احتفظ الهلال ببطولة الدوري وكأس ولي العهد للعام الثاني على التوالي فظن الجميع ألا أحد يستطيع الوقوف في طريق الفارس «الأزرق».. سيد الساحة الكروية المحلية ونجمها الأول بلا منازع سيما أنه أنهى مشوار الدوري الطويل بعد 26 مباراة بلا هزيمة لأول مرة في تاريخه. وحين التفت الهلال إلى مباراته المفصلية مع الاتحاد في دور ال 16 لدوري أبطال آسيا وجد نفسه يغرق في بحر الهزيمة بهدفين مبكرين في أول 16 دقيقة ثم بثلاثية نظيفة بعد 59 دقيقة فمسح - الهلال - بهذه الهزيمة المذلة وأداء أفراده الهزيل كل نجاحاته المحلية هذا الموسم. في المقابل استعاد عميد الأندية السعودية بهذا الانتصار الكبير هيبته كفريق سعودي بطل وواجهة مشرفة للأندية السعودية عرف بقوته وصلابته وشدة مراسه في المحافل الخارجية وقدرته على تحقيق أصعب البطولات وأغلاها. لقد أعاد الاتحاد بهذا الفوز الكبير التكافؤ إلى موازين القوى والتفوق الكروي التنافسي بعدما كادت تكون أحادية الجانب من طرف واحد هو الهلال وحق على الأندية المحلية الأخرى أن تشكر العميد على هذا الانجاز المذهل.. وتهنئته على عمله المثمر.. ونجاحه الكبير. فما فعله الاتحاد وما قدمته إدارته ومدربه ولاعبوه من جهد جبار متضافر في هذه المباراة التاريخية حري أن يدرس ويستفاد من تجربته للتفوق والوصول إلى القمة. فالإدارة أحسنت صنعاً باختيار المدرب المحنك (ديمتري) في هذه المرحلة الحساسة.. وعرف البلجيكي العجوز وهو المدرب الذي أذهلنا بنجاحه في قيادة الاتحاد لإحراز ثمانية أهداف في شباك النصر والهلال في آخر مباراتين له.. عرف كيف يتعامل مع خصمه (الأزرق) باحترامه أولاً كبطل للدوري والكأس ثم تعطيل مفاتيح اللعب - التفوق - في صفوفه بالرقابة اللصيقة وتضييق المساحات أمامهم فضلاً عن دراسة نقاط ضعف الخصم جيداً وخصوصاً في الجهة اليسرى من دفاع الهلال نتيجة ضعف كفاءة وبطء في التغطية لظهيره الزوري ومدافعه المرشدي. أما لاعبو العميد بقيادة نجمهم الكبير (نور جدة) فلم يخيبوا آمال جماهيرهم العريضة وحجبوا الهلال حين ألغوا تفوق لاعبيه بفضل أدائهم القتالي وروحهم الوثابة وحماسهم الكبير. إن المتابع للفريق الاتحادي في السنوات الأخيرة يلاحظ أن تحسن نتائجه يقف وراءها لاعبوه الاجانب وتفوق إدارة العميد في هذا الجانب بحسن الاختيار والتركيز على فاعليتهم الهجومية وقدراتهم التهديفية التي تمنح الهيبة للهجوم وترجح كفة الفريق بالفوز في كثير من المباريات.. ولو توفر لفريق الهلال رأس حربة - هداف - في مستوى مهاجم الاتحاد (زيايه) أو شمراني الشباب - هداف الدوري للمرة الثالثة - عوضاً عن ياسر القحطاني.. المهاجم (المعطل) في خط مقدمة الهلال لما وجد (الأزرق) نفسه في حرج هجومي ومأزق شح الأهداف في مواجهة الاتحاد الأخيرة. إن ياسر - اليوم - لم يعد ذلك المهاجم الخطير والهداف الذي يملك القدرة البدنية والمهارية والسرعة في المراوغة والانفراد والتسجيل برغم امتلاك الهلال أفضل صناع تمريرة الهدف.. مثل ويلي والشهلوب والدوسري والفريدي والعابد. غير أن ياسر يغطي ذلك الجانب السلبي عند استلامه الكرة بالتخلص منها إما بتحويلها إلى المرمى مباشرة حتى من مسافات بعيدة بدلاً من التوغل والانفراد بحثاً عن هدف أو ركلة جزاء.. أو بتمريرها لأحد زملائه.. وحقيقة أمنية أن نرى القحطاني ينجح في مراوغة المدافعين ويتقدم بمهارة ورشاقة كما كان يفعل في السابق.. أو على إدارة الهلال أن تبحث عن بديله فتدفع الملايين في رأس حربةأجنبي (يدل) الباب ليحقق طموحات عشاق «الزعيم» ولا يتركهم تحت رحمة لاعب مستهتر غير عابئ لانحدار مستواه!؟