خطأ يقع فيه الكثير من ابناء القبيلة في المناطق الجبلية . دعوا للأطفال برائتهم لاتسلبوها ارسموا الابتسامة على شفاههم ولكل سن تصرف وطريقة تربية تتلائم مع فطرته وزمنه . جابر موسى الريثي