** شعرت بغصة ألم بالغة.. وأنا أتابع المسير في هذه المقالة.. توقفت لبرهة بدون وعي.. قبل أن أطلق العنان لقلمي.. بقيت أترنح ما بين التصديق والتكذيب.. تائها لا يعرف الطريق.. وكأنني لأول مرة أقتفي حروف حديقتي على الورق الأبيض.. أشعر بضعف لياقتي على الكتابة.. وفقر مفردتي للوصول إلى الجوهر لا المظهر في تحقيق الهدف من هذه المقالة..!! ** صعب جدا أن تسير في الطريق بدون هدف.. والأصعب أن تحدد ذلك الهدف.. وتفشل مرات متعددة في الوصول إليه.. والأصعب أكثر وأكثر أنك قد حققت هذا الهدف لمرات حتى مللت منه.. لكنه مع قطار الزمن.. أصبح أشبه بالحلم العصي..!! ** أعتقد أن تلك السطور تنطبق تماما على مسيرة الهلال مع البطولة الآسيوية.. فقد شبع منها بلغة الماضي.. وأصبح جائعا على سفرتها بلغة الحاضر.. لقد ضيع هدفها لسنوات.. وما زال يضل طريقها إلى وقتنا الراهن..!! ** عمل المستحيل لإرضائها.. لكنها غدت الآن مطلقة.. لم يستطع رغم المحاولات والنداءات وحتى التعاقدات وصرف الملايين.. إقناعها مرة أخرى لتعود لمنزلها العامر في مطلع التسعينات من القرن الماضي..!! ** سبحان مغير الأحوال.. فبعد أن كانت "آسيا" لا تنام إلا في حضن الهلال.. ولا تفرح إلا إذا سكنت منزله.. وكانت قريبة من بحره.. أصبحت تنال من حبها السابق.. وتنهش في جسده.. "وتخربش" في وجهه.. فأنبتت التجاعيد التي لم نرها يوما في وجه الزعيم..!! ** لقد ضاع الحب الذي ربط الزعيم الأزرق بمعشوقته "آسيا".. وأصبح شمعة من بقايا حلم قديم.. لم تعد "آسيا" تسبح في البحر الأزرق.. ولم تعد تسامر القمر.. ولم يعد الزعيم حامي ألقابها.. ولا حارس بطولاتها..!! ** من يواسي من.. في فك الارتباط؟! ومن خذل الآخر في تحويل دفء اللقاء.. لجحيم الفراق؟! ** سألت "آسيا" من أخرجك من القصر الأزرق؟ لم أكمل السؤال.. حتى جاء جوابها كالصاعقة في أذني.. في الماضي كان الهلال يملك عازفين داخل القاعة الخضراء.. يجيدون عزف الألحان حتى بدون كلمات.. وفي الحاضر يملكون شاعرا يجيد تراقص الحرف في مفردته.. لكنهم لا يملكون عازفين لترجمة جمال الكلمة.. ومتى عاد العازفون سأعود لمنزل التسعينات من القرن الماضي..!! ** من يشعل قناديل العناق بينهما من جديد.. حنين آسيا لزعيمها.. أم نهوض النائم في سبات عميق "أسيويا" الهلال..؟! ** الأولى.. ليس بمقدورها.. لأن الواقفين على بابها كثر.. من شرق القارة وغربها.. والثانية ممكن.. ولكن البداية من الرياض إلى الدوحة لا ترسم طريقا مسفلتا للوصول إلى الهدف.. هذه الحقيقة التي يجيب أن يعيها عشاق الزعيم..!! ** "مرت سنة" هي رائعة محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله.. يا ليت أن تغيب عن أذهان الهلاليين لسنة واحدة "آسيويا".. حتى لا تتكرر عبارة السنة الجاية "إن شاء الله"..!!