مابين فتح (متجدد) وهجر (غير) أثبت ممثلا الأحساء في الدوري السعودي للمحترفين علو كعب الكرة (الأحسائية) مقارنة بمثيلاتها وحجزوا لأنفسهم مابين الكبار في السنة القادمة بدرجة الأفق على متن خطوط دوري المحترفين الدرجة التي تليق بهذه الأندية التي جاءت من (الريف) لتثبت أنها صعدت لتبقى وأن المدنية التي يدعيها المنافسون ليست في مسميات بقدر ماهي في عقول ومواهب صنعت على أرض (الواحة )لتغذي معظم أندية المملكة فمن النادر أنك تجد ناديا سعوديا لا يوجد لاعب فيه من الأحساء تذوق من تمر( اخلاصها) وتسلق جذعها وترعرع في مزارعها وضواحيها. حيث استطاع الفتح منذ البداية أن يشق طريقه نحو القمة بعد أن تمرس على مقارعة الكبار واصبحت لقاءاته مع الكبار خارج نطاق المفاجآت لأن الأندية صغيرها وكبيرها تضع لهذا الفريق ألف حساب بعد أن وضع الفتح لنفسه شخصية وهيبة يهابها كل من (نازل) هذا النادي النموذجي. ولو لعب الفتح في المباريات الأخيرة بنفس طموح (بقائه) لأصبح ضمن الأربعة الكبار التي تتنافس على المقعد الآسيوي ولكن يبدو أن ثقافة ضمان البقاء مازالت عالقة في أذهان وفكر شباب لاعبي الفتح فما أن ضمنوا بقاءهم بدأت مستوياتهم تقل وبريقهم يتلاشى شيئاً فشيئاً حتى أصبحت شباكه مفتوحة للخصوم ومطمعاً لأندية لم تتذوق طعم الفوز فلك أن تتصور أن آخر خمس مباريات للفتح (خسر) أربعة منها وتعادل مرةً واحدة وهذه النقاط كفيلة بأن تضع للفتح قدماً في المربع الذهبي للمشاركة الآسيوية ويبدو أن فرحة البقاء ضيعت على الفتحاويين فرصة تاريخية قد لا تتكرر في المستقبل القريب . لذلك يجب على الجهاز الفني والإداري ضرورة تنبيه اللاعبين إلى أن الدوري ليس بقاء فقط فهو إثبات وجود وطموح لا يتوقف عند محطة واحدة ولن يتحقق ذلك إلا عندما يكتسب لاعبوه ومحبوه ثقافة اللعب مع الكبار. الفتح حالياً في بطولة كأس الملك فهل سيكون كالعادة فارس الرهان الذي دائماً ما يأتيك بغير المعتاد ويفاجئ منافسيه بمستويات راقية هذا ما نتمناه (للنموذجي). أما شيخ ( الأحساء) هجر فيبدو أن إبداع (جاره) استفزه فعمل على كسر قاعدة (الصاعد هابط) التي دأب عليها مرتين من قبل فكسر تلك المقولة بالأفعال كما هي الأقوال فضمن بقاءه في الدوري للموسم القادم منذ وقت مبكر (منطقياً ) أما رقمياً فأكد بقاءه قبل نهاية الدوري بجولة واحدة. وكان هجر فاجأ منافسيه بمستويات كبيرة سواء بالأحساء أو حتى على أرض منافسيه ويبدو أن محبي هذا النادي مقتنعون بما تحقق كسنة أولى دوري محترفين بعد انقطاع سنوات وسنوات عن دوري المحترفين. ونحن معهم فما تحقق يعتبر إنجازاً يكتب بماء الذهب يسجل للإدارة والجهاز الفني واللاعبين على الرغم من شح الموارد وعزوف أبناء الأحساء وخذلانهم لشيخهم من جماهير وداعمين إلا أن ذلك كله لم يمنع من أن نرى (شيخنا) مع الكبار في السنة القادمة 0 كل ما اتمناه أن يستمر الجهاز الفني في كلا الناديين مع المحافظة على نجوم الفريقين دون التفريط فيهم مهما كان الإغراء هذا إذا ما اراد ممثلا (الواحة) مواصلة التألق والنجومية في سماء دوري المحترفين .