تستضيف العاصمة القطرية الدوحة مساءاليوم الأربعاء في تمام الساعة الثامنة بتوقيت مكةالمكرمة مباراة دولية ودية في كرة القدم من العيار الثقيل بين منتخبي البرازيل بطلة العالم خمس مرات والأرجنتين مرتين على استاد خليفة الدولي. وتستحوذ لقاءات الفريقين دائماً على اهتمام كبير، سواء كانت ضمن منافسة رسمية أو مواجهة ودية، ومن المتوقع أن تكون مدرجات استاد خليفة، الذي يتسع لخمسين ألف متفرج ممتلئة بالكامل بعد الإقبال الكبير على شراء التذاكر كما حصل العام الماضي عندما احتضن الاستاد ذاته مباراة نوعية أخرى جمعت البرازيل وإنكلترا وانتهت بفوز الأولى بهدف دون مقابل. وتأتي هذه المباراة قبل أشهر قليلة من انطلاق بطولة كوبا أميركا 2011 والتي تستضيفها الأرجنتين وتسعى فيها البرازيل للدفاع عن اللقب الذي أحرزته على حساب الأرجنتين بالذات عام 2007 في فنزويلا. وعانى المنتخبان كثيراً في النسختين الأخيرتين من كأس العالم، وكان الخروج من ربع النهائي، مصير كل منهما. في مونديال جنوب أفريقيا 2010، خرجت الأرجنتين بإشراف نجمها السابق دييغو مارادونا من الدور ربع النهائي بخسارة قاسية أمام ألمانيا صفر-4، ولحقت بها البرازيل بقيادة نجمها السابق أيضاً كارلوس دونغا من الدور ذاته بخسارته أمام هولندا 1-2. وكانت الأرجنتين فازت على جمهورية أيرلندا (1-صفر) في أول مباراة ودية لها بعد كأس العالم ثم سحقت إسبانيا بطلة العالم 4-1 قبل أن تخسر أمام اليابان (صفر -1)، فيما حققت البرازيل ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات أمام كل من الولاياتالمتحدة الأميركية (2-صفر) وإيران (3-صفر) وأوكرانيا (2-صفر). وتشير الأرقام إلى تفوق صريح للبرازيل منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، إذ حصد منتخب السامبا خلال هذه الفترة لقب كأس العالم في عامي 1994 و2002 بالإضافة لثلاثة ألقاب في كأس القارات وأربعة ألقاب في كوبا أميركا بينما خرج المنتخب الأرجنتيني خالي الوفاض من جميع البطولات في نفس الفترة. وسيسعى الأرجنتينيون في هذه المباراة إلى التخلص من العقدة البرازيلية، إذ يعود آخر فوز لهم على غريمهم التقليدي إلى العام 2005 (3-1) في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2006 في ألمانيا في حين فازت البرازيل في أربعة لقاءات من أصل خمسة جمعت بينهما كان آخرها في عام 2009 في بوينس أيرس حيث فازت البرازيل 3-1. ولن تقبل جماهير منتخب التانغو أي خسارة جديدة بعد هزيمة منتخبهم الثقيلة أمام المنتخب الألماني بأربعة أهداف نظيفة والتي أطاحت به من دور الثمانية في المونديال الفائت. ويبدو منتخب التانغو في الوقت الراهن بصحة جيدة لأن معظم عناصره الأساسيين ظهروا بمستوى رائع مؤخراً، وفي مقدمتهم ليونيل ميسي الذي يواصل تألقه في صفوف برشلونة الإسباني وغونزالو هيغواين في ريال مدريد وغابريال ميليتو في إنتر ميلان الإيطالي. ويحافظ منتخب التانغو على معظم لاعبيه الذين شاركوا في المونديال الفائت، رغم تولي سيرجيو باتيستا مهمة الإشراف الفني عليه، فيما أجرى المدرب البرازيلي، مانو مينيزيس تغييرات بالجملة على تشكيلة البرازيل بضخ دماء جديدة بغية بناء فريق للمستقبل على حد قوله، فضلاً عن استدعاء بعض الوجوه من الحرس القديم أمثال نيلمار وداني ألفيش وروبينيو و رونالدينيو صاحب الخبرة الدولية الكبيرة والذي غاب عن المنتخب في الفترة الأخيرة من إشراف كارلوس دونغا خصوصاً في مونديال 2010. وكان المنتخبان وصلا أمس الاثنين الدوحة بكامل نجومهما، فأجرى المنتخب البرازيلي بقيادة مدربه ميزينيس مرانه الأول على استاد نادي الغرافة في حين توجه المنتخب الأرجنتيني بقيادة مدربه باتيستا إلى ملعب نادي قطر لإجراء حصته التدريبية. ولدى وصوله الدوحة، حظي الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم نادي برشلونة الإسباني باستقبال مميز من الجماهير كما استقبل نجوم السامبا بحفاوة أيضاً وخصوصاً لاعب ميلان الإيطالي، رونالدينيو العائد إلى التشكيلة بعد غياب دام لوقت طويل. وأنهى الاتحاد القطري لكرة القدم الاستعدادات الخاصة باللقاء، وقرر في اللحظات الأخيرة تأجيل مباراة منتخبه مع هاييتي إلى الخميس المقبل في آخر تجاربه لخوض منافسات "خليجي 20" من 22 الجاري حتى الخامس من الشهر المقبل في اليمن. وكان من المقرر ان تلتقي قطر وهاييتي قبل مباراة البرازيل والأرجنتين.