تبدأ هذه المعاناة من الساعة الخامسة صباحاً إلى ساعات متأخرة من النهار حيث يقضي معظم سنوات شبابه في العمل المتواصل والدؤب وبين الأمراض والبرك المنتشر فيها الناقل لمرض الملاريا متنقلا من وادي لوادي في شدة الحر والشمس الحارقة والتنقل اغلب الأوقات مشيا على الأقدام ، بل حتى في أوقات الإجازات الرسمية كإجازة الأعياد تجده في دوامه مبكرا ، وإن غاب تجد الخصم من هذا الراتب البسيط له بالمرصاد ، بل ما هو الراتب والمقابل الذي لا يفي بمتطلبات يومه وقوت عياله إنهم عمال محطات الملا ريا ( العمال الموسميين ) . يقضي معظم سنوات شبابه في خدمة بلاده وحفظها بعد الله عز وجل من انتشار الأمراض والأوبئة في الوديان والشعاب والجبال دون مقابل غير راتب يصل في معظم الأحيان إلى 1950 ريال شهرياً مقطوعة بدون زيادة سنوية وزد على ذلك لا يصرف في الوقت المحدد وليس لديهم تأمينات اجتماعية أسوة بالقطاع الخاص ، ولا تقاعد بعد خدمته سنوات طويلة في هذا المجال بل والأدهى والأمر في حالة وفاته وهو على رأس العمل لا يعوض ذويه بأي شيء . هل يعقل هذا في بلاد الإنسانية هل من إنسانية في هذه البلاد أو أنها ماتت واندثرت معاني هذه الإنسانية . هذه معاناة شريحة من أبناء هذا الوطن فهل من مغيث لهؤلاء الفئة من مجتمعنا فربما هذا العامل هو أخوك أو أبنك أو صديقك أو جارك ، وهل لأصحاب القرار في هذه الحكومة الرشيدة وقفة جادة مع هؤلاء ، وهل نجد يوما من الأيام ترسيم لهم ولو بعد سنتين كحد أعلى أسوة بالعمال في القطاعات الحكومية الأخرى الذين تم ترسيمهم قبل فترة إلى مراتب ذات دخل شهري جيد ، أتمنى من المسئولين في وزارة الصحة النظر لهؤلاء بعين العطف وإن يتم دراسة ترسيمهم أسوة بغيرهم ، بل أعلم أن هناك من العمال الموسميين من بلغت سنوات خدمته 9 سنوات وأكثر ، فهل تضيع عليه هذه السنوات هباءً منثورا . وهذه دعوة أيضا لإدارة مكافحة الأمراض بصحة جازان بأن يكون لهم دور في الرفع للمسئولين في هذه البلاد المباركة في النظر في أمر هؤلاء الفئة ، لأن ولاة الأمر وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية يحفظه الله من أشد الحريصين على راحة المواطن وحفظ حقوقهم .