الرياضة وجدت على هذه الارض من أجل التنافس الشريف أولا وصحة البدن أولا وآخرا ولم توجد من اجل زرع التصعب والكراهية والحساسيات بين الناس إن كانوا أبناء مدينة واحدة أو بلد واحد أو بلدان مختلفة ولكن للأسف مازال هناك بشر يصرون على أن يخلطوا ما بين الرياضة ومشاعر اخرى قد اتفهم واحدة منها فقط هي المشاعر السياسية.. فكيف يمكن لعربي مثلا أن يلعب أمام اسرائيلي قتل الشعب وشرد الناس واغتصب الأرض والعرض ومازال يصر على ذلك منذ 52 سنة والى الآن ومهما قالوا عن الفصل بين الرياضة والسياسية تبقى هذه المشاعر أقوى من أن نتقبلها وهم أي الجانب الإسرائيلي يحالون قتل حتى روح الرياضة المتأصلة والمتجذرة في الشعب الفلسطيني وفي كل مرة يحاول المنتخب السفر يعتقلون نصف اعضائه ويعرقلون سفر النصف الباقي... هذه الجزئية هي الوحيدة التي اتفهمها ولكني قطعا لم ولن أقبل أن يتم التعامل مع الآخرين من منطق اللون أو العرق وهنا تبرز العنصرية بأسوأ صورها علما أن (مدعي الحرية والديموقراطية في العالم) وأقصد الأوروبيين والأمريكان (البيض الشقر اصحاب العيون الملونة) هم من اخترعوا العنصرية عندما جاؤوا بالأفارقة إلى بلادهم عبيدا يشترونهم ويبيعونهم في الوقت الذي يساوي فيه ديننا الحنيف بين كل شعوب الأرض ولا فرق بين شخص وآخر سوى بالتقوى رغم اعترافي أن هناك من يتهم (بعض العرب بالعنصرية في تصرفاتهم وقد يكونون محقين في ذلك) وهو أيضا تصرف نستنكره ونستهجنه من اي طرف صدر عنه.. الإيطالي ماريو بالوتيللي بارواه الذي ولد في باليرمو من ابوين هاجرا من غانا يدعيان توماس وروزي بارواه و طفلهما كثيرا من مرض في امعائه كاد أن يهدد حياته وخضع لعدة عمليات جراحية أرهق كاهل عائلته التي اضطرت لطلب المساعدة من الحكومة ثم قررا التخلي عن الطفل لعائلة ايطالية هما الزوجان فرانشيسكو وسيفيليا بالوتيلي ولكن عندما اصبح الولد نجما مشهورا وصاحب ملايين عاد أبواه الاصليان وطالبا به ولكن الرجل رفض بشدة وقال عنهما بأنهما يريدان «صيد المجد والشهرة والمال».. بالوتيللي رجل عصبي والكرة الأرضية تشهد بذلك وعندما كان لاعبا في الأنتر تحت قيادة مورينيو ظهر في برنامج «ستريشتيا لا نوتيزيا» التلفزيوني في مارس 2010 وهو يرتدي قميص الغريم التقليدي للأنتر أي إي سي ميلان. بالوتيللي الذي حصل على لقب الدوري الإيطالي مع مان سيتي وانضم لاول مرة للمنتخب الإيطالي في كأس امم اوروبا قال قبل البطولة إنه سيقتل كل من يوجه له عبارات عنصرية بسبب بشرته السمراء.. ويوم الاثنين سجل هدف التعزيز الثاني لايطاليا في شباك آيرلندا وساهم بتأهل الآزروي لربع نهائي البطولة ولكنه بعد الهدف كاد أن يتسبب بمشكلة لأنه اراد التوجه للجماهير الآيرلندية التي شتمه بعضهم ولكن زميله بونوتشي كتم فمه ومنعه من معالجة الغلط بغلط أكبر منه ولكن بصراحة لو كنا مكان بالوتيللي هل كنا نسكت عن الاساءة حتى لو كلفتنا حرماننا من البطولة؟ الجواب أتركه لكم..