احلم يا زعيم كما تشاء، طالما أن أحلامك تلامس أرض الواقع، بعزيمة الرجال، لا كوابيس سوداء تقلب المواجع. إيرما بومبيك، الكاتبة والقاصة الشهيرة، ترى أن الشخص يحتاج إلى شجاعة متناهية للتعبير والإفصاح عن حلمه، ولطالما كان الزعيم شجاعا وهو يحلم بالزعامة، ويفصح عنها بطولة بعد بطولة. أما جورج بيرنارد شو، كاتب المسرح الأيرلندي الشهير الذي قلب موازين النقد المسرحي حتى بعد وفاته، فقال إن ثمة رجالا يرون الأشياء كما هي ويفلسفونها من منطلقاتهم الداخلية، أما هو فيحلم بالأشياء التي لم تخطر على عقل بشر، ليعبر عنها بطريقته، ولذلك أبدع. ذات الأمر مع الزعيم، فهو يحلم دائما كيف يكسر رقمه هو، لا أرقام الآخرين، لذا تجد أحلامه كبيرة، ومنجزاته أكبر من أحلامه. كلما كبر حلمك، كبر إنجازك. أما إدجار آلن بو، الشاعر الأميركي والأديب الذي أحدث ثورة في قرنه والقرن الذي يليه لسلاسة فكرته وسهولة مفردته، فيرى أن كل ما تراه أو تعتقد أنك تراه على أرض الواقع، بدأ كحلم. حلم داخل حلم. والهلال بدأ حلما، وبات حقيقة، وسيظل طوال تاريخه ما بين حلم وحقيقة. حلم بتكرار الانتصار نصرا بعد نصر، وحقيقة تجسدها الانتصارات. لطالما حلم الزعماء بالبطولات، حتى حققوها كلها. حلموا بالدوري، والكأس، والخليج، والعرب، وبالرقم، وبالتاريخ، وبالجمهور فباتوا الأول. حلموا بزعامة آسيا، وتزعموها. ناطحوا الصخر والقهر وبدماء الرجال باتت أحلامهم حقائق على أرض الواقع. حلموا بأن التاريخ لن يمر عليهم كما يمر على الآخرين، يذكرهم، ويتخطاهم. وصار ذلك حقيقة. إذا استطعت عزيزي القارئ أن تتحدث عن كرة القدم السعودية، ولا تذكر الهلال، فأنت واهم! لا حالم! فذاك وهم، وذاك حلم، وما بينهما هلال! زعيم قدم لنا التاريخ بوجه آخر. حلم الزعماء، لكنهم لم يناموا! حلموا، وعملوا لتحقيق أحلامهم. الآخر يقول من بعيد، ما لم تحلم به اليوم، لن تحققه غدا! والزعيم يحلم كل يوم، وفي كل يوم له إنجاز! أو هكذا أرادها الألماني ولوف غانغ! لا تقتل حلمك، فتموت! هكذا تقول الحضارة الإغريقية! والهلال يبقى حلمه ليل نهار، لهذا هو موجود! وغيره سابح في فراشه! الزعيم يحلم حتى في حلمه! لذا ترى حلمه أزرق براقا! الزعيم يا سادة، فريق الأحلام! رأيت الحلم الهلالي في وجه ذاك البريء الأزرق! يحمل حقيبته كل صباح لطابور مدرسته، وحلمه، ما بين شهادة علمية تضعه في مصاف الكبار، وناد عملاق يكبر معه، وتكبر أحلامه معه! حلم لا يلغي الآخر، لكنه يعيش معه! لا تخشوا على أحلامكم! ولا على أطفالكم! فأنتم فريق الأحلام! فاحلموا كما شئتم! طالما الحلم زعيم!