في مباراة لتحديد ملامح بطل الدوري : حسن الشهري : (البطولة) في لقاء يحدد الكثير من ملامح صدارة دوري زين يلتقي فريقا الشباب و الهلال في مباراة مؤجله من الأسبوع التاسع نظرا لمشاركة الفريقين في دوري أبطال آسيا. الفريقان يدخلان اللقاء بطموح واحد و هو مواصلة السعي للظفر بدوري زين لهذا العام . المتصدر الهلال برصيد 38 نقطه سيعني فوزه الإنفراد التام بالصداره بفارق 8 نقاط عن صاحب المركز الثاني الإتحاد و بالتالي يجعل مهمته منافسيه في اللحاق به أشبه بالمستحيله . في المقابل نجد أن فوز الشباب سيقفز به للمركز الثاني برصيد 34 نقطه أي بفارق 4 نقاط فقط عن الهلال و هذا ما يجعل حظوظه أكبر في الفوز باللقب في حال تعثر باقي المنافسين. إذاً هي ثلاث نقاط غاليه جداً في لقاء (الصداره) كما يحمل في طياته و الذي سيقام على ملعب الأمير فيصل بن فهد و بإدارة طاقم أجنبي بقيادة الحكم المجري استيفان فاد و مساعداه فينسيل توث واستفان البرت وسعد الكثيري كحكم رابع و طاقم التحكيم الأجنبي هذا تم اختياره بناءاً على طلب من الإداره الشبابيه بحكم أن الشباب هو الفريق المستضيف.في اللقاء ظروف و حسابات معقده كثيره سنناقشها من خلال هذه القراءه التحليليه لواقع المباراه و ظروف كل فريق. الشباب و غياب مؤثر لعطيف أخوان بكل تأكيد أن غياب نجمين بحجم أحمد و عبده عطيف هو غياب من الصعوبه بمكان تعويضه مهما كانت الأسماء الحاضره في التشكيلة الشبابيه . فالثنائي لديهما موهبه فريده قلما نجد مثلها في ملاعبنا السعوديه و هي موهبه يغلب عليها الطابع المهاري الممتع الذي يسخره الثنائي لخدمة المجموعه ككل. هذا الغياب يجبر الأرجنتيني هيكتور مدرب الفريق للإستعانه بالنجم الصاعد علي عطيف و الذي يحاكي أدائه بشكل كبير أخيه عبده عطيف . و أيضا لدى هيكتور خيار اشراك عمر الغامدي أو عبدالملك الخيبري في خانة محور الإرتكاز بدلاً من أحمد عطيف. الشبابيون لا يتمنون غيابات أخرى رغم حالة الشكوك التي تحوم حول اصابه تعرض لها الحسن كيتا من خلال التدريبات إلا ان غيابه عن المباراه الهامه لم يتأكد حتى ساعة كتابة هذا التقرير. الهلال و جملة من الغيابات الشباب بالتاكيد هو أفضل حالاً من ضيفه الهلال إذا ما قارنا عدد الغيابات في كل فريق . فالهلال سيفتقد لخدمات مهاجمه ياسر القحطاني بداعي الإصابه و أيضا المحترف السويدي ويليهامسون قد يغيب لإصابته في المباراه الأخيره أمام الأهلي في كأس ولي العهد . لعنة الاصابات في الهلال لم تتوقف عن هذا الحد بل طالت كلاً من عبدالله الزوري و عبداللطيف الغنام و سلطان البرقان و عبدالعزيز الدوسري . تلك الغيابات بداعي الإصابه ليست المعضله الوحيده في صفوف الفريق الأزرق و لكن المعضله الأكبر التي يواجهها كالديرون هي كيفية تعويض أهم عناصر الفريق و هو المحترف الروماني رادوي الموقوف من قبل اللجنه الفنيه لسلوكه المشين في مباراة الوحده السابقه. كالديرون و من خلال مباراة الفريق الأخيره أعاد خالد عزيز للتشكيلة الهلاليه مره أخرى و أستعان بالمصري أحمد علي في الهجوم وحيداً و زج بالشاب محمد القرني للعب بجانب خالد عزيز مع اعطاء حرية أكبر للفريدي للتقدم للأمام. كل هذه التغييرات الهلاليه أتت ثمارها في لقاء الأهلي فرأينا أداء هلالي ممتع توجه الفريق بالتأهل للدور نصف النهائي في المسابقه ذاتها. تشكيلة الفريقين المتوقعه الشباب حراسة المرمى: وليد عبدالله الدفاع : زيد المولد – مساعد ندا – تفاريس – عبدالله شهيل الوسط: كماتشو – فهد حمد – عبدالملك الخيبري – علي عطيف الهجوم : الحسن كيتا – ناصر الشمراني الهلال حراسة المرمى : حسن العتيبي الدفاع : شافي الدوسري – ماجد المرشدي – أسامه هوساوي – لي يونق الوسط : نواف العابد – أحمد الفريدي – خالد عزيز – محمد القرني – محمد الشهلوب الهجوم : أحمد علي انزو هيكتور سيلجأ للهجوم ترتيب الفريقين في سلم الدوري و رصيدهما النقطي يفرض على الأرجنتيني هيكتور التوجه الهجومي في المباراه و محاولة المبادره بالتسجيل. هيكتور من المدربين الذين يتعاملون مع المباريات بواقعيه كبيره و رأينا ذلك في حالات كثيره كان آخرها عندما اوعز لفريقه في مباراة النصرالدوريه بالتراجع طيلة الشوط الثاني للمحافظه على التقدم اللي ناله من خلال شوط أول هجومي. إذاً الواقعية هي الدافع الأساسي للنهج الهجومي الذي نتوقعه من هيكتور بإعتماده على خطة لعب 4-4-2 يركز من خلالها على الهجوم عن طريق الأطراف بتقدم الظهيرين السريع عبدالله شهيل و الخبير زيد المولد. فعالية الأطراف ليست الحل الوحيد الذي يتسلح به هيكتور بل لدية سلاح مؤثر جداً و هو البرازيلي كماتشو المميز جداً في الكرات الثابته و هو من صنع هدفي فريقه في مباراة النصر الأخيره بفضل كرتين ثابتتين. هجوم الشباب لا يضيع الكثير من الفرص بوجود هداف الدوري ناصر الشمراني و الغيني الخطير الحسن كيتا و الذي سجل في كل مباراه منذ قدومه. الشباب يقدم كره هجوميه سريعه و لكن رتم الفريق يتفاوت في المباراه نفسها فتارة نجد هناك سيل هجمات شبابيه من الأطراف بالتحديد و كثافه هجوميه كبيره في العمق و تارة نجد أن الشباب يعاني حتى تصل كراته للثلث الهجومي مع استسلام المهاجمين التام للرقابه. هذا التفاوت في الأداء الشبابي في كل مباراه و أيضاً من مباراه إلى أخرى يضع أكثر من علامة استفهام حول قدرة الفريق على الخروج بنتيجة ايجابيه في كل مباراه و بالتالي قد تتعطل مسيرة الفريق من مباراه إلى أخرى. هيكتور أيضاً لن يغفل الضعف الدفاعي لن يغفل هيكتور النواحي الدفاعيه في فريقه رغم النوايا الهجوميه التي نفترضها هنا و تفرضها الرغبه في التنافس. فالشباب فريق يعاني من خط دفاعه كثيراً و قد تكون التغييرات الكثيره في المزيج الدفاعي سبباً في هذه المعاناه. فالدفاع الشبابي يفتقد لعامل الإنسجام المهم بين عناصره فعلى سبيل المثال نرى أن زيد المولد الذي شارك في المباراه الأخيره كان غائباً عن المباريات التي سبقتها و عبدالله شهيل يحضر ثم يغيب بدواعي الإصابه و أيضا قلبي الدفاع ندا و تفاريس يحتاجان لعدد مباريات أكبر للتكوين ثنائي قادر على تبادل دوري اللاعب المساك و الآخر الليبرو. هذا التناغم الدفاعي يفتقده الشباب و قد نرى الكثير من الأخطاء في هذا الخط في حال استمت الهجمات الهلاليه بعاملي السرعه و المباغته. هيكتور إن أراد الفوز عليه أن يحافظ على مرمى وليد عبدالله نظيفاً و هذا لن يتم إلا بالتنبيه على المدافعين بتقليل اخطائهم أمام المرمى و التركيز في تخليص الكرات بطريقة سليمه و أيضاً بالإيعاز لمحوري الإرتكاز الخيبري و حمد بعدم الإفراط في التقدم و تضييق المساحات على مفاتيح اللعب الهلاليه الشهلوب و الفريدي و عابد. كالديرون يهاجم بمزيج الخبره والشباب هكذا أرادها كالديرون من خلال المباراه الأخيره للفريق أمام الأهلي في كأس ولي العهد في ظل النقص الكبير الذي يعاني منه الفريق . فرأينا فريقاً يهاجم بضراوه مستغلاً خبرة الشلهوب في صناعة الألعاب و حيوية الفريدي و العابد في التوغل الدائم لمنطقة جزاء الخصم و تفكيك الدفاعات بالمهاره و السرعه . هجوم الهلال تجلى كثيراً رغم اعتماد كالديرون على مهاجم وحيد و هو المصري أحمد علي الذي نجح في تسجيل الهدف الأول لفريقه وساهم في الهدف الثاني مؤكداً بأنه صفقه ناجحه للفريق الأزرق. كالديرون مع الهلال يعتمد على تحرير نجومه من المركزيه التقليديه فلا نرى أي تقييد للفريدي و العابد مثلا بمركز معين بل هناك تبادل مستمر للمراكز في حين يبقى الشلهوب بمثابة محور الهجمات التي تعود إليه الكره لتغيير مسار الهجمه أو بدايتها مره أخرى. قوة الهجوم الهلالي تكمن في الحلول الفرديه للاعبيه و عندما قلنا بأن الشباب فريق يفاوت أداء هجومه خلال دقائق المباراه فإن الهلال من الفرق القلائل التي تهاجم طوال التسعين دقيقه و لم يعرف عن الهلال التراجع للخلف حتى و الفريق يتقدم بالنتيجه. الهدافون في الهلال كثر و احتمال التسجيل وارد حتى في الكرات الثابته القريبه عن طريق الشلهوب أو الركنيات بتقدم أسامه هوساوي و ماجد المرشدي. ظهيري الجنب في الهلال لا يساندون الهجمه بنفس الفعاليه في الشباب و لكن قد نرى تقدم الكوري الجنوبي لي يونق بينما يكتفي الظهير الآخر شافي الدوسري بالدور الدفاعي. كالديرون يسد ثغرة الظهير الأيمن لعل من أبرز الإيجابيات الهلاليه من لقاء الأهلي الأخير هو عودة الظهير الأيمن الكوري الجنوبي لي يونق للمشاركه مره أخرى مع الفريق و استبعاد محمد نامي نقطة الضعف الواضحه في خط الظهر الهلالي و الذي كلف وجوده الهلاليين هدفين في ظرف دقيقتين. إذاً دفاع الهلال بعودة لي يونق و تألق شافي الدوسري يكون بوضع مطمئن نوعاً ما إذا ما قلل المرشدي من أخطائه الكوراثيه و وجد هذا الخط المسانده الكافيه من محوري الارتكاز العائد خالد عزيز و الشاب محمد القرني . الدفاع الهلالي سيتأثر بالتأكيد بإبتعاد الروماني رادوي و الذي كان يشارك كمحور ارتكاز وحيد مع تفريغ الفريدي للنواحي الهجوميه .أما الان فكالديرون لن يجازف بترك عزيز وحيداً بل سيشرك بجانبه محمد القرني للحد من خطورة كماتشو و إغلاق المساحات أمام الحسن كيتا و الذي يفضل المساحات لاستغلال سرعته. على الورق الهلال لا يخشى من دفاعه كثيرا للانسجام الواضح فيه و وجود مدافع متمكن بقدرات أسامه هوساوي. هيكتور هل يكرر تفوقه على كالديرون من خلال تدريبهم لفريقي الشباب و الإتحاد تقابل المدربان في عدة لقاءات سابقه لعل من أبرزها اللقاء الختامي على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال و الذي تواجه المدربان من خلاله مرتان. الأولى في عام 2008 و انتهى لمصلحة انزو هيكتور بثلاثه أهداف مقابل هدف. فيما كان اللقاء الثاني في العام التالي مباشره و انتهى أيضا لمصلحة هيكتور برباعيه نظيفه. تفوق هيكتور في مباريات سابقه لا يعني بالضروره التفوق المطلق لذلك قد نرى مباراه مختلفه بكل تفاصيلها هذه المره و قد يكون لكالديرون كلام آخر. كل الأماني لقراء البطوله بمشاهدة ممتعه. حسن الشهري