لا يمكنني أن اتجاهل التركيز على النجم الأول وربما الأوحد للمواجهة الألمانية الإيطالية في نصف نهائي كأس امم أوروبا واقصد الإيطالي الأسمر صاحب الجذور الغانية ماريو بالوتللي الذي تركّزت عليه كل الكاميرات قبل وأثناء وبعد المباراة المجنونة التي كان يمكن أن تنتهي بكارثة على الألمان وهزيمة تاريخية مذلة ولكن رعونة الطليان وعلى رأسهم هداف الدوري مرتين وأفضل لاعب لعام 2010 نجم اودينيزي انطونيو دي ناتالي الذي كاد برعونته يحرم إيطاليا حتى من التأهل لو تمكّن الألمان مع معادلة النتائج أواخر المباراة واستغربت حقيقة أن يمنح الإتحاد الأوروبي جائزة أفضل لاعب في المباراة لآندريا بيرلو والسبب حسب كلامهم «مساعدته لمنتخب بلاده على الفوز بتمريراته الحاسمة، وقيادته لوسط الملعب فحصل لاعب وسط يوفنتوس على اكبر عددٍ من الاصوات في هيئة التحكيم المكوّنة من اللاعبين السابقين فرناندو كوتو وكريستيان كاريمبو وبريدراج مياتوفيتش وبيتر شمايكل وألان سيمونسن ودافور سوكر وباتريك فييرا « وهناك اثنان من هؤلاء أسمرا البشرة هما كاريمبو وفييرا نجما فرنسا السابقان وللأمانة لا أعتقد أن احدًا يستحق أن ينال هذه الجائزة سوى بالوتيللي الذي تابعت كل حركة من حركاته محاولًا أن افهم نفسيته وووجدته وكأنه يشعر بالوحدة بين محيط من (الطليان البيض) وهو الذي نال الجنسية الإيطالية ولكنه بالتأكيد يختلف عن الطليان الأصليين ولهذا هدّد بالقتل كل من يحاول أن يوجّه إليه عبارات عنصرية قبل بدء البطولة ومن تابع هدفيه وطريقة الاحتفال سيتأكد من كلامي أن هذا الرجل لم يدخل بعد ضمن الدائرة (الصداقية) للاعبي المنتخب الإيطالي ومعروف عنه أنه يتصرّف بتلقائية رهيبة ولا يحتفل مطلقًا بتسجيل أي هدف لأنه يعتبر كرة القدم وظيفته ومهنته وعندما سألوه لماذا لا تحتفل رد بسؤال استنكاري قائلًا «هل يحتفل ساعي البريد بكل رسالة يوصلها للبيوت؟؟ هذه مهنته وهذه مهنتي. ولكننا شاهدنا في ملامحه بعد الهدف الثاني اطياف ابتسامة وفرح حقيقي وهو ما عبر عنه بعد المباراة حين قال إنها أهم مباراة في حياته مع المنتخب الإيطالي ولكنني لم اشهد حبًا حقيقيًا من زملائه له وربما أكون مخطئًا وأتمنى أن اكون مخطئًا ... سبق وكتبت عن هدف بالوتيللي ضد آيرلندا بأنه هدف ضد العنصرية بعدما شتمته بعض الجماهير الآيرلندية بعبارات عنصرية فتوجّه بالوتيللي نحوهم يريد رد الشتيمة لولا زميله بونوتشي الذي كتم فمه ومنعه من الرد وهو الآن ردّ بأعلى صوت في الكون على كل العنصريين حتى من الطليان بأن الأسمر القادم من غانا لأبوين ابوين هاجرا من غانا يدعيان توماس وروزي بارواه وكلن لديهما مريض في أمعائه أرهقهما كثيرًا ماديًا ومعنويًا وكانت حياته في خطر بعد أن خضع لعدة عمليات جراحية مما اضطر عائلته لطلب المساعدة من الحكومة ثم قررا التخلي عن الطفل لعائلة ايطالية هما الزوجان فرانشيسكو وسيفيليا بالوتيلي ولكن عندما اصبح الولد نجمًا مشهورًا وصاحب ملايين عاد أبواه الاصليان وطالبا به ولكن الرجل رفض بشدة وقال عنهما إنهما يريدان «صيد المجد والشهرة والمال».. بالوتيللي لم يبد فرحًا رغم هدفيه ويبدو أن حزنًا دفينًا في داخله لم يحاول أحد اكتشافه وهو ما يبرر عدائيته وسلوكه العنيف في كثير من الأحيان