يستهل المنتخب العماني لكرة القدم رحلة الدفاع عن لقبه في بطولة كأس الخليج بمواجهة مثيرة مع نظيره البحريني اليوم الثلاثاء في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول لبطولة كأس الخليج العشرين (خليجي 20) التي تستضيفها اليمن حاليا. ورغم كونها المباراة الأولى لكل من الفريقين في هذه المجموعة يدرك الفريقان جيدا أن الفوز في هذه المباراة يعني الكثير لكل منهما في ظل صعوبة هذه المجموعة التي تضم أيضا المنتخبين العراقي ، بطل آسيا ، والإماراتي الفائز بلقب خليجي 18 . لذلك يخوض الفريقان مباراة الغد بشعار "لا بديل عن الفوز" ليكون نقطة انطلاق جيدة على طريق المنافسة لحجز إحدى بطاقتي المجموعة إلى المربع الذهبي للبطولة. وقبل أقل من عامين ، استضافت عمان البطولة الخليجية بملاعبها ونجح المنتخب العماني في تقديم مجموعة من أفضل العروض على مدار التاريخ ليحرز لقب البطولة عن جدارة مستفيدا من عاملي الأرض والجمهور من ناحية ومهارات وخبرة لاعبيه من ناحية أخرى. وأصبح المنتخب العماني آخر المنضمين إلى القائمة الذهبية لبطولات الخليج حيث توج باللقب الخليجي للمرة الأولى له ليكون سادس فريق يتوج باللقب. ويخوض المنتخب العماني البطولة هذه المرة خارج أرضه ويأمل في أن ينجح في الدفاع عن لقبها لعدة أسباب يأتي في مقدمتها تعويض جماهيره عن الإخفاق الذي صاحبه في تصفيات كأس آسيا حيث فشل الفريق في بلوغ النهائيات التي تستضيفها قطر في يناير المقبل. كما يأمل الفريق في الفوز باللقب للتأكيد على أن لقبه الماضي لم يتحقق بمساعدة الأرض والجمهور فحسب وإنما من خلال مهارات وإمكانيات اللاعبين وخبرتهم التي تزايدت على مدار نحو عامين منذ فوزهم باللقب في مطلع عام 2009 . وفي المقابل، يمثل المنتخب البحريني علامة استفهام كبيرة سواء على مستوى كرة القدم الخليجية أو على مستوى الكرة الأسيوية فهو الوحيد، بخلاف المنتخب اليمني ، الذي لم يفز بلقب بطولة الخليج من قبل على الرغم من اقترابه من اللقب أكثر من مرة. وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة، كان المنتخب البحريني من أكثر المنتخبات الخليجية والعربية تطورا بل إنه اختير قبل عدة سنوات لجائزة أفضل المنتخبات تطورا على مستوى العالم. وينتشر نجوم المنتخب البحريني في عدد من الأندية الخليجية وهو ما يفرض العديد من علامات الاستفهام بشأن غياب الألقاب عن هذا الفريق الذي يتمتع بخبرة كبيرة. وما يزيد من علامات الاستفهام حول المنتخب البحريني أن الفريق فشل في عبور الخطوة الأخيرة مرتين في التصفيات الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم حيث كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائيات في ألمانيا عام 2006 وفي جنوب أفريقيا عام 2010 ولكنه سقط في المرتين بالملحق الفاصل ليثير دهشة عشاقه ومتابعيه. وتبدو كفة المنتخبين العماني والبحريني متكافئة فيما يتعلق بتاريخ مشاركاتهما في بطولات كأس الخليج. وعلى مدار 19 بطولة سابقة لكأس الخليج ، شارك المنتخب العماني في 17 بطولة وخاض 88 مباراة حقق الفوز في 16 منها وتعادل في 17 وخسر 55 مباراة وسجل لاعبوه 68 هدفا مقابل 165 هدفا في مرماه. وفي المقابل ، شارك المنتخب البحريني في 18 بطولة خاض فيها 88 مباراة حقق الفوز في 29 منها وتعادل في 26 وخسر 33 وسجل لاعبوه 99 هدفا مقابل 109 أهداف اهتزت بها شباكه. كما تتساوى كفة الفريقين فيما يتعلق بالإمكانيات الفنية والبدنية للاعبين بل إن كثيرين من المراقبين لكرة القدم الخليجية يرون أن المنتخبين العماني والبحريني يقدمان العروض الأكثر إمتاعا من بين جميع منتخبات الخليج حيث تتسم عروضهما بالأداء الجمالي والمهاري. وفي الوقت الذي يرى فيه المنتخب العماني هذه البطولة عوضا له عن فشله في الوصول لكأس آسيا ، تبدو البطولة وسيلة إعداد مناسبة للمنتخب البحريني قبل خوض فعاليات بطولة كأس آسيا في قطر كما يسعى الفريق للتتويج باللقب الخليجي الأول له. ولذلك سعى المدربان الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب العماني والبحريني سلمان شريده المدير الفني لمنتخب بلاده إلى الاستعانة في هذه البطولة بأفضل نجومهما. وسبق للمنتخبين أن التقيا 17 مرة في بطولات الخليج السابقة فكان الفوز من نصيب المنتخب العماني ثلاث مرات ومن نصيب البحرين ثماني مرات مقابل ستة تعادلات.